منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة

منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة (http://www.copts.net/forum/index.php)
-   المنتدى العام (http://www.copts.net/forum/forumdisplay.php?f=3)
-   -   موسوعة القضية القبطية في الداخل و الخارج . (http://www.copts.net/forum/showthread.php?t=19723)

الذهبيالفم 19-01-2007 05:06 AM

المحاولة الرابعة
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]المحاولة الرابعة
كان الوسيط في هذه المحاولة هو مفكر مصري معروف في عام 2003، وكان صديقى المفكر المعروف يتصل بي بشكل منتظم من القاهرة وتستمر المحادثات لمدد طويلة وكان يرسل لي ب DHL كارت معايدة في عيدي الميلاد والقيامة واستمريفعل ذلك فترة. في عام 2003 أتصل بي فجأة وقال لى لثقتى فيك كصديق أطلب مساعدتك لترشيح مجموعة من النشطاء في المهجر للحوار مع الحكومة المصرية ،كررت نفس الكلام نحن لا نرفض الحوار، وأي حوار حقيقي جاد جماعي على أرضية سياسية وليست أمنية لا أحد يعترض على ذلك،وشكرته على أهتمامه بهموم الاقباط . قال لي أنا ذاهب حالا لأسامة الباز لأقدم له طلبا بهذا الخصوص وسوف أرد عليك غدا، وبالفعل رد على وقال إنهم رفضوا مبدأ الحوار بهذا الشكل الذى عرضته عليه. ولم أعد الآن أتلقي لا كروت معايدة ولا تليفونات من صديقي.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 19-01-2007 05:07 AM

المحاولة الخامسة
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]المحاولة الخامسة
لا أعرف عدد المرات التي أتصل بي البعض ليبلغني أن مسئولي المخابرات في السفارة المصرية في واشنطن أو نيويورك يريدون التحدث معي، أخرها محاولتان عبر الدكتور وليم الميري الأولي بعد المؤتمر القبطي مباشرة وأخرى يوم 11يناير2006. في الأولي قال لهم د. الميري أنا لا أستطيع أن أبلغه مثل هذه الأمور فقالوا له فقط قول له، وفي الأخيرة قالوا له قل لمجدي نحن على استعداد لاستضافة مؤتمرهم القادم في القاهرة وبالضيوف التى يحبها.
وذات مرة في القاهرة كنت أجلس مع صديقي المثقف في شتاء 2004 في مكتبه وكنا نتكلم في فكرة معينة، فقال هذه الفكرة ستعجب الوزير عمر سليمان، ونادي على سكرتيرته لتكتب خطاب به أسمي للوزير فقلت له، رجاء لا تشير إلى أسمي إطلاقا لأنني لا أرغب في لقاء أي مسئول أمني حيث كنت وقتها أعمل في مؤسسة حكومية أمريكية وهذا ممنوع بالنسبة لي ،وأنا ارفض كمبدأ الحوار مع رجال امن أو مخابرات.
ولن استطرد في ما عرض على من الحكومة المصرية من خلال أصدقاء مثقفين مصريين حتى لا يتصور البعض أنني أدعي الأهمية ،ولكن ما أعرفه تماما أن قضية الأقباط قضية سياسية، ونحن نصرخ منذ نصف قرن لرفع يد الأجهزة الأمنية عن قضايا الأقباط، فكيف يمكن أن نقبل أن نتحاور مع الأمن بشأنها؟.
وما هو قيمة مجدي خليل أو غيره إلا إذا كانوا فقط يريدون اختراق الشخصيات العامة الواحدة تلو الأخري وحرقها أمام أعين الجميع. وإذا كانوا فعلا يريدون الحوار فبالأولي التحاور مع أقباط الداخل أو مقابلة البابا شنودة الذى يطلبون منه مباشرة تأييدهم في الانتخابات. ولماذا يسعون لترتيب لقاءات فردية سرية ويرسلون إلى الشخص وسيط حتى يكلمهم هو؟ وماذا يمكن لفرد أن يقول أمام أجهزة عملاقة تملك وسائل متعددة لكي تأخذ ما عنده ولن تعطيه شيئا؟
أقول هذا لأن ذلك سيقودني إلى أحدث محاولتين.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 19-01-2007 05:09 AM

