abomeret
26-03-2011, 12:59 PM
خواطر ثورية (1) : من أنتم ... من أنتم ؟
ابراهيم القبطي - الحوار المتمدن
الخاطرة الأولى :
عندما جاءت الثورة المصرية وقامت على أكتاف شباب مصري حالم متفجر رومانسي ، رأينا ثورة بيضاء بريئة بلا رتوش سياسية أو تنظيمات أوقيادات فعلية ، فقط شرارة اشتعلت وانفجر معها كل الشعب المصري ، وعلى ما يبدو أن هذه كانت ميزة الثورة المصرية وعيبها القاتل في نفس الوقت ... فهي ثورة بلا وجه ، وبعد هدوء فورة الثورة ، بدأت بعض القوى السياسة برسم ملامح لوجه الثورة ... وأهمها التنظيمات الإسلامية الاخوانية والسلفية بالتحالف مع قيادات مجهولة من الجيش المصري.
كانت هناك وجوه بلا ثورة ، وكانت هناك ثورة بلا وجوه ... فقررت بعض الوجوه القبيحة أن تستعير الثورة التي بلا وجه ، ولهذا خرج عمرو أديب في إحدى حلقاته في القاهرة اليوم ، متسائلا : أين شباب الثورة ؟ لقد اختفوا من ميدان التحرير ومن تصريحات الإعلام ...
ونحن مازالنا نتساءل معه : أين شباب الثورة ؟ وأين أنتم من استفتاء الدستور أو تشكيل الحكومة ، او انتخابات البرلمان القادمة أو لجنة تعديل الدستور القادم ؟
من هم ممثلو الشباب الثوري ؟
أنتم بلا وجوه ... وتركتم الثورة بلا وجه ... لكي تسرقها وجوه قبيحة بلا ثورة
من هم القيادات الشبابية التي يمكن أن تصنع مستقبل مصر بدلا الجيش والسلفيين والاخوان ... ؟!!!
من أنتم ... من أنتم ؟
خواطر ثورية (2) : جيش المماليك والدراويش
الخاطرة الثانية:
فرحنا بجيش مصر لما ظهر بمظهر حامي الثورة ، وصدقنا لما قالوا الشعب والجيش إيد واحدة ، ولكن ما نسيناه هو أن الجيش هو مصدر كل الدكتاتوريين الذي حكموا مصر منذ إنقلاب 1952 ، وآخرهم مبارك ...
لم نلاحظ في زحمة الأحداث أن الجيش أعلن للولايات المتحدة وقت إندلاع الثورة على لسان سامي عنان رئيس أركان الجيش المصرى ان الجيش لن يتخلى عن مبارك (1)
وبالفعل لم يتخل الجيش عن مبارك حتى هذه اللحظة ... فلم يغادر مبارك شرم الشيخ ، ولم يهرب كما هرب بن علي التونسي ، لماذا ؟ الإجابة الأكثر قربا من الحقيقة لأنه آمن على نفسه وعائلته . ولا يواجه تهديدا حقيقيا .
بل أن نجله المصون جمال مبارك شوهد بتاريخ 24 مارس 2011 في نادي رجال الأعمال بجاردن سيتي (2) ، فالنجل المصون يتجول بحرية ، ولا كأن هناك ثورة شعبية أطاحت بأبيه وبآماله في الخلافة . ولا كأنه حاول أن ينهي ثورة الشباب بمذبحة دموية كما أكد الصحفي عادل حمودة في لقائه مع عمرو أديب.
ثم نلاحظ بأن الجيش لم يقترب حتى الآن من كل رجال الصف الأول في نظام مبارك ومنهم زكريا عزمي أو عمر سليمان أو فتحى سرور ... ترى لماذا ؟
ثم نأتي للكوميديا السوداء : كيف للجيش أن يبرر هجومه الضاري على الأقباط واديرتهم ، بينما يقف سلبيا متفرجا على أحداث الشغب وحرق الكنائس وقتل الكهنة المسيحيين ؟ ثم يكلل كل هذا بالافراج عن كل المعتقلين من المتطرفين الإسلاميين ومنهم عبود الزمر قاتل السادات ؟
وأخيرا كيف يمكننا ان نفهم اتهام منظمة العفو الدولية للجيش المصري بتعذيب وهتك أعراض متظاهرات مصريات (3) .
هذا ليس جيشا (4) مع الثورة ، ولأننا لا نعرف ماذا يجري في الكواليس الآن ، لكن ظواهر الأحداث تشير إلى أن هناك طوائف متناحرة داخل قيادات الجيش نفسه ...
