عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 02-02-2006
الصورة الرمزية لـ bolbol
bolbol bolbol غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 995
bolbol is on a distinguished road
في مقال أخر بيربط الرسومات الاخيرة بمحاولة الاتجار بأسم الكراهية و الاتقام اللي بيقوموا بيها الاخوان...

الفتنة نائمة.. لعن الله من أيقظها
كيف نشغل أنفسنا بـ «ذبابة الدانمارك» وننسي «الحية السامة» التي تعيش بيننا؟

* المهووسون بالعداوة للإسلام في الغرب لا يشكلون أي خطورة حقيقية علينا مهما حاولت شلة المنتفعين تأليب الرأي العام لجني مكاسبهم الخاصة * تصريح إخواني في جريدة إخوانية يؤكد أنهم يعتبرون بقية أعضاء البرلمان المخالفين لهم.. من المشركين * شهادة فاطمة الزهراء.. وقصة تهديد عمر بن الخطاب بحرق بيت كانت تقيم فيه لإجبارها علي البيعة لـ «أبي بكر»
عماد طه
إذا رأيتم رجلا أو وطنا مهموما بدفع ذبابة عن وجهه أو طعامه ولا يلتفت إلي حية سامة تتحرك ما بين ثيابه وجلده، فهناك عور في ميزان الرشد العقلي وخلل في فقه الأولويات الوطنية، مما يهدد حياة الأفراد والشعوب بالانهيار والفناء. في الشارع المصري والعربي الآن جدل سياسي وفكري حول ظاهرة العنف الفكري والترويع العقائدي الذي أحدثه الطرح الإخواني في مصر وأشياعهم في الجزائر والعراق وأفغانستان، وحدث تداخل وخلط لأسبابه ما بين انهيار الأوضاع الداخلية الأطماع الاستعمارية وعولمة الثقافة للقضاء علي الهوية الوطنية، والإشارة الخافتة غير الجادة للخلل الفكري والفقهي والسلوكي للثقافة الترويعية الموروثة من تاريخنا الإسلامي التليد! والتي لا تزال تشكل المرجعية الفكرية والحركية لمعظم فصائل الإسلام السياسي القديم والحديث..!
في الآونة الأخيرة انتفضت الدماء في العروق وصرخت الحناجر الإعلامية وتحركت دبلوماسيات عندما ظهر رسم كاريكاتيري ببعض الصحف في الدانمارك وإسرائيل يسيء إلي صورة النبي المعصوم محمد صلي الله عليه وآله، ووجد تيار الإسلام السياسي بغيته في استثمار هذه الحركة الذبابية (نسبة إلي الذباب) في استنفار العاطفة الإسلامية لدي العامة لتحقيق مزيد من المكاسب الجيوبوليتكية علي حساب التفكير العقلي والتحليل العلمي لخطورة ثقافة الغموض المنهجي الذي يمارسونه تحت زعم امتلاك الحقيقة والصواب باسم الإسلام! دون تقديم مقومات حضارية عصرية لبناء الدولة الحديثة القائمة علي الحقوق الكاملة للمواطنة، والاعتماد فقط علي دغدغة المشاعر الإيمانية وعلي فقه موروث من مراحل النكوص والاستبداد والجمود التاريخي.
إن الوعي المجتمعي يعلم أن خطورة بعض المهووسين في الغرب علي الوجود الإسلامي لا تشكل ذلك المدي الذي صوره به المنتفعون من الإسلام السياسي! لتفعيل وتغذية التصادم الحضاري داخليا وخارجيا وتقديم أنفسهم كبديل استراتيجي للنظم الحاكمة وحماية وصيانة المجتمع الوطني من فتنة العولمة والوقوع تحت غضب الله بالتعامل مع الآلية الغربية.! وقد نجح الإخوان في تفتيت الكيان الوطني الناهض وتقويض أركان الجبهة السياسية الداعمة لمقومات مجتمع الحرية والعدالة والمساواة انطلاقا من أرضية المواطنة.
في جريدة «آفاق» الإخوانية، قال أحدهم إن مجموعة الـ 88 في البرلمان إنما يكون الأداء السياسي لواحد منهم بعشرين من باقي القوي الوطنية! واستدل بالآية القرآنية في سورة القتال "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين" آية 65. بما يعني أنهم في ساحة قتال مع كفار وليسوا في كفاح سياسي مع إخوة لهم في الوطن مختلفين في الرؤية لكيفية إدارة أزمات البلاد.