المحاولة السادسة
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]المحاولة السادسة
زيارة مايكل منير
أنتهي المؤتمر القبطي الذي عقد من 16-19 نوفمبر في واشنطن، ويوم 7 ديسمبر 2005 فوجئنا بصحيفة الديار اللبنانية القريبة من وجوه فاسدة من النظام السوري، ومنهم المغدور به غازي كنعان، تنشر أن السيد مايكل منير تقابل مع رئيس المجلس الإسلامي الشيعي عبد الأمير قبلان وتم البحث في أوضاع الجالية العربية في أمريكا كما قالت الصحيفة، وكذلك العمل لإظهار القضايا العربية من خلال الجاليات العربية، وذكرت الصحيفة أن منير أستعرض مقررات المؤتمر العالمي للأقباط الذي عقد في واشنطن ،وقد ذكر منير لصديق بعد عودته إنه تقابل أيضا مع شخصيات مسيحية لبنانية ولكنه لم ينفى أو يكذب ما جاء فى صحيفة الديار.
في 9 ديسمبر 2005 نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن السيد مايكل منير وصل إلى القاهرة لمقابلة رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان.
وقد تم ترتيب حملة إعلامية إحتفاءا بمايكل منير في الصحف الحكومية المصرية من الأهرام إلى الأخبار إلى روز اليوسف والمصور وعدد آخر من وسائل الأعلام الرسمية، وإمعانا في الاستهتار بالأقباط صورته تلك الصحف على أنه زعيم الأقباط!!!.
وقد سأل صديق صحفى اسامة سرايا رئيس تحرير الاهرام ما الذى جرى حتى تجرى الاهرام حوارا مع مايكل منير؟ فرد عليه لقد تلقينا أمرا بذلك، وأتصور أن ذلك ما حدث مع الصحف والمجلات الحكومية الآخرى.
جهاز مخابراتي مصري يحتفي بشاب قبطي محدود الخبرة يرد على الأسئلة بطريقة مبرمجة، فهل يتصور عاقل وأحد أن هذا الجهاز المخابراتي يسعى لخير الأقباط، وهو يخطط مع هذا الشاب هذه الزيارة الفردية السرية والتي أعلن هذا الجهاز وصحفه القومية عن الزيارة بهذه الطريقة وباوامر خاصة للصحف الحكومية المصرية؟
وفوجئ الأقباط ونشطاؤهم بهذه الزيارة المريبة فأصدرت أهم المنظمات القبطية في أمريكا وأوروبا وكندا وأستراليا بالإضافة إلى أهم النشطاء الأقباط بيانا يوضح بلا لبس أن مايكل منير لا يمثلهم ولم يستشيرهم، ونوه البيان إلى أن هدف المخابرات هو اختراق وتحطيم العمل القبطي. ونبه الشعب إلى عزل هذا الاتجاه الذي يحاول تفتيت مسيرة الأقباط في الكفاح السلمي من آجل حقوقهم المهدرة والمسلوبة.
ولم تفاجأ المنظمات القبطية ونشطاء الأقباط والمشاركين في مؤتمر واشنطن بما فعله مايكل منير، بل أيضا أعضاء المنظمة التي يرأسها حيث كتب د.كمال إبراهيم رسالة الكترونية لمايكل منير يوم 9/12/2005 هذا نصها "مايكل هل حقيقي إنت في القاهرة؟ إنك لم تخبر أحد من مجلس إدارة المنظمة بهذه الزيارة، ماذا تفعل في القاهرة؟ أرجو الرد. كمال".
أرسل مايكل منير بتاريخ 12 ديسمبر 2005 بعد نشر بيان نشطاء الأقباط رسالة الكترونية لمجموعة من النشطاء وأنا منهم يقول فيها " أنا في زيارة شخصية لمصر لزيارة عائلتي أولا وأخيرا، وما أطلبه أن تنتظروا حكمكم علي الزيارة حتى آتي وأتحدث أليكم عن نتائجها وإذا لم تعجبكم فلن نخسر شيئا".
الغريب أنه تقابل مع من تقابل سرا وعلانية ولم يزر أفراد عائلته البسيطة في أبو قرقاص والسعيدة بالتأكيد بالأضواء المفاجئة التى سلطت عليه.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 19-01-2007 05:10 AM

فكرة الزيارة الشخصية العائلية
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]فكرة الزيارة الشخصية العائلية شيء مضحك. هل يعقل أن من يقوم بالزيارة الشخصية أن يستقبل في المطار ويقابل رئيس جهاز مخابرات؟ ويرتب له في القاهرة كل هذه المقابلات الصحفية مع الصحف والمجلات القومية التي تهاجم أقباط المهجر منذ عقود؟ وهل يستلزم الإعلان في كل هذه الصحف عن زيارة شخصية وعائلية؟ وهل الزيارة الشخصية تخوله الحديث عن موضوع وأوضاع الأقباط مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية؟ وهل بعد توقيعه في زيورخ وواشنطن على رفض الأقباط بالكامل أن يكون ملفهم ملف أمني أو يتحاوروا مع جهة أمنية بشأنه يذهب ليتحدث عن الأقباط مع جهات أمنية؟ وهل الزيارة الشخصية والعائلية تستلزم كل هذه المقابلات السياسية المريبة؟ ، وهل الزيارة الشخصية تستلزم أن يغير لهجته بالكامل ويقول في لبنان بضرورة العمل في أمريكا لإظهار القضايا العربية، ويقول لمحرر الأهرام جمال الكشكي إنه رسب في الانتخابات لأن منافسته هاجمته بأنه عربي، ويقول لمحرر إيلاف، أنني أسعي الآن لنقل نشاطي السياسي داخل مصر(6). وقال أيضا في أكثر من جريدة أنه يسعى لإنشاء حزب سياسي داخل مصر. وأخيرا أين هي الزيارة العائلية إذا كان لم يزر أهله من الأساس؟!!
الأهم من كل هذا إنه ذهب في زيارة سرية ولم يستأذن أحد ووعد بأنه سيشرح موقفه عند عودته ولكنه لم يقل شيء مفيد سوي كلام غامض عن مقابلات ذكرتها الصحف أصلا ولم يقل لأحد ماذا فعل بالتفصيل، بل ولماذا لم تحاول تلك الجهات أو يحاول هو أن تشمل الأتصالات أشخاصا آخرين من أقباط الداخل على الأقل حتى يكون هناك شهود على هذه اللقاءات . ورجع بدلا من أن يعطي كشف حساب عن زيارته كما وعد، صور نفسه على إنه ضحية لحملة تسعى لتشويهه ، ينطبق على ذلك المصطلح الأمريكي Smoke Screen أى نشر الضباب والدخان حتى تتوه الحقيقة وتضيع الأمور.
المهم أن مايكل ذكر روايات مختلفة عن زيارته لمصر قال ليوسف سيدهم "أنه كان في زيارة للبنان، وكلم رفعت السعيد من هناك لمجرد السؤال عليه، فقال له رفعت السعيد إذا كنت في لبنان لماذا لا تأتي لزيارة مصر، فبناء على هذه المكالمة ذهبت إلى مصر"(6).[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 19-01-2007 05:12 AM

