makakola
12-04-2006, 08:57 AM
http://www.elaph.net/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/3/137132.htm
كيف نصالح الإسلام مع العالم؟
GMT 22:15:00 2006 الخميس 23 مارس
العفيف الأخضر
الدرجة الساخنة من حرب الأديان التي تدور رحاها اليوم بين الإسلام الجهادي وباقي بلدان العالم بما فيها بعض البلدان الإسلامية نفسها المتهم حكامها بـ"الردة" تتطلب التخلي عن اللغة الخشبية، لغة النفاق الاجتماعي التي تقول كل شيء ولا تقول أي شيء يساعد على فهم المشكلة بحثاً عن حلول ناجعة لها تقي الإنسانية ويلات هذه الحرب التي يقودها الإسلام الجهادي ضد العالم، التي يمكن أن تستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل ، مثلاً بإمكان انتحاري من القاعدة أو حماس أو أية جماعة إرهابية أخرى أن يحمل في جيبه بكتريا الطاعون الأسود ليبيد مدينة بكاملها، كما يمكن وضعها خلسة في جيب مسافر ... لتحل الكارثة بعد وقت قصير. وهكذا فالجهاد يشكل خطراً جدياً على استقرار العالم وحضارته. الإرهاب والجهاد – وهما اسمان لمسمي واحد – يشكلان اليوم نفس التهديد الذي شكلته الفاشية في الثلاثينات والذي قاد البشرية إلى الحرب العالمية الثانية التي هلك فيها 65 مليون نسمه واستخدمت فيها الولايات المتحدة الأمريكية أسلحة الدمار الشامل ضد اليابان بعد أن استسلم!. الإرهاب الإسلامي اليوم قد يقود العالم إلى أزمة كبرى تضعه وجهاً لوجه أمام خيارات حادة قد تنجر عنها تحولات مأساوية في القيم تنصّب العنف نهجاً لحل المشكلات عملاً بشعار حماس"العدو لا يفهم إلا لغة القوة"، لغة الحرب بما فيها النووية. ألم يصرح أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن" نهاية العالم خلال عامين" لأن الإمام الغائب "سيخرج قريباً من غيبته" وبإمكان الجمهورية الإسلامية أن تعجل عودته بالقضاء على إسرائيل (انظر مقال لوران مورفيك،مدير بحث معهد واشنطن هودسن باليومية الفرنسية،لوفيجارو).
في حرب الديانات الدائرة سيخرج الجميع مهزومين وخاصة المسلمون. من هنا حاجتهم الماسة إلى السعي إلى إيقاف هذه الحرب الجهادية. كيف؟.باعترافهم بالديانات التي ظهرت قبل الإسلام،اليهودية،المسيحية،المجوسية والصابئة،التي اعترف بها القرآن."إن الذين آمنوا، والذين هادوا، والصابئون، وال*****،من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"(69 المائدة)، وتكررت في سورة البقرة الآية 62 بإضافة "ولهم أجرهم عند ربهم"، وتكررت في سورة الحج الآية 17 بإضافة المجوس إلى أتباع اليهودية والمسيحية والصابئة. لكن فقهاء القرون الوسطي الذين تفاقمت نرجسيتهم الدينية اعتبروا هذه الآيات منسوخة بآية"إن الدين عند الله الإسلام"(19 آل عمران) وبآية"ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه"(85 آل عمران). هاتان الآيتان سجاليتان لأنهما نزلتا في ظروف سجال ديني محتدم بين المسلمين واليهود، وال*****. وأيضاً في أوقات توتر وحرب مع قريش ويهود يثرب وليس من مصلحة المسلمين اليوم اعتبارهما ناسختين للآيات المسكونية الثلاث التي تتجاوب مع متطلبات عصرنا، عصر حوار الأديان والثقافات وتلاقحها المكثف حتى أن بعض الباحثين يتوقعون خلال هذا القرن تقارباً كبيراً بين جميع الديانات بما فيها غير التوحيدية.