منهم المماليك ، أي من يحاول إشعال الفتنة الطائفية المزروعة بذورها بوفرة أيام مبارك ، ربما ليترحم الشعب على أيام الرئيس المخلوع .. وربما يكون منهم من يسعي على استحياء في إعادة العائلة المالكة المباركية إلى الحكم في وسط حالة من الفوضى والصراعات الطائفية ، التي يتقوقع فيها المسلمون البسطاء وراء جماعة السلف والاخوان ، بينما يتقوقع الأقباط داخل الكنيسة ...
وربما يحاول أحد المماليك - في خضم من الصراع الطائفي - القفز على السلطة في حالة من اليأس الشعبي .
ومنهم الدراويش ، أي من له ميول اخوانية متطرفة كما علمنا عن الشيخ محمد طنطاوي كبير دروايش الجيش ورئيس المجلس العسكري الآن .
هل نظن أن منظمة قوية كانت دعما لنظام مبارك ، وكان يقوم أمنه عليها ، أن تخلو من الفساد ... ؟
وان تقف مع الثورة يداَ واحدة … ؟
لو فهم شباب الثورة – لو كان هناك بقية باقية- حقيقة قيادات الجيش ، لعلموا أن مصر الآن يحكمها مجلس لقيادات الجيش من المماليك والدراويش . ولو أدرك من قاموا بالثورة رعب الجيش ومبارك من ثورة الشعب ، لما توقفوا عن ثورتهم حتى يتم تطهير البلاد بكاملها .
أما لو استمرت ثقة الناس والشباب في قيادات الجيش أمثال طنطاوي وعنان ومن يحموهم أمثال مبارك وعائلته وزكريا عزمي وعمر سليمان ... مصر مافيش مافيش
ساعتها سنقول : ذهب زمن الحرافيش وجاء زمن المماليك والدراويش ..
-------------
هوامش :
(1) راجع الخبر:
http://www.stratfor.com/analysis/201...ge-middle-east
(2) راجع الخبر:
http://www.alwafd.org/index.php?opti...ticle&id=26638
(3) راجع الخبر:
http://www.middle-east-online.com/?id=107330
(4) المقصود بالجيش هنا قيادات الجيش ، أما أفراد الجيش من رتب صغيرة ، فهم جزء من الشعب المصري ، منهم من هو مع الثورة ، أو مع نفسه ، ومنهم الإخواني وفيهم السلفي ... الجيش كلمة كبيرة ولا تعني شئ واحد ... أما المعني هنا قيادات الجيش الكبيرة
ابراهيم القبطي - الحوار المتمدن
الخاطرة الأولى :
عندما جاءت الثورة المصرية وقامت على أكتاف شباب مصري حالم متفجر رومانسي ، رأينا ثورة بيضاء بريئة بلا رتوش سياسية أو تنظيمات أوقيادات فعلية ، فقط شرارة اشتعلت وانفجر معها كل الشعب المصري ، وعلى ما يبدو أن هذه كانت ميزة الثورة المصرية وعيبها القاتل في نفس الوقت ... فهي ثورة بلا وجه ، وبعد هدوء فورة الثورة ، بدأت بعض القوى السياسة برسم ملامح لوجه الثورة ... وأهمها التنظيمات الإسلامية الاخوانية والسلفية بالتحالف مع قيادات مجهولة من الجيش المصري.
كانت هناك وجوه بلا ثورة ، وكانت هناك ثورة بلا وجوه ... فقررت بعض الوجوه القبيحة أن تستعير الثورة التي بلا وجه ، ولهذا خرج عمرو أديب في إحدى حلقاته في القاهرة اليوم ، متسائلا : أين شباب الثورة ؟ لقد اختفوا من ميدان التحرير ومن تصريحات الإعلام ...
ونحن مازالنا نتساءل معه : أين شباب الثورة ؟ وأين أنتم من استفتاء الدستور أو تشكيل الحكومة ، او انتخابات البرلمان القادمة أو لجنة تعديل الدستور القادم ؟
من هم ممثلو الشباب الثوري ؟
أنتم بلا وجوه ... وتركتم الثورة بلا وجه ... لكي تسرقها وجوه قبيحة بلا ثورة
من هم القيادات الشبابية التي يمكن أن تصنع مستقبل مصر بدلا الجيش والسلفيين والاخوان ... ؟!!!
من أنتم ... من أنتم ؟
خواطر ثورية (2) : جيش المماليك والدراويش
الخاطرة الثانية:
فرحنا بجيش مصر لما ظهر بمظهر حامي الثورة ، وصدقنا لما قالوا الشعب والجيش إيد واحدة ، ولكن ما نسيناه هو أن الجيش هو مصدر كل الدكتاتوريين الذي حكموا مصر منذ إنقلاب 1952 ، وآخرهم مبارك ...