القضية القبطية :أسباب الأمل بين القمص زكريا بطرس و الاستاذ عدلي أبادير
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]نقلا عن الحوار المتمدن
[url]www.rezgar.com[/url]



القضية القبطية :أسباب الأمل بين القمص زكريا بطرس و الاستاذ عدلي أبادير


ابراهيم القبطي
[email]mideast_spirit@yahoo.com[/email]
الحوار المتمدن - العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29


على الرغم مما تحمله القضية القبطية من شجن و آلام في نفوس الأقباط ، إلا أنها قضية تهم كل الأقليات العرقية و الدينية في العالم العربي و الاسلامي وليس الأقباط وحدهم ، فالقضية القبطية هي قضية كل الأقليات في المجتمع الاسلامي ، و لعل الاحداث الاخيرة في الاسكندرية وما خلقته من جو مشحون مازالت ساخنة و تشير إلى تردي الأوضاع ، و موضوع لبرامج القنوات الفضائية ، وفي نفس الوقت مازالت الحالات تتوالى من خطف للفتيات القبطية و محاولة اجبارهم على الاسلام ، أو محاولات اغراء بعض الشباب أو الشابات بالاغراء الجنسي أو المادي للتحول إلى الاسلام ، في محاولة مستميتة لأسلمة مصر بأموال الاسلام الوهابي السعودي ، كل ذلك و مازالت أصداء الماضي القريب في حادثة الكشح عام 2000 مع افتتاح الألفية الثالثة تتردد في القلوب و العقول ، و التي أودت بحياة 22 قبطي في جنوب مصر ، كل هذه الاحداث و غيرها الكثير مما يشعر الكثير من الأقباط بسواد الصورة و قتامتها ، و أنه لا أمل في إصلاح الأحوال ، و لكني و على الرغم من كل ذلك أرى الكثير من الأمل و النور ، وأن الطريق إلى الأعلى و الأفضل ، و أن ما يحدث على الساحة هو ردود فعل اسلامية يائسة في محاولة لإبقاء الحال على ما هو عليه ، في عالم صار يرفض الركود و العفن في الشرق الأوسط ، و إلى المزيد من التفاصيل:
****
لماذا فشلت الكنيسة القبطية على مدار 14 قرن في حل القضية القبطية؟
قبل توضيح أسباب الأمل ، لابد من المرور على أسباب الفشل ، و في محاولة للتبسيط الغير مخل ، كان الدور السياسي الذي فرض على الكنيسة القبطية من الحكام المسلمين من أهم العوامل التي أدت إلى ضياع القضية القبطية . فمنذ أن دخل العرب إلى مصر في القرن السابع الميلادي ، اعتبروا بابا الأقباط هو الممثل السياسي لهم بجانب دوره الديني بالطبع ، فكان المسئول في أغلب الأحوال عن جمع الجزية مسئولية مباشرة ، جعلت بعض البطاركة في عصور الانحطاط يجمعون الأموال من بيع مناصب الكهنوت و الاسقفية ، فيما يسمى بالسيمونية ، لتغطية نقفات الكنيسة و دفع الجزية . و مازال هذا الدور السياسي ميراثا ثقيلا يمارسه باباوات الاسكندرية سواء كان ذلك بدافع الوطنية أو بدافع الخوف وهو الغالب.
هذا الدور السياسي أصاب الكنيسة القبطية من ناحيتين ، من الناحية الدينية و من الناحية السياسية ، فقد أفسدت السياسة الدين ، وقد أخل الدين بالسياسة . أفسدت السياسة الدين ، عندما تحول الخوف ليسود كل ظواهر الحياة الدينية ، و مع الوقت و تحت وطئة الخوف المغلف زورا بالحكمة ، تحولت الكنيسة القبطية و التي بشرت بالمسيحية في أثيوبيا و الكثير من المناطق الأفريقية ، إلى كنيسة عقيمة روحية ، لا تبشير فيها ، خوفا من الحكم الاسلامي ، و هذا الخوف هو سياسي الطابع ، و مازال الكثير من ظواهره تحكم المجتمع القبطي في مصر ، فعندما يفتح القبطي فمه بالشهادة لمسيحه في مصر المحروسة ، يجد ألف قبطي آخر ممن يلومونه على عدم الحكمة ، و أننا ينبغي أن نسلك بحكمة ، و أنه لا ينبغي أن نتكلم بالدين حتى لا نقع فريسة للإضطهاد ، نفس هذه الثقافة القبطية المليئة بالخوف ، هي التي تمتلئ كتبها بقصص الصمود و الاستشهاد ، و قصص المئات من القديسين و القديسات ، الذين لم يعانوا من أمراض الحكمة السياسية ، و كانوا لا يخجلون أو يخافون من ذكر المسيح و الشهادة لموته و قيامته "دون حكمة" ، مما جعل الأقباط يتغنون بالماضي و قصص القديسين دون أن "يتمثلوا بايمانهم". [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 19-01-2007 05:13 AM

