أما ستارة باب الكعبة فهي مزركشة بالمخيش الأبيض والمذهب علي حرير أخضر وأسود وأحمر ومبطنة بالحرير الأبيض، وتتكون ستارة باب التوبة داخل البيت الحرام من الحرير الأطلس الأسود والأخضر والأحمر المزركشة بالمخيش ومبطنة بالحرير الأصفر، أما كيس مفتاح الكعبة المشرفة فيصنع من الأطلس الأخضر والحرير المزركش بالمخيش الفضي وله ثلاثة أحبال مجدولة تعرف بالمجاديل وواحد وأربعون حبلاً من القطن تعرف بالعصافير
ووظيفة هذه المجاديل تعليق الكسوة في سطح الكعبة بعد خياطتها في الجزء العلوي من الكسوة أما العصافير فهي خيوط رفيعة تقوم بربط الكسوة في النحاس المثبت في محيط الكعبة العلوي.
الزركشة فن ومهارة …
فن الزركشة من أرقي الفنون التي يتميز بها الصانع العربي الماهر، وخاصة الصانع المصري، وزركشة كسوة الكعبة المشرفة علي وجه الخصوص لها سمات حيث تحف بها القداسة لتضيف صفحات رائعة للفن الإسلامي تبهر العيون وتشرح القلوب حيث شملت فنون زركشة كسوة الكعبة ثلاثة جوانب تجمعت معاً لتبرز محاسنها علي أكمل وجه حيث الحرف بما له من معني وشكل والزخارف بما لها من وحدة الإيقاع المنتظم واللون بما له من وقار التعبير الهادئ …
وإذا بدأنا بزركشة الأحزمة نجد أن الخط مكتوب بخيوط المخيش البارز وفوقه وتحته شريطان زخرفيان بأسلوب الزركشة البارزة، وكل شريط ينحصر بين خطين يحصران توريقا علي جانبيه فرع نبات يأخذ موجة الماء، ويستخدم خط الثلث لكتابة الآيات القرآنية الخاصة بكل حزام …
والفنان يبدأ بحصر الكتابة في قوس مفتوح جهة اليسار يعلوه توريق في حين ينهي كتابة الحزام بقوس عكس الاتجاه الأول وبنفس طريقة حصر القوس الأول مع الاختلاف في الاتجاه لكي يعطي نوعاً من التماثل في أسلوب الزركشة
ويضع الفنان زركشة دائرة تسمي " الرنك " تنقسم إلى أربعة أقسام متساوية تشكلها أربع كلمات هي : يا حنان، يا منان، يا سبحان، يا ديان. وهذه الكلمات الأربع تشترك جميعها في أول حرفين " يا " كما تشترك في الحرفين الأخيرين " ان " وتشكل هذه الكلمات ما يشبه الوردة. وعند أركان الكعبة توضع أربع كردشيات، وكل كردشية عبارة عن دائرة داخل شكل مزركش علي شكل مربع، وهذه الدائرة تحوي سورة الإخلاص مكتوبة علي شكل دائرة وقد كون الخطاط تشكيلاً مزركشاً مشبكاً من كل الحروف ذات السيقان في سورة الإخلاص، وهذا التشكيل الهندسي حوى تشكيلاً آخر دائرياً عبارة عن أربع كلمات من دعاء " يا الله "..
ويتكون الإطار المزركش الذي يحيط بالكردشية من أربع زوايا من الزركشة في الأركان متصلة ببعضها البعض وهي عبارة عن تشكيل هندسي من الأوراق النباتية المتداخلة.
كيس مفتاح الكعبة …
آخر كيس لمفتاح الكعبة صنعته مصر عام 1962 ميلادية موجود حاليا بدار الخرنفش بمدينة القاهرة، وهو مكتوب بالمخيش الفضي والذهبي وزركشته لم تختلف كثيرا حيث حدثت به بعض التغييرات الطفيفة مثل استخدام النقط بدلا من الوردة.
والآية القرآنية الكريمة التي تكتب علي هذا الكيس لها قصة، فقد رد النبي "صلي الله عليه وسلم" مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة بعد أن أخذه منه عمر بن الخطاب وقال عليه السلام : خذوها يا بني طلحة خالدة إلى يوم القيامة لا ينزعها منكم إلا ظالم، بعد أن نزلت الآية القرآنية الكريمة "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها" وهذه الآية المكتوبة علي أحد وجهي الكيس وعلي الوجه الآخر الآية الكريمة "إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم" صدق الله العظيم.
وهكذا يكتمل بهاء الكسوة الشريفة وتأخذ الكعبة المشرفة زخرفها ويشيع في أنحاء المكان شعور طاغ بالعظمة والجلال تنتفض له قلوب المؤمنين والإحساس بقدسية المكان وبروعة المكوث فيه والرغبة في العودة لزيارة الكعبة المشرفة.
آخر تعديل بواسطة elasmar99 ، 09-01-2006 الساعة 02:58 PM
|