ما هو الطريق إلى تقارب الأديان وتلاقحها بدل عدائها؟
هو حوار الأديان الذي مازال الإسلام الجهادي مصراً على رفضه. عندما ُسئل الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر عن رأيه في حوار الأديان أجاب:"لا معني لحوار الأديان إلا دعوة البابا [بابا روما] إلى الدخول في الإسلام" ولو شاء لأضاف "أو دفع الجزية أو إعلان الحرب" كما يقول النص الفقهي الذي صيغ في القرون الوسطي لكن التلميذ والطالب مازالا يدرسانه في معظم البلدان الإسلامية!.
مطلوب أيضاً من النخب المسلمة اليوم الاعتراف بالديانات التي ظهرت بعد الإسلام بدلاً من اعتبارها "زندقة" موجبة لدق الأعناق، واعتبار أنبيائها كذبة لا يستحقون إلا اللعنة والقتل. نعرف مأساة العالم الباكستاني المسلم أبو محمد عبد السلام، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، والذي كان ممنوعاً من دخول معظم البلدان الإسلامية لاعتباره مرتداً نظراً لإنتمائه للديانة الأحمدية التي لها نبيها الخاص. تونس هي البلد الوحيد الذي كرمه بإنتخابه عضواً في "بيت الحكمة".
مثلما عليهم الاعتراف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية والاتفاقات الدولية المكملة له. لأن حقوق الإنسان هي اليوم الشريعة العلمانية العالمية التي لا يحق لأية دولة تحت أية ذريعة أن تنتهكها وإلا تعرضت لإدانة المجتمع المدني العالمي، والإعلام العالمي والدبلوماسية الدولية. أما عندما يتسع نطاق هذه الانتهاكات فالتدخل العسكري الإقليمي أو الدولي يصبح ضرورياً كما حدث عندما تدخل الحلف الأطلسي لإيقاف مذابح صربيا ضد مسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفو،أو التدخل الدولي المتوقع في دارفور لإيقاف اضطهاد سكانها المسلمين السود من ميليشيات حكومة الخرطوم.
ماذا يعني اعتراف النخبة المسلمة بحقوق الإنسان؟
يعني اعترافها بمبدأين غير قابلين للنقاش"حرية التدين" و"حرية الضمير". حرية التدين هي الاعتراف الصريح لكل إنسان أن يختار الدين الذي يشاء متى شاء، وهذا هو التفسير العقلاني الذي تبناه محمد عبده في "المنار" عند تفسيره للآية "فمن شاء قليؤمن ومن شاء فليكفر" حيث قال "من شاء الدخول فيه فليدخل، ومن شاء الخروج منه فليخرج". هذه الحرية يسميها فقهاء القرون الوسطي ردة واستعاروا لها من التوراة عقاباً غليظاً هو القتل. صدر قانون يمنع التبشير في الجزائر نظراً للانتشار الكبير للمسيحية فيها –وكذلك في المغرب – وهو قانون يمثل انتهاكاً مرفوضاً لحرية التدين المقدسة. ومن الأخبار السارة :أقرت لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان التركي الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بقيادة طيب رجب أردوغان، مشروع قانون جديد غير مسبوق في تركيا يتيح للمواطن التركي حرية اختيار الدين الذي يشاء. المبدأ الثاني الذي لا يقل قدسية عن المبدأ الأول هو "حرية الضمير" أي حرية كل إنسان في عدم الأخذ بدين من الأديان مع الاحتفاظ بكامل حقوقه كمواطن وكإنسان. وقد كان طه حسن أول مفكر مسلم على حد علمي يعترف بهذا المبدأ ويدعو لتبنيه.هذان المبدأن الإنسانيان، الكونيان يتطلبان أن يكون التدين خياراً فردياً وليس إلزاماً جمعياً. كما كانت الحال في مسيحية القرون الوسطي وكما هو الحال في الإسلام الآن، كما لو كان التدين مبرمجاً في الجينات وليس مكتسباً بالتربية والتقليد.