الخوف المزمن من المسلم
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]و كذلك كان الخوف المزمن من المسلم المستعمر يدفع القبطي باستمرار إلى التخفي داخل أسوار الكنيسة ، بالمعنى الاجتماعي و ليس الحرفي ، فكانت الكنيسة بمثابة جيتو اجتماعي للأقباط ، ومن الخوف لا يمكن أن يتنج إبداع ، و لذلك المحلل للتاريخ القبطي ، يجد أن كل مظاهر الابداع الديني و الفني و الطقسي عند الأقباط قد توقفت عند القرن السابع الميلادي ، فبعد أن كان قديسي القرون الأولى من المبدعين ، مثل كيرلس الأول و غيروغريوس الناطق بالإلهيات و يوحنا الذهبي الفم الذين أضافوا الكثير من الصلوات و الابداعات للكنيسة الأولى دون أن يعانوا من التعنت الحالي في الكنيسة القبطية ، و التي ترفض باستماتة حتى إدخال الآلات الموسيقية الحديثة إلى الصلوات ، في الوقت الذي أبدعت فيه الكنيسة الكاثوليكية و الانجيلية بما لا يقاس في هذا المجال.
****
ومن الجانب الآخر ، أضر الدين بالسياسة ، فالسياسة تهتم بالمصالح ، و تعاليم المسيح تدفع للتسامح ، و عندما يختلط قيصر بالمسيح تتوه الحقائق ، فلا يمكن أن نترك أرضنا للمستعمر بدعوى أن المسيح قال " من قتل بالسيف بالسيف يقتل" ، أو أنه قال "كل من سألك فأعطه" ، فهذا يخص الحياة الشخصية ، أما عن الوطن ، فلا يجوز التفريط فيه ، و لا التسامح مع مغتصبيه ، و لكن للأسف على مدار الاحتلال الاسلامي لمصر ، كان البطاركة و الرتب الكهنوتية القبطية ، عامل من عوامل الضعف في المقاومة القبطية ، فالأقباط و خصوصا البشموريون في الشمال ، قاموا بالعديد من الثورات ضد الحكم الاسلامي ، و كان آخرها تمرد في سنة (831م / 216 هـ) إبان عهد الخليفة المأمون ، حيث تمرد أقباط الوجه البحري كلهم لدرجة أن الخليفة المأمون بنفسه قدم إلى مصر على رأس جيشه ليقمع الثورة . و قد أحضر الخليفة المأمون معه بطرك أنطاكية (ديونسيوس) ثم أرسل إلى البشمور وضواحيها البطريرك القبطي (أنبا يوساب) والبطرك الانطاكي (أنبا ديونسيوس) و قال للبطريرك القبطي :"هو ذا أمرك انت ورفيقك البطرك ديونوسيس ان تمضيا الى هؤلاء القوم وتردعوهما كما يجب في ناموسكما ليرجعوا عن خلافهم ويطيعوا امري، فإن أجابوا فأنا افعل معهم الخير، وان تمادوا على الخلاف فنحن بريئون من دمائهم" ووعدهم ألا يعاقبهم إن هم رجعوا عن عصيانهم لكنهم رفضوا ، فكان البطرك القبطي عامل من عوامل الضغط على الأقباط ، تحت ستار الدين و التسامح المسيحي ، و رفض استعمال السيف ، فكانت الحكمة السياسية تؤكد أنه ينبغي التوسع في الثورة لنيل الاستقلال ، و لكن القيادة الدينية ساهمت في القضاء على الثورة في مهدها بضغط الحاكم المسلم ، و هذا السيناريو يتكرر كثير في التاريخ القبطي.
****[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 19-01-2007 05:14 AM

اختلاط الديني بالسياسي داخل مصر المحروسة:
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]اختلاط الديني بالسياسي داخل مصر المحروسة:
وفي زماننا المعاصر لا تختلف القصة كثيرا داخل مصر المحروسة ، فالقمص صليب متى ساويرس على الفضائيات ، و الأنبا بسنتي أسقف حلوان ، و الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ، و البابا شنودة نفسه ، وغيرهم من رجال الدين القبطي مازاوا ينادون بالوحدة و النسيج الواحد و أننا أخوة (الاقباط و المسلمين) ، متعاميين في الكثير من الأحوال عن الظروف الصريحة للاضطهاد ، و أن المواطن القبطي مواطن من الدرجة العاشرة في وطنه ، و هم في هذا مازالوا يمارسون دورهم السياسي الغير مستحب ، و الذي يسهلون فيه على الأقباط ابتلاع السم للموت في سلام دون مقاومة ، مغلفين أقوالهم بأقوال المسيح السلامية (نص ديني) ، و في أحيان أخرى منادين بالحكمة ، و أنه من المفروض الانحناء للهروب من مواجهة العاصفة (نص سياسي) ، و الهدف واحد : مساعدة الاحتلال الاسلامي على البقاء (سواء كانوا يدركون ذلك أو يفعلونه بحسن النوايا).
ومن ناحية أخرى ظهر حديثا في مصر التيار المسيحي الشبه-علماني ، وهذا التيار و مع الاسف ، ينشر نفس الايدولوجية الاستسلامية ، و ينقسم إلى فريقين ، فريق يبغي التقرب من السلطة السياسية باستغلال قضية الأقباط (سياسة تفسد الدين) ، و هؤلاء أطلق عليهم رجل الشارع القبطي لقب "يهوذا" ، كرمز للخيانة ، من أمثال هؤلاء "جمال أسعد" ، و"ميلاد حنا" ، و "نبيل لوقا بيباوي" ، فالفكرة الاساسية التي ينادون بها هي أننا نسيج في الوطن الواحد ، و أننا أخوة مسيحيون و مسلمون ، و ينسون أن الأخوة تعني المساواة وليست الذمية ، بل و يتبرع بعضهم بمهاجمة الأقباط و تعصبهم الذميم في المطالبة بحقوقهم ، ومع ذلك لم نسمع عن أي محاولة منهم للمناداة بمطالب الأقباط المشروعة في المواطنة الكاملة من داخل المحروسة ، فهم يكتفون بالظهور في القنوات و الفضائيات ، و كأنهم الممثلون السياسيون للأقباط ، في محاولة مستمرة لاجبار الاقباط على الانحناء و ابتلاع الذل و المهانة ، و كأنه لا يكفي ما هم فيه من الذل و المهانة و التهميش.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 19-01-2007 05:17 AM

