|
كتب : أسامة فوزي
* لا ارى فرقا بين النصابة التي ادعت النبوة في مصر "الشيخة منال"- صاحبة هذه الصورة - وبين عمرو خالد او خالد الجندي او الحبيب الجفري اللهم الا ان المذكورين كانوا اذكى من (منال) في تجارتهم بالدين لذا لم يقعوا بعد في قبضة رجال الشرطة في حين ان (منال) زودتها حبتين فلفتت اليها انظار رجال المباحث لتقع في مصيدتهم.
والشيخة منال ( انقر على صورتها لتكبيرها ) ادعت النبوة في مصر لمدة خمس سنوات كاملة وآمن بها عشرات الاشخاص منهم اطباء مشهورين مثل الدكتور شريف الدمرداش ... وقد بدأت اللشيخة منال مشوارها " الديني " مثل غيرها بالوعظ والارشاد.... ثم تطور الامر الى كتابة الاحجبة واصدار الفتاوى وفك المربوط وطرد الجن وحل مشكلات العوانس والنساء اللواتي لا ينجبن .... ووصل الى ادعاء النبوة ..... هذا " الخط " او " المسيرة " يكاد يجمع بين جميع الذين ادعوا النبوة .... وعمرو خالد او خالد الجندي يسيران على هذا الطريق تماما مثل الشيخ " عيد " صاحب مسجد " الجاز" في دبي ...هذا الشيخ السوري النصاب بدأها في دبي " وعظا " وانتهى " نبيا " تتبرك النساء بالماء الذي يغسل به رجليه .... ولم تنكشف حكايته الا بعد ثلاثين عاما من ادعاءاته حيث ضبط فضيلته مع " شيخة " من شيخات دبي في وضع اخلاقي مريب .... الشيخة ادعت انها كانت تتبرك بالشيخ .... والشيخ ادعى انه كان يحاول ان يطرد من جسدها الجان .
* الشيخ عيد .... كان يومها الحاكم المطلق في دبي ... مسجده الخاص " مسجد الجاز " لا يخضع لاشراف دائرة الاوقاف .... وتوجيه النقد له كان ممنوعا علينا نحن الصحفيين .... ومجرد الاشارة الى انه كان يخالف الشرع في ممارساته كان كفيلا بأن يثير الدنيا فوق رؤوسنا من باب انه فوق النقد تماما مثل عمرو خالد هذه الايام .
* من هي " الشيخة منال " ؟
اسمها الكامل منال وحيد مناع تبلغ من العمر 42 عاما زعمت ان بيتها مسجد للصحابة الاولياء وان عمها المدعو عمر حسانين( صاحب هذه الصورة ) الذي ادعى النبوة واعتقل ومات في السجن يؤدي مناسك الحج عن اتباعها بالنيابة وبالتالي لا داعي لان يحجوا وان سيدنا جبريل ومولانا الحسن والحسين وكلا من السيدة زينب والسيدة نفيسة وفاطمة الزهراء يتجلون لها بصحبة عمها عمر حسانين بل وتضيف ان فاطمة الزهراء وزوجها سيدنا علي بن ابي طالب وان سيدنا عزرائيل ملك الموت كان يتسامر مع عمها في منطقة المنيل بالقاهرة وان عمها عمر حسانين حصل على درجة من النبوة وعلم الغيب وانه نجح في رفع الصلاة عن بعض افراد جماعتها.
* الشيخة منال كما ورد في ملفات التحقيق معها التي نشرتها الصحف المصرية تلقت تعليمها بالمدارس الفرنسية وتحمل شهادة في الحقوق وكانت متزوجة من محام معروف ولديها خمس بنات من زوجها الاول والثاني اكبرهن (ليلى) تعمل راقصة.... والمثير للانتباه هنا ان معظم الوعاظ وادعياء النبوة في مصر لم يدرسوا الشريعة وانما تخصصوا في موضوعات اخرى ( عمرو خالد مثلا كان لاعب كورة وصاحب مكتب محاسبة وضرائب ) ومنهم من لم يكمل تعليمه الابتدائي مثل امراء الغورية .... اما النبي " شعيشع " الذي ادعى النبوة في الاسكندرية عام 1985 فكان طبيبا اشتهر باجراء عمليات اجهاظ في عيادته في حي محرم بالاسكندرية قبل ان يحولها الى مقر لدعوته الى الدين الجديد وحكاية هذا النبي طريفة سأوردها في مقال لاحق .