كيف نصالح الإسلام مع العالم؟
GMT 22:15:00 2006 الخميس 23 مارس
العفيف الأخضر
الدرجة الساخنة من حرب الأديان التي تدور رحاها اليوم بين الإسلام الجهادي وباقي بلدان العالم بما فيها بعض البلدان الإسلامية نفسها المتهم حكامها بـ"الردة" تتطلب التخلي عن اللغة الخشبية، لغة النفاق الاجتماعي التي تقول كل شيء ولا تقول أي شيء يساعد على فهم المشكلة بحثاً عن حلول ناجعة لها تقي الإنسانية ويلات هذه الحرب التي يقودها الإسلام الجهادي ضد العالم، التي يمكن أن تستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل ، مثلاً بإمكان انتحاري من القاعدة أو حماس أو أية جماعة إرهابية أخرى أن يحمل في جيبه بكتريا الطاعون الأسود ليبيد مدينة بكاملها، كما يمكن وضعها خلسة في جيب مسافر ... لتحل الكارثة بعد وقت قصير. وهكذا فالجهاد يشكل خطراً جدياً على استقرار العالم وحضارته. الإرهاب والجهاد – وهما اسمان لمسمي واحد – يشكلان اليوم نفس التهديد الذي شكلته الفاشية في الثلاثينات والذي قاد البشرية إلى الحرب العالمية الثانية التي هلك فيها 65 مليون نسمه واستخدمت فيها الولايات المتحدة الأمريكية أسلحة الدمار الشامل ضد اليابان بعد أن استسلم!. الإرهاب الإسلامي اليوم قد يقود العالم إلى أزمة كبرى تضعه وجهاً لوجه أمام خيارات حادة قد تنجر عنها تحولات مأساوية في القيم تنصّب العنف نهجاً لحل المشكلات عملاً بشعار حماس"العدو لا يفهم إلا لغة القوة"، لغة الحرب بما فيها النووية. ألم يصرح أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن" نهاية العالم خلال عامين" لأن الإمام الغائب "سيخرج قريباً من غيبته" وبإمكان الجمهورية الإسلامية أن تعجل عودته بالقضاء على إسرائيل (انظر مقال لوران مورفيك،مدير بحث معهد واشنطن هودسن باليومية الفرنسية،لوفيجارو).
في حرب الديانات الدائرة سيخرج الجميع مهزومين وخاصة المسلمون. من هنا حاجتهم الماسة إلى السعي إلى إيقاف هذه الحرب الجهادية. كيف؟.باعترافهم بالديانات التي ظهرت قبل الإسلام،اليهودية،المسيحية،المجوسية والصابئة،التي اعترف بها القرآن."إن الذين آمنوا، والذين هادوا، والصابئون، وال*****،من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"(69 المائدة)، وتكررت في سورة البقرة الآية 62 بإضافة "ولهم أجرهم عند ربهم"، وتكررت في سورة الحج الآية 17 بإضافة المجوس إلى أتباع اليهودية والمسيحية والصابئة. لكن فقهاء القرون الوسطي الذين تفاقمت نرجسيتهم الدينية اعتبروا هذه الآيات منسوخة بآية"إن الدين عند الله الإسلام"(19 آل عمران) وبآية"ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه"(85 آل عمران). هاتان الآيتان سجاليتان لأنهما نزلتا في ظروف سجال ديني محتدم بين المسلمين واليهود، وال*****. وأيضاً في أوقات توتر وحرب مع قريش ويهود يثرب وليس من مصلحة المسلمين اليوم اعتبارهما ناسختين للآيات المسكونية الثلاث التي تتجاوب مع متطلبات عصرنا، عصر حوار الأديان والثقافات وتلاقحها المكثف حتى أن بعض الباحثين يتوقعون خلال هذا القرن تقارباً كبيراً بين جميع الديانات بما فيها غير التوحيدية.