الفريق الآخر ظهر عندما حاولت الحكومة المصرية
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]و الفريق الآخر ظهر عندما حاولت الحكومة المصرية في الفترات الأخيرة اقحام بعض القيادات الكنسية غير الكهنوتية لتنتاقش قضايا الأقباط في وسائل الاعلام ، ربما لمحاولة مستميتة في منع الأقباط من التفكير و اهماد قدرتهم على الفعل ، و هولاء من أمثال الكتور اسحق عبيد ، استاذ التاريخ بجامعة عين شمس ، و الاستاذ عادل نجيب رزق الكاتب القبطي ، و المحلل لأقوال هذه الفئة و تصريحاتها ، يجد محاولة صريحة لاستعمال الفكر الديني المسيحي المتسامح للتعتيم على المطالب السياسية للأقباط (دين يخل بالسياسة) ، و هم في ذلك يتبعون منهج القيادات الكهنوتية القبطية المستسلمة ، فيؤكد الكتور اسحق أن الاحتلال الاسلامي لمصر كان بارقة أمل للشعب القبطي (!!!!!!!) ، و أما الاستاذ عادل نجيب ، فيؤكد أن مؤتمر الأقباط القادم في واشنطن لم يأخذ تصريح من البابا شنودة (كممثل سياسي للأقباط) ، و بالتالي فهو مؤتمر غير شرعي.
****
ما الجديد على الساحة؟
وبعد رصد سريع لأسباب فشل القضية القبطية في الماضي ، و بعض عناصر الافشال المعاصرة ، نعود إلى الأمل ، فمن أين يأتي الأمل؟
يأتي الأمل المعاصر من ظهور العديد من المتغيرات ، المتغير الأول هو نجاح بعض الأقباط في الهجرة إلى الخارج ، و مع ذلك لم ينسوا أسباب خروجهم ، و ذلك أتاح لهم مزيد من حرية الحركة و القدرة على الفعل لم تكن متاحة من قبل ، و المتغير الثاني هو التطور التكنولوجي الهائل في الاتصالات ، مما فتح الباب على مصراعيه أمام رياح التغيير ، و أودى إلى تلاشي الحواجز السياسية أما الطوفان الهائل من الاعلام و حرية التعبير ، و أما المتغير الثالث و هو من نتائج المتغير الأول ، أن الأقباط نجحوا أخيرا في أن يستوعبوا مبدأ الفصل بين الدين و السياسة ، وبين الكنيسة و الحكم و السلطان ، و إن كان المتغير الثالث لم ينضج بالتمام بعد ، فمازال الكثير من الأقباط ينظرون إلى الرئاسة الدينية على أنها المسئولة عنهم سياسيا.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 19-01-2007 05:18 AM

المتغيرات الثلاثة
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]ظهور هذه المتغيرات الثلاثة الاساسية ساعد و بوفرة على ظهور تياريين يحملون كل الأمل للأقباط ، التيار الأول تيار علماني بحت ، يتعمد و بشدة التنصل من أي صبغة دينية ، و يقوده العلماني العجوز المخضرم "المهندس عدلي أبادير" و يتحرك معه المنظمات القبطية في أوروبا و الولايات المتحدة ، بل ويتحرك في الخلفية جيل ثاني يملك القوة و الذكاء و الشباب مثل الناشط الاستاذ مايكل منير رئيس أحد منظمات الأقباط في الولايات المتحدة ، و وقوتهم الاساسية تنبع من ابتعادهم عن الكنيسة ، و معرفتهم الأكيدة بأن مطالب الأقباط هي سياسية في الجوهر ، فلا يمكن للأقباط أن يطالبوا بحقوقهم بدافع الدين ، فالمسيح لا يطلب بناء الكنائس ، فالصلاة لا يحدها مكان أو زمان ، و المسيح لا يحدد وطنا ، ففي أي مكان ففي العالم تستطيع أن تحيا مع المسيح ، و المسيح لا يطالب بمناصب في البرلمان أو في القيادات السياسية ، و لكن المجتمع القبطي يحتاج إلى كل هذا ، و يحتاج إلى المزيد من الحرية السياسية و الدينية ، و هذا مطلب سياسي.
و التيار الثاني هو تيار ديني بحت يتنصل و بقوة من أي مبدأ سياسي ، أو أي تيار سياسي ، و هذا يمثله القمص العجوز أيضا "زكريا بطرس" . وقد نجح هذا الكاهن في استعادة القوة الروحية للمسيح بابتعاده عن السياسة ، وبذلك أعاد عصر التبشير من جديد إلى الكنيسة القبطية ، و بدأت الكنيسة القبطية تقوم بدورها الريادي الذي فقد منذ أربعة عشر قرنا ، و عندما يتحرر المسيح من سيطرة قيصر ، يتغير وجه العالم ، وهذا ما يفعله القمص زكريا ، و الذي تنكره عليه القيادات الكنسية في مصر ، فبدلا من أن يلزموا الصمت و يتركون هذا الكاهن العجوز ليفعل ما لم يقدروا على فعله ، تتحرك ألسنتهم متسلطة لتهاجمه و تنكر عليه كهنوته ، و لكن الحق أنه يفعل ما هو من مهام الكهنوت ، فخدمة الموائد و افتقاد الفقراء و اليتامى لم تكن من أعمال تلاميذ المسيح ، بل خدمة الكلمة ، و خدمة الكلمة في الاساس ليست هي الوعظ و الخطب في الكنائس للمسيحيين ، و إنما هي خدمة التبشير. ومرة أخرى يظهر المزيد من الأمل في الكثير من الأجيال الشابة المتنصرة المتخرجة من تحت عباءة القمص زكريا ، و بالتالي فالحركة التبشيرية المسيحية المصرية مقدر لها البقاء على الساحة لفترات طويلة قادمة.
****[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 19-01-2007 05:19 AM

