شارون الرجل و الإنسان
مرة أخرى يجب أن أشكر كل من أخوي الحبيبين Safnat_Fa3nash007 و الغالي Sheref على تشجيعهما المُستمر لي ، الرب يبارك حياتهما :
نأتي لباقي مواقف الرجل شارون (إلهنا قادر أن يتمجد و يشفيه) ، ليعرف من لا يعرف حقيقة الرجل ، الذي غالى الإعلام العربي المتأسلم الموتور على نعته بأبشع الصفات ، رغم أن ظافره الذي يقصه برقبة كل قادة و شعوب أمة لا النافية للجنس :
5. عقب دخول الجيش الإسرائيلي لبيروت عام 1982 (والتي أشرت إلى بعض أسباب حدوثه في الفقرة 1) ، حدثت مذبحة صبرا و شاتيلا الشهيرة (والتي لا يكف الإعلام العربي الغبي المُتعصب عن إلصاقها بشارون في كل المُناسبات) ، ولكن يجب قبل الإسهاب في معرفة تفاصيلها و لماذا حدثت أن أنوه بأسباب أخرى لدخول الجيش الإسرائيلي لبيروت (نسيت سهوا أن أسردها في حينه) :
طبعا لا يتصور أي عاقل ، أو مُحلل سياسي أن الجيش الإسرائيلي دخل بيروت فقط من أجل سواد أعين الموارنة الذين كانوا يُبادوا جهارا نهارا في شوارع بيروت و لبنان ، لأن السياسة يحكمها بالأساس ، وفي المقام الأول المصالح كما يعلم الجميع ، وكانت مصلحة إسرائيل آنذاك تتلخص في التالي :
أ) التخلص من عصابات الإجرام الفلس طيني التي أصبحت تُشكل خطرا حقيقيا على شمال إسرائيل بسبب تواجدها المُكثف في جنوب لبنان ، (وقد تم بالفعل لإسرائيل ما أرادت عندما تم ترحيل مُجرم الحرب عرفات و عصاباته الإجرامية من بيروت مُحملين على سُفن تجارية إلى تونس معزولي السلاح).
ب) إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان لكي تأمن إسرائيل من شر و غدر العصابات الشيعية المُتمركزة في جنوب لبنان و المدعومة من النظامين السوري و الإيراني (وقد تم لها ماأرادت أيضا في الفترة من 1982 حتى 2000).
ج) إعادة التوازن المفقود في التركيبة السكانية الديموغرافية للبنان (والذي كان يُشكل خطرا داهما على إسرائيل بعدما إختل ذلك التوازن بسبب تناقص الموارنة (بسبب فرار أعداد كبيرة منهم خارج البلاد) لصالح الأعداد التي تنامت بشكل وبائي لكل من الشيعة و السُنة (وقد تم أيضا لإسرائيل ما أرادت - ولو بشكل جزئي - في إتفاقية الطائف الشهيرة التي حفظت للموارنة الحد الأدنى من سيادتهم على أراضيهم على الرغم من وجود ذلك الإختلال و حتى الآن!!!!).
نرجع مرة أخرى لمذبحة صبرا و شاتيلا:
بعدما تم تسليح الميليشيات المارونية المسيحية (بقيادة سعد حداد و أنطوان لحد و غيرهما) لمواجهة التطهير العرقي الذي كان يحدث لهم بشكل مُنظم في الفترة من 1976 و حتى 1982 من كافة العصابات الإسلامية على إختلاف ألوانها (كما اسلفت و ذكرت من قبل) ، حدثت حادثة تفجير مقر حزب الكتائب في صيف نفس العام 1982 ، وراح ضحية ذلك الحدث الإجرامي الشهيد بشير الجميل و الكثير من رفاقه (الأخ الأكبر للرئيس السابق أمين الجميل ، و إبن الشيخ بيير الجميل) ، فكانت تلك الحادثة الإجرامية الشرارة الأولى و السبب الرئيسي الذي أعاد بعض التوازن السياسي و العسكري المفقودين في لبنان .