* الشيخة منال بدأت بزنس الدين عام 1990 حين ادعت النبوة علنا عندما كانت مريضة وتبحث عن علاج من السحر حيث تعرفت على زعيم طريقة صوفية بمنطقة المنيل بالقاهرة يدعى "عمر امين حسانين" الذي اصبحت تنادية بعمي رغم انها تزوجت منه وقد توفي عام 1993 بعد ان امضى في قيادة طريقته الصوفية البيومية قرابة 35 عاما ... ومن خلال استمرارها في حضور الجلسات التي كان يعقدها زعيم هذه الطريقة عصر كل يوم خميس اختارها عمر حسانين سكرتيرة للحضرة التي كان ينظمها لمريديه وبعد وفاته استطاعت منال الهيمنة على هؤلاء الاتباع وبدأت تروج لافكار غريبة ومخيفة مثل حضور زعيم الطريقة المتوفي اليها علنا وابلاغه لها بتعاليمه ورسائله لاتباعه ورؤيتها للرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه رأى العين وتجليهم لها في صحبة زعيم طريقتها عمر حسانين وبهذه الهلوسات استطاعت ان تحكم قبضتها على اتباع الطريقة مما دفع زوجة عمر حسانين لطردها من منزلها بالمنيل عندما استمعت لافكارها ولكن منال كانت قد حققت اهدافها وسيطرت على عدد من رجال الاعمال الذين انخرطوا في هذه الطريقة من قبل واصبحت شريكا لعدد منهم في شركاتهم وتوكيلاتهم التجارية.
* في سنة 1994 اشترت الشيخة منال شقة فاخرة في برج اللؤلؤة بشارع بورسعيد بمنطقة السيدة زينب بربع مليون جنيه وقامت بتأسيسها على احدث مستوى وزودتها بعدد من اجهزة الكمبيوتر ونظامين حديثين للاضاءة والسماعات الداخلية كما قامت بتبطين الجدران الداخلية للشقة بمادة عازلة للصوت حتى لا تنتقل اصوات من بداخلها الى خارج الشقة وجعلتها مقرا لاتباعها الذين بدأت تلتقي بهم في هذا المقر الذي اطلقت عليه اسم (دار السلام العمرية) نسبة الى زعيم جماعتها وزوجها السابق عمر حسانين والغريب ان اعضاء جماعتها على درجة عالية من الثراء منهم بعض تجار الذهب ورجال الاعمال واساتذة الجامعات والاطباء ووكلاء وزارات سابقون وهو جمهور يختلف في مستواه التعليمي عن جمهور عمرو خالد الذي يتشكل في اكثره من المراهقين والمراهقات .
* ظلت المدعوة منال طوال السنوات الخمس الماضية تخصص يومي الخميس والجمعة لعقد ما يسمى بالمشاهدات لاتباعها الذين يحضرونها جميعا بلا استثناء حيث تروى لهم تعاليم ومطالب عمها عمر حسانين التي ابلغها لها عندما تجلى لها في غرفتها في حضرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة واهل البيت كما تزعم ... وفي كل رواية تتعالى صيحات وتهليل المريدين وظل الحال هكذا حتى نجحت اجهزة الامن المصرية في القبض على اعضاء هذه الجماعة .
* مجلة نصف الدنيا المصرية التي تصدر عن جريدة الاهرام حصلت على تسجيلات صوتية واشرطة صوتية لاجتماعات الشيخة منال مع اتباعها وهي التسجيلات التي صادرتها النيابة العامة وقدمتها الى المحكمة.... ووفقا لما ورد في المجلة فان الشيخة منال تروي في هذه الاشرطة لاتباعها المشاهدات المزعومة التي تجلت لها عن الحج ومناسكه بالنسبة لهم قائلة بصوتها في احد الاشرطة المسجلة: كل من حج هذا العام سوف يرى عمي هناك اما من كان مشتاقا لاداء هذا الحج ولم يستطع فقد وعد عمي عمر حسانين ان يكتب له حجا "باطنيا" في كتاب اعمالهم ويسجله في ميزان حسناتهم بعد ذلك ظهر عمي عمر حسانين بملابس الاحرام وعندما سألته عن سر احرامه قال لي: انا دائما محرم الروح اما احرام الجسد فهو من اجل اتباعي وقد امرت كل من اسراري ان يقوم بمناسك الحج بدلا من كل واحد منهم ممن لم يؤذن لهم بالحج هذا العام وهذا ما وعدتكم به بالامس وهنا تتعالى صيحات الحاضرين من الاتباع وهم يهللون ويتبادلون التهاني والقبلات لادائهم للحج ومناسكه دون ان ينتقلوا من شقة دار السلام في السيدة زينب ويعلق احد هؤلاء الحاضرين على ذلك قائلا: ( دلع بأه .. عمي بيدلع فينا).
|