الموضوع: تذكرة لجهنم
عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 09-02-2006
الصورة الرمزية لـ صائد الذباب
صائد الذباب صائد الذباب غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
الإقامة: رحال خلف الاشرار
المشاركات: 835
صائد الذباب is on a distinguished road
ساحة عذاب الخيانة
****************

هل ما أشاهدة حقيقى أم وهم جهنمى خادع ...أم هو كابوس مرعب شنيع

كانت تلك الافكار تتقافز فى عقلى من هول ما أشاهدة وأنا واقف بجوار مندوب جهنم هذا المدعو شمروخيل

أرواح لاتعد ولا تحصى من البشر بكل أجناسهم والوانهم تصرخ بشدة صرخات مفجعة رهيبة لم أسمع مثلها

طوال عمرى وحياتى على الارض....صرخات لاتنقطع ولو للحظات من فظاعة العذاب الذى يتجرعونة هنا

أقشعر بدنى وأنا أرى بعيونى التى دارت فى محجريهما كل أنسان هنا يجرى وهو يحاول الهرب من وحش

رهيب شديد الشناعة فى هيئتة و قسمات وجهة المرعبة...حتى أننى أصبحت أرى شمروخيل كأنة ملاك جميل

بجوار أشكال وهيئة هؤلاء الوحوش....وكل وحش يجرى مختصاً أنسان بعينة...وكأنة خيال ظلة ...وطبعاً لا

مهرب من الصياد.... وحينما تقع الفريسة أو المعذب فى قبضة يد هذا الكابوس الرهيب يبدء العذاب ....تخيل

أنسان لم يأكل طوال أسبوع وفجأة وجد أمامة وليمة دسمة....ماذا سيفعل....؟؟؟؟...هذا ما يفعلة الان كل وحش

مع المعذبون فى هذة الساحة المرعبة <ساحة عذاب الخيانة>...طريقة رومانية قديمة فى ساحات روما عندما

كانوا يرمون الشهداء لتلك الاسود والسباع لتلتهمهم فى ثوان...ولكن الفرق هنا رهيب ...فهذة الوحوش رهيبة

بما لا يقاس عن الاسود الارضية ....والعذاب ينتهى ليبدء من جديد...يعنى لا المعذب يموت ولا الوحوش

تشبع أبدأ...أنياب رهيبة وكأنها قد صنعت من فولاد...ذو شكل لولبى وتخرج منها ممصات لامتصاص حتى

دماء الفريسة...وهذة الانياب كبيرة ضخمة ....تستطيع أن تفرم قطار أو سفينة فى ثوان ...فما بالك

بأنسان....وكل هذا والوحش يعذب أو يمزق الفريسة بهدوء وبطىء وكأنة يتسلى وليس يأكل طلباً

للشبع...وتخيل أو لا تتخيل <أن كنت من أصحاب أمراض ضغط الدم أو القلب أو من المرعوبين وراثياً>

تخيل مدى حجم الالام التى يشعر بها المعذب...اذا كانت هذة الالام لها مقدار نستطيع تحديدة...هذة الالام .

..ليس لها نظير على الارض ...فلن يستطع أقوى الرجال وأشرسهم حتى وهو تحت تأثير مخدر أن يتحملها

ولو للحظة واحدة الا بالموت ...

نظرت لحبيبى نجم الشباك شمروخيل قائلاً لة : مين دول ...<أشرت على الوحوش >

أبتسم شمروخيل أبتسامتة المصبوغة باللون الاصفر قائلاً فى بطىء : دول ....دول بقى ياصياد الخطايا بتاعة

المعذبين هنا

رفعت حاجبى قائلاً : مش فاهم يعنى أية خطاياهم؟؟...أنا اللى أعرفة أنك تقول دول اللى بيعذبو أو بينفذوا حكم

جهنم فى الناس دول بسبب خطاياهم ...مش تقوللى هى دى خطاياهم ؟؟

نظر لى شمروخيل نظرة كأنة ينظر لطفل رضيع أو غر يعلمة قائلاً : أنا واضح ودقيق جداً فى كل حرف

بقولة ....دول خطاياهم....تقولى أذاى ؟...أقولك أذاى....بص بقى ياسيدى...خطايا الناس دة كانت الخيانة ...صح؟؟

قلت لة بسرعة : صح