هذه الثقافة الترويعية التي تحكم عقلية هؤلاء في نظرتهم لأبناء وطنهم بالشكل الذي يهدد حرمة وكرامة كافة التيارات المناوئة لأطروحاتهم البشرية المتسترة بالدين، هي الحية التي تتحرك في أحشاء الوطن لتبديد قواه تقدمه لانهياره والاستيلاء علي مستقبله وتسليمه فريسة للجهل والاستبداد وعبادة الأوثان السياسية من جديد بعد أن حررنا الإسلام الحقيقي العادل من ثقافة العبودية للأفكار والأشخاص إلي حرية التعبير والتفكير تحت مظلة الألوهية الواحدة ومساواة الجميع أمامها، لقد تعمدوا خدش عواطف بقية العناصر الوطنية بالتشكيك في إسلامهم! وتعكير صفو السلام والوئام في جامعة المشروع الوطني الحضاري الحديث، وقاموا بتشتيت شمل القوي الوطنية بهذه الشعارات الفضفاضة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ألا سحقا لثقافة تأتي بأمثال هؤلاء وبخ بخ لنجاح سياسي يأتي بهذا الإرهاب العقائدي والترويع النفسي الديني. فأنت معهم مسلم تام التدين، وإن خالفتهم وتمتعت باستقلال النظر والرؤية والخبرة الحياتية فأنت فتنة خارج عن المنظومة المزعومة للوحدة الإسلامية الموهومة.
إن الذين هيجوا الشارع الإعلامي بصورة صحفية تسيء إلي النبي دون أن تمسه بسوء واقعيا! هم أنفسهم الذين يقدسون ممارسات سلوكية هتكت حرمة بنت النبي محمد ـ ص ـ ويدعون الرشاد لأشخاص روعوا آل بيت النبي وآذوهم باسم الإسلام فهم تماما كالذين ينشغلون بالذباب عن رؤية الحية في أحشائهم!. فكيف نأمن علي حرماتنا وأعراضنا معهم وهم يحاولون بدأب شنيع وإصرار عنيد إعادة هذا العبث، يقدمونه كنموذج لإسلام الرحمة والتكافل والحرية. يقول الإمام الطبري في تاريخه " أتي عمر بن الخطاب منزل فاطمة بنت النبي وفيه علي وطلحة والزبير ورجال من المهاجرين يتشاورون في أمور الأمة فقال والله لأحرقن عليكم الدار أو لتخرجن إلي بيعة أبي بكر!! فقالوا له إن في البيت فاطمة فقال وإن..!! هكذا أخذوا البيعة للخليفة الأول من آل البيت وبعض المهاجرين وكثير من الأنصار بالقوة والعنف والترويع، ومن يتخلف عن التأييد سوف يواجه مختلف أساليب التهديد من حرق وتدمير إلي التشهير والتشنيع بالعمالة والخيانة والتكفير.
إذا كانت فاطمة الزهراء بضعة النبي الذي أخبر كما روي الإمام مسلم في صحيحه أن ما يؤذيها يؤذيه وما يريبها يريبه... لم تسلم من الترويع باسم الحفاظ علي الإسلام فهل الشعوب في مأمن من الانقلاب الدستوري لأحفاد هؤلاء علي كل القيم الحضارية ومبادئ النهضة الحديثة؟
إن الوثائق التاريخية لما جري في الماضي تكشف عن النوايا المبيتة من بعض المنتفعين من سماحة الإسلام وفطريته لإيقاع الظلم والقسوة وهضم الحقوق وتغييب الحريات لكافة المواطنين تحت ممارسات شعاراتية يندي لها الجبين. وهذه هي شهادة زهرة فؤاد النبي المعصوم ـ ص ـ فاطمة البتول علي سحب الثقة من أوضاع وسلوكيات وشخصيات رفعت راية الإسلام وشعاره كما ذكرها الشريف الرضي في نهج البلاغة الذي حققه الإمام المجدد محمد عبده رحمه الله فقالت بعد حمد الله والثناء علي رسوله "فلما اختار الله نبيه دار أنبيائه، ظهر فيكم حسكة النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين وللعزة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير مشربكم، هذا والعهد برسول الله قريب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، زعمتم بفعلتكم خوف الفتنة! ألا في الفتنة سقطوا، وإن جهنم لمحيطة بالكافرين، هذا كتاب الله بين أظهركم، قد خلفتموه وراء ظهوركم أرغبة عنه تريدون أم بغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلا، زعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي و لا رحم بيننا، أفخصكم الله بآية من القرآن أخرج أبي محمد منها؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من دون النبي وآل بيته، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولكل نبأ مستقر..!!!
لقد كشفت الزهراء عليها السلام الانقلاب السياسي الذي مزق وحدة الأمة إلي اليوم ـ الذي يزكيه الإرهاب الإسلامي الآن ـ وأتاح لكثير من المنتسبين للإسلام فرصة القفز علي الحقائق السياسية والمجتمعية دون توافق مع الإرادة الحرة لجماهير الأمة. فكان شرخا هائلا في جدار الاستقرار السياسي وانقضاضا غير مقبول علي الشرعية الحقيقية في المجتمع الإسلامي، وما زال أتباع الإسلام السياسي اليوم يقدسونه ويعملون لإحيائه عن طريق البرلمان.
http://www.alkaheranews.gov.eg/
الرد مع إقتباس