لم نلاحظ في زحمة الأحداث أن الجيش أعلن للولايات المتحدة وقت إندلاع الثورة على لسان سامي عنان رئيس أركان الجيش المصرى ان الجيش لن يتخلى عن مبارك (1)
وبالفعل لم يتخل الجيش عن مبارك حتى هذه اللحظة ... فلم يغادر مبارك شرم الشيخ ، ولم يهرب كما هرب بن علي التونسي ، لماذا ؟ الإجابة الأكثر قربا من الحقيقة لأنه آمن على نفسه وعائلته . ولا يواجه تهديدا حقيقيا .
بل أن نجله المصون جمال مبارك شوهد بتاريخ 24 مارس 2011 في نادي رجال الأعمال بجاردن سيتي (2) ، فالنجل المصون يتجول بحرية ، ولا كأن هناك ثورة شعبية أطاحت بأبيه وبآماله في الخلافة . ولا كأنه حاول أن ينهي ثورة الشباب بمذبحة دموية كما أكد الصحفي عادل حمودة في لقائه مع عمرو أديب.
ثم نلاحظ بأن الجيش لم يقترب حتى الآن من كل رجال الصف الأول في نظام مبارك ومنهم زكريا عزمي أو عمر سليمان أو فتحى سرور ... ترى لماذا ؟
ثم نأتي للكوميديا السوداء : كيف للجيش أن يبرر هجومه الضاري على الأقباط واديرتهم ، بينما يقف سلبيا متفرجا على أحداث الشغب وحرق الكنائس وقتل الكهنة المسيحيين ؟ ثم يكلل كل هذا بالافراج عن كل المعتقلين من المتطرفين الإسلاميين ومنهم عبود الزمر قاتل السادات ؟
وأخيرا كيف يمكننا ان نفهم اتهام منظمة العفو الدولية للجيش المصري بتعذيب وهتك أعراض متظاهرات مصريات (3) .
هذا ليس جيشا (4) مع الثورة ، ولأننا لا نعرف ماذا يجري في الكواليس الآن ، لكن ظواهر الأحداث تشير إلى أن هناك طوائف متناحرة داخل قيادات الجيش نفسه ...
منهم المماليك ، أي من يحاول إشعال الفتنة الطائفية المزروعة بذورها بوفرة أيام مبارك ، ربما ليترحم الشعب على أيام الرئيس المخلوع .. وربما يكون منهم من يسعي على استحياء في إعادة العائلة المالكة المباركية إلى الحكم في وسط حالة من الفوضى والصراعات الطائفية ، التي يتقوقع فيها المسلمون البسطاء وراء جماعة السلف والاخوان ، بينما يتقوقع الأقباط داخل الكنيسة ...
وربما يحاول أحد المماليك - في خضم من الصراع الطائفي - القفز على السلطة في حالة من اليأس الشعبي .
ومنهم الدراويش ، أي من له ميول اخوانية متطرفة كما علمنا عن الشيخ محمد طنطاوي كبير دروايش الجيش ورئيس المجلس العسكري الآن .
هل نظن أن منظمة قوية كانت دعما لنظام مبارك ، وكان يقوم أمنه عليها ، أن تخلو من الفساد ... ؟
وان تقف مع الثورة يداَ واحدة … ؟
لو فهم شباب الثورة – لو كان هناك بقية باقية- حقيقة قيادات الجيش ، لعلموا أن مصر الآن يحكمها مجلس لقيادات الجيش من المماليك والدراويش . ولو أدرك من قاموا بالثورة رعب الجيش ومبارك من ثورة الشعب ، لما توقفوا عن ثورتهم حتى يتم تطهير البلاد بكاملها .
أما لو استمرت ثقة الناس والشباب في قيادات الجيش أمثال طنطاوي وعنان ومن يحموهم أمثال مبارك وعائلته وزكريا عزمي وعمر سليمان ... مصر مافيش مافيش
ساعتها سنقول : ذهب زمن الحرافيش وجاء زمن المماليك والدراويش ..
-------------
هوامش :
(1) راجع الخبر:
http://www.stratfor.com/analysis/201...ge-middle-east
(2) راجع الخبر:
http://www.alwafd.org/index.php?opti...ticle&id=26638
(3) راجع الخبر:
http://www.middle-east-online.com/?id=107330
(4) المقصود بالجيش هنا قيادات الجيش ، أما أفراد الجيش من رتب صغيرة ، فهم جزء من الشعب المصري ، منهم من هو مع الثورة ، أو مع نفسه ، ومنهم الإخواني وفيهم السلفي ... الجيش كلمة كبيرة ولا تعني شئ واحد ... أما المعني هنا قيادات الجيش الكبيرة