ملاحظة : يجب ألا ننسى بأن من خطط و نفذ تلك العملية الإجرامية ياسر عرفات و عصاباته الإجرامية الفلس طينية التي كانت تعيث فسادا في الشارع البيروتي و اللبناني بوجه عموم ، وهذا ما أكدته المُخابرات العسكرية السورية و الغربية على حد سواء فيما بعد (بعدما تم طردهم شر طردة من الأردن لنفس الأسباب كما أسلفت و ذكرت في الفقرة 1 أيضا من قبل) !!!
تحركت الميليشيات المارونية ، (بحماية إسرائيلية لوجستية فقط) تجاه المُخيمين ، علما بأن قادة تلك الميليشيات قد ضللوا شارون و قادته العسكريين في لبنان عندما أفهموهم بأنهم سوف يدخلون المخيمين لكي يطهروهما من فلول العصابات الفلس طينية فقط ، ودون المساس بالمدنيين.
ولكن الحقيقة التي أخفوها كانت خلاف ما صرحوا به لقادة الجيش الإسرائيلي ، حيث إنهم دخلوا المخيمين ، وأبادوا كل من وجدوه فيهما (من مُسلحين و مدنيين) كرد فعل إنتقامي لما حدث لرئيس الجمهورية و قائدهم الرئيس بشير الجميل. (طبعا لا أحد يقر ما إرتكبته تلك الميلشيات من فظاعات ، ولكن الظروف التي كانت تعيشها لبنان و الطائفة المارونية هي التي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه).
المهم ، وهذا هو جوهر الموضوع والذي تعامت كل وسائل الإعلام العربية العُنصرية المُتأسلمة عن ذكره وهو أن الجيش الإسرائيلي دخل المُخيمين بعد أن أتمت تلك الميلشيات مُهمتها ، وهالهم ما رأوه من بشاعة (وهي نفس البشاعة التي تعرضت لها الطائفة المارونية على مدى سنوات الحرب ، وإن كان ذلك يتم ضدهم بشكل لم تتناوله وسائل الإعلام العربية العنصرية على وجه الإطلاق) ، وأمر شارون جميع الوحدات الطبية المُساندة للجيش الإسرائيلي بالتوجه فورا للمخيمين لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه.
ملاحظة : إحدى الناجيات الفلس طينيات (برغم كونهم شعب معجون بالكذب و الغش و التدليس) ، صرحت في مُقابلة تلفزيونية منذ بضع سنوات على أحد المحطات الفضائية العربية بأن من رأتهم يدخلون المخيمين هم لبنانيين فقط ، وإنها تعرضت للإغتصاب و التنكيل حتى شارفت على الموت من عسكريين لبنانيين ذكرتهم بالإسم ، وأنها لم ترى وجه إسرائيلي واحد طوال تنفيذ المذبحة (لأنها كانت تتنقل هاربة من مكان لأخر مع أحد أقاربها الذي تم إكتشافه ، وإعدامه لاحقا من قبل الميلشيات المارونية)!!!
ولو كان فعلا شارون و جنوده هم من إرتكب تلك المذبحة (كما يزعم الإعلام العربي الكاذب):
* كيف نجا العشرات من المختبئين بعد خروج تلك الميلشيات و دخول الجيش الإسرائيلي؟؟؟
* والأهم من ذلك : كيف برأ القضاء الإسرايلي ساحة شارون و جنوده من إرتكاب تلك المجزرة؟؟؟
رب مُتخرص (وما أكثرهم في الدول العربية الغوغائية المُتعصبة) يقول أن القضاء الإسرائيلي عنصري ، إلى آخر تلك الأكاذيب الفارغة التي يطلقونها على عواهنها ، ولكن الذي فاتهم ، ويتعامون عنه بغباء سياسي مُنقطع النظير عدم وجود أي إنسان داخل البلاد الديموقراطية فوق القانون حتى ولو كان رئيس الوزراء ذاته ، والدليل على ذلك فضيحة الجُزر اليونانية و الرشاوي الإنتخابية التي إتُهم عمري إبن شارون بالتورط في كلاهما.
أخيرا ، أود أن أقول أن القادة العسكريين و الساسيين كُثر في كل زمان و مكان، ولكن الرجال منهم قليلُ ، وشارون سيظل وبلا شك أحد هؤلاء القلائل.
|