سياسة بلا دين أعطت عدلي أبادير القدرة على الخروج من عباءة الكنيسة
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]سياسة بلا دين أعطت عدلي أبادير القدرة على الخروج من عباءة الكنيسة التي تصيب بالشلل السياسي ، و التصرف بمساحة أكبر من الوعي ، و كذلك القدرة على لفت انتباه العالم لهذه الفئة الصغيرة المحاصرة دينيا و سياسيا. وأخرجت الناشطون من أقباط المهجر من عباءة "ابن الطاعة تحل عليه البركة" ، إلى حرية حقوق الانسان ، و المطالبة بأساسيات انسانية نسيها الأقباط لفترة طويلة.
و دين بلا سياسية ، أعطت القمص زكريا القدرة على التبشير بحرية ، دون الالتفات إلى العواقب السياسية ، و الألاعيب السياسية ، التي يقع فيها باستمرار الكثير من قيادات المسيحية في الداخل ، و أعطت مساحة لظهور ألف أثناسيوس جديد ، و آلاف المتنصريين الجدد في جميع بقاع العالم العربي بما فيها السعودية.
ومن هنا أرى الأمل و النور ، أرى أن المسيح قد افتقد الشعب القبطي ، و أن ما حدث في الكشح ، وما يحدث في الاسكندرية ، و ما سوف يحدث بعد ذلك لن يغير من تيار الوعي و النهضة البادئ في الظهور ، بل سيزيد من إظهار الاسلام على حقيقته القبيحة ، و كيف أنه يحول البشر إلى شياطين يسرقون ، و يقتلون ، و ينهبون ، و يغتصبون باسم إله الاسلام الدموي . و لا يمكن أن تنطفئ الفكرة بالسيف و لا يمكن أن يختبئ المسيح تحت مظلة قيصر أكثر من هذا ، فقياصرة روما قديما لم يستطيعوا الصمود أمام عباد النجار المصلوب ، بل خضعوا للمصلوب القائم من الأموات ، و اليوم لن تقوى أبواب الجحيم الاسلامي علي الكنيسة القبطية ، ليس بسبب عدلى أبادير أو القمص زكريا بطرس ، أو المؤتمر القبطي في أمريكا ، أو غيرها من الظواهر و المتغيرات ، بل لأن هذه كلها لم تجتمع مصادفة في مجرى التاريخ ، هناك من يحركها ، و أنا أعرفه.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 20-01-2007 05:08 PM

الأتجاهات المختلفة للحركة القبطية
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]لم تعد هناك جهة أو سلطة تستطيع أن تنكر وجود القضية القبطية أو تتجاهل الحركة القبطية المطالبة بالحقوق الدينية والمدنية و السياسية. فقد أثبت الأقباط داخل مصر و خارجها أنهم قادرون على تكوين حركة حقوقية تمتد جذورها فى أعماق مصر بمؤيدين من الأقباط و المسلمين من أجل مواجهة التحديات التى تتمثل فى العراقيل التى تقوم الحكومة بوضعها على طريق تحقيق المواطنة الكاملة فى مصر. وعلى الرغم أن هذا الطريق مازال طويلا إلا أن أكبر إنجازات الحركة القبطية هو إغلاق الفجوة بين الشعب القبطى داخل و خارج مصر،و هى الفجوة التى طالما حاولت الحكومة المصرية إستغلالها لتصوير الصحوة الحقوقية القبطية بطريقة خادعة على أنها ليست إلا نتيجة عمل شرزمة غاضبة تعيش و تتآمر فى الخارج مع اللوبى الصهيونى و اليمين المسيحى المتطرف.

و على الرغم من أن تاريخ مصر ملئ بالعديد من الملاحم البطولية على مر العصور لأعلام قبطية و حركات رفضت الظلم و الإضطهاد إلا أنه يمكن إعتبار الحركة القبطية الآن أنها أول حركة من نوعها تجتاز مرحلة عنق الزجاجة و التى لم تنجح أى حركة قبطية سابقا فى إجتيازها،وساشرح فى مقالة آخرى أسباب هذه الطفرة.

و قد إقيمت عدة مؤتمرات مهمة لمناقشة الشئون القبطية فى خلال العامين الماضيين بالقاهرة و زيورخ و واشنطن وكان أحدثها فى مونتريال، كما عقدت العديد من المؤتمرات المصغرة و الموائد المستديرة فى العديد من مدن مصر و دول أخرى. و كان من أهم العوامل المشتركة بين هذه النشاطات هى أنه كان هناك حرصا من النشطاء على أن تكون هناك مشاركة فعالة من مسلمى مصر و غيرهم من ممثلى طوائف و أقليات مصر بمختلف أنواعها، و أنه كان هناك فى المؤتمرات التى عقدت فى مصر حضور لمن يعيشون فى الخارج ومشاركة لنشطاء من داخل مصر فى المؤتمرات التى عقدت فى الخارج.
و بإزدياد نشاط الحركة القبطية فى ظل التغيرات السياسية فى مصر و العالم بشكل عام تزداد التحديات التى تواجه هذه الحركة، مما يطرح سؤالا هاما و هو "إلى أين تتجه الحركة القبطية ا؟"[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 20-01-2007 05:10 PM

تقييم موضوعى لمكونات الحركة القبطية،
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]و محاولة الإجابة على هذا السؤال هى جوهر هذه المقالة وهى تتطلب تقييم موضوعى لمكونات الحركة القبطية، و ربما لضيق المساحة هنا سيقتصر التحليل على أبرز هذه المكونات.