ما هو الطريق إلى تقارب الأديان وتلاقحها بدل عدائها؟
هو حوار الأديان الذي مازال الإسلام الجهادي مصراً على رفضه. عندما ُسئل الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر عن رأيه في حوار الأديان أجاب:"لا معني لحوار الأديان إلا دعوة البابا [بابا روما] إلى الدخول في الإسلام" ولو شاء لأضاف "أو دفع الجزية أو إعلان الحرب" كما يقول النص الفقهي الذي صيغ في القرون الوسطي لكن التلميذ والطالب مازالا يدرسانه في معظم البلدان الإسلامية!.
مطلوب أيضاً من النخب المسلمة اليوم الاعتراف بالديانات التي ظهرت بعد الإسلام بدلاً من اعتبارها "زندقة" موجبة لدق الأعناق، واعتبار أنبيائها كذبة لا يستحقون إلا اللعنة والقتل. نعرف مأساة العالم الباكستاني المسلم أبو محمد عبد السلام، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، والذي كان ممنوعاً من دخول معظم البلدان الإسلامية لاعتباره مرتداً نظراً لإنتمائه للديانة الأحمدية التي لها نبيها الخاص. تونس هي البلد الوحيد الذي كرمه بإنتخابه عضواً في "بيت الحكمة".
مثلما عليهم الاعتراف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية والاتفاقات الدولية المكملة له. لأن حقوق الإنسان هي اليوم الشريعة العلمانية العالمية التي لا يحق لأية دولة تحت أية ذريعة أن تنتهكها وإلا تعرضت لإدانة المجتمع المدني العالمي، والإعلام العالمي والدبلوماسية الدولية. أما عندما يتسع نطاق هذه الانتهاكات فالتدخل العسكري الإقليمي أو الدولي يصبح ضرورياً كما حدث عندما تدخل الحلف الأطلسي لإيقاف مذابح صربيا ضد مسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفو،أو التدخل الدولي المتوقع في دارفور لإيقاف اضطهاد سكانها المسلمين السود من ميليشيات حكومة الخرطوم.
ماذا يعني اعتراف النخبة المسلمة بحقوق الإنسان؟
يعني اعترافها بمبدأين غير قابلين للنقاش"حرية التدين" و"حرية الضمير". حرية التدين هي الاعتراف الصريح لكل إنسان أن يختار الدين الذي يشاء متى شاء، وهذا هو التفسير العقلاني الذي تبناه محمد عبده في "المنار" عند تفسيره للآية "فمن شاء قليؤمن ومن شاء فليكفر" حيث قال "من شاء الدخول فيه فليدخل، ومن شاء الخروج منه فليخرج". هذه الحرية يسميها فقهاء القرون الوسطي ردة واستعاروا لها من التوراة عقاباً غليظاً هو القتل. صدر قانون يمنع التبشير في الجزائر نظراً للانتشار الكبير للمسيحية فيها –وكذلك في المغرب – وهو قانون يمثل انتهاكاً مرفوضاً لحرية التدين المقدسة. ومن الأخبار السارة :أقرت لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان التركي الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بقيادة طيب رجب أردوغان، مشروع قانون جديد غير مسبوق في تركيا يتيح للمواطن التركي حرية اختيار الدين الذي يشاء. المبدأ الثاني الذي لا يقل قدسية عن المبدأ الأول هو "حرية الضمير" أي حرية كل إنسان في عدم الأخذ بدين من الأديان مع الاحتفاظ بكامل حقوقه كمواطن وكإنسان. وقد كان طه حسن أول مفكر مسلم على حد علمي يعترف بهذا المبدأ ويدعو لتبنيه.هذان المبدأن الإنسانيان، الكونيان يتطلبان أن يكون التدين خياراً فردياً وليس إلزاماً جمعياً. كما كانت الحال في مسيحية القرون الوسطي وكما هو الحال في الإسلام الآن، كما لو كان التدين مبرمجاً في الجينات وليس مكتسباً بالتربية والتقليد.