أولا الحركة القبطية هى حركة حقوق مدنية مثلها مثل حركات عديدة فى العالم و هى تقوم على قاعدة أخلاقية تتمثل فى الكفاح السامى السلمى من أجل رفع المعاناة عن الأقباط كنيسة و شعبا و أفرادا. و على الرغم من وجود العديد من النشطاء فى خارج مصر حيث ينتشر المفهوم العالمى للحريات الأساسية بشكل عام و الدينية بشكل خاص، و حيث هناك الوعى السياسى و الحقوقى بالإضافة إلى القدرة على التنقل مما أدى إلى مساهمة الشعب القبطى فى الخارج بشكل فعال فى تحريك القضية داخل الوطن الأم، إلا أن قوة الحركة القبطية تكمن فى الطاقات البشرية الهائلة للشعب القبطى داخل مصر بما فيه من نشطاء و حقوقيين.

و لأنها حركة واعدة فى حيز التكوين فهى ما زالت تناقش و تختبر الإتجاهات العديدة التى يشارك بها الأفراد و المجموعات التى تتكون منها و التى هى من طبيعة مثل هذه الحركات. فالتقدم التى تحرزه أى حركة حقوق مدنية يعتمد على مدى توازن مكوناتها، بمعنى أن معيارالتقدم يقاس بمعدل الطاقة المتبقية لدى الحركة ككل بعد عملية مناقشة الفروق الإتجاهية فيما بين جزئياتها. و لأن مناقشة الفروق بين تلك الجزئيات هى عملية ديناميكية فإن معيار التقدم حتما سيكون نسبيا عند أى نقطة من الزمن، و بمعنى آخر أن مؤشر التقدم هذا قد يتجه للأمام أو يقف أو حتى قد يتجه إلى الخلف. و من ثم يتحتم إلقاء بعض الضوء على أهم هذه المكونات، و التى يحدد تنافسها إتجاه مسار و سرعة الحركة.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 20-01-2007 05:11 PM

الإتجاه الحقوقى والإتجاه السياسى و الإتجاه الدينى.
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"]و هنا نأتى إلى بعض هذه الإتجاهات و التى من أهمها: الإتجاه الحقوقى والإتجاه السياسى و الإتجاه الدينى.

1) الأتجاه الحقوقى
يعمل الإتجاه الحقوقى البحت من منطلق عالمية حقوق الإنسان و يسعى من خلال القوانين المحلية و الدولية لإقناع السلطات المصرية بالوفاء بوعود و إلتزامات الدولة تجاه الدستور و قوانين حقوق الإنسان الدولية التى وقعتها الحكومة و صدقت عليها السلطة التشريعية للدولة. و على الرغم من أهمية هذا الإتجاه إلا أنه ما زال ضعيفا مقارنة بالإتجاهات الأخرى و التى ستناقش فيما بعد فى هذه المقالة. و من أهم أسباب ضعف الإتجاه الحقوقى:

ا) سيادة الإتجاه السياسى للحركة فى العقود الثلاث الماضية بشكله التقليدى فيما يختص باللجوء إلى دول أخرى ذوى ثقل إقتصادى و سياسى من أجل الضغط على الحكومة المصرية حتى ترفع المعاناة عن الكنيسة القبطية و رأسها قداسة الأنبا شنودة الثالث و شعب الكنيسة (فى بداية تكوينها إقتصر نشاط الحركة القبطية إلى حد كبير على ردود أفعال لإنتهاكات الحكومة المصرية و لم تكون ميكانيزم فعال و متواصل للحركة).

ب) بطء مسألة الإجراءات الدولية فيما يخص الجهات المعنية بمنظمة الأمم المتحدة و التى هى الراعى الأول و المسئولة عن وضع القانون الدولى الخاص بحماية حقوق الإنسان و مراقبة تصرفات الدول و العمل معها على تطبيقه على المستوى المحلى..

ج) ندرة الخبرة داخل الحركة القبطية بالقانون الدولى لمن يعيشون خارج مصر و عدم توافر الإمكانات المادية و الإستعدادات المعنوية و المهارات اللغوية للكفاءات القانونية بداخل مصر، بالإضافة إلى الشعورالعام بالإحباط من الجميع نحو الطريق الحقوقى المتسم بالبطء.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 20-01-2007 05:13 PM

التدخل الأجنبى.
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"]أما عن أهم مزايا المسلك الحقوقى فهى:
أولا، رغم بطء الإتجاه الحقوقى إلا أنه المسلك الوحيد الذى سيكون له أثر إيجابى دائم فى إدراك حقوق الإنسان المسلوبة و المواطنة الكاملة التى ينشدها و يستحقها الأقباط فى مصر. فهذا الإتجاه يعالج مع قضية الأقباط قضية مصر العظمى و المسئولة عن جميع مشاكل مصر ألا و هى قضية المؤسسات.

ثانيا، الإتجاه الحقوقى هو المسلك الوحيد الذى سيحتفظ للأقباط بالقاعدة الأخلاقية التى تتسم بها القضية القبطية، و خاصة على الصعيد الدولى حيث تعرف الحركة بأنها حركة سلمية أخلاقية لا تؤمن بالعنف و هى فى ذلك تقف على نفس القاعدة الأخلاقية مثلها مثل حركة أهل التبت و غيرها من الحركات السلمية التى حازت على إحترام و تعاطف العالم.


2) الإتجاه السياسى
هو أقوى الإتجاهات فى الحركة القبطية و لا يمكن تجاهله فهو مصدر قلق الحكومة المصرية الأول من هذه الحركة. و قد تعود الضغوط الخارجية و التى يسفر عنها هذا الإتجاه بين حين و آخر إلى ما قد تبدو و كأنها مكاسب، و لكنها قد لا تكون فى الحقيقة تتعدى أكثر من إجراءات ربما مؤقتة من أجل إرضاء الجهات التى تقوم بالضغط من ناحية و من أجل إمتصاص طاقة الأقباط من ناحية أخرى. و الحقيقة أنه لم تسفر هذه الضغوط السياسية حتى الآن إلا عن تحقيق جزء ضئيل من مطالب الأقباط المشروعة، و حتى هذا الفتات الذى يحصل عليه الأفباط من جهة الحكومة دائما ما تصاحبة حملات إعلامية معادية للأقباط و مثيرة لمشاعر البسطاء مما يؤثر سلبيا بالطبع على الأقباط فى الشارع المصرى.

و لا شك أن الإتجاه السياسى فى الحركة القبطية يبدو و كأنه يتسم بنوع من الميكيافيلية حيث يكثر الحديث عن "إحراز نتائج" و لا أكثر دليلا على ذلك من وجود بعض التحالفات السياسية بين هذا الإتجاه و منظمات أو إدارات سياسية لدول عظمى لا تعبء لا بالقانون الدولى و لا بمبادئ حقوق الإتسان و الديمقراطية التى طالما يتشدقون بها و يستخدمونها لتغطية إنتهاكات أفظع من التى ترتكبها الحكومة المصرية. و هذه الظاهرة لا تقتصر على الإتجاه السياسى داخل الحركة القبطية بل تشمل قطاع عريض ممن ينتمون إلى المفهوم الشرق أوسطى لليبرالية، والذى يبدو منحازا للغرب و بعض سياساته المنتهكة لحقوق الإنسان فى الشرق الأوسط،أو على الأقل غير مناهضا لها بشكل علني، منه إيمانا بالمبادئ السامية التى لها جذور فى الحضارة الغربية، و لكن يندر العثور عليها فى السلوك السياسى الدولى لبعض هذه الدول. و على سبيل المثال يجد المراقب أنه على الرغم من التأييد الأمريكى لقضية الأقباط إلا أن مصالح تلك الدولة مع الحكومة المصرية دائما تأخذ الأولوية على مطالب الأقباط، حتى أن التقرير السنوى الذى يصدر عن لجنة الحريات الدينية لم يذكر الكلمتان التى يثيرا غضب الحكومة المصرية و هلعها فى آن واحد وهما: إضطهاد و أقليات. و هكذا فإن الوقوع فى فخ تسييس حقوق الإنسان أو الدخول فيه تطوعا ربما بحجة الإسترتيجية قد يؤذى أكثر مما يفيد لأنه لا يمكن أن تكون هناك مصداقية لمن يكيل بمكيالين. و ليس بمفاجاءة لأحد أن تستغل الحكومة المصرية نقطة الضعف هذه لتطعن فى الحركة القبطية ككل فى حملات البروباجاندة المقيتة، حتى أنه لم تعد تفتح القضية فى أى مجال إلا و يطغى على الحوار موضوع التدخل الأجنبى.[/SIZE][/FONT][/B]

الذهبيالفم 20-01-2007 05:15 PM

مجال حقوق الأنسان
 
[B][FONT="Arial Black"][SIZE="4"][COLOR="Indigo"][COLOR="Black"]3) الإتجاه الدينى
و يعتبر هذا الإتجاه من أخطر مكونات الحركة القبطية، ليس لكثرة أقطابه العددية بل لدرجة تأثيره السلبى على مسار الحوار الحقوقى. فهذا الإتجاه يرد على رفض الأخر بالرفض و التشويه. و لا شك أن معاناة الأقباط و المسيحيون عموما من جراء إزدراء المسيحية هى تجربة يومية يمرون بها عبر قرون طويلة تحت الحكم الإسلامى، و ليس من العدل أن نطالب الأقباط الذين يمارسونها ضد المسلمين بالكف عنها قبل أن يتوقف الأخرون عن ممارستها ضدهم كل يوم. و لكن خطورة هذا الإتجاه الحقيقية تكمن فى التأثير السلبى على مزاج و روح الإتجاه الحقوقى و الذى هو كفيل بالتعامل مع إزدراء المسيحية بالقانون.

ففى ظل إحترام القانون الدولى لا يمكن للإسلام أن يشكل خطرا على المسيحية. فلو طبقت الحكومة المصرية المادة 18 من العهد الدولى للحقوق المدنية و السياسية و التى صدقت عليه مصر عام 1982 و التى تضع (بعض الحدود على الممارسات الدينية) لمنعت بالقانون كل من يزدرئ المسيحية و المسيحيين حتى و لو إدعوا أن هذا الإزدراء ينبع من ديانتهم، فحرية ممارسة الأديان تقف عند حرية الآخر لممارسة دينه.

و بالطبع هناك إتجاهات أخرى عديدة و لكن ليست لديها القدرة على التأثير بشكل ملاحظ على الحركة القبطية. أما عن الإتجاهات الثلاث السابق ذكرهم فوجودهم فى حركة حقوق مدنية هو شئ طبيعى و لا يدعو للقلق لأنه لا يملك أحد الحق حتى لو إمتلك القدرة فى أن يفرض إتجاهه و رؤيته على الإخر، و لأن تفاعل مكونات الحركة مع بعضها البعض ثم مع العوامل المحيطة بها تجعلها بمثابة كيان ديناميكي يتغير وقت الضرورة ليضبط إيقاعه. و لكن يبقى أن حقوق الإنسان على الرغم من جذورها الدينية و الأخلاقية هى عند التطبيق لها محتوى قانونى يحمى كل فرد من الإنتهاكات و يسرى على كل فرد و كل مؤسسة.
عبد العزيز عبد العزيز ناشط وباحث متخصص فى مجال حقوق الأنسان مقيم بنيويورك.

عبد العزيز عبد العزيز

نيويورك
[email]azizabdelaziz@gmail.com[/email][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

[url]http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2006/4/142268.htm[/url]


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 12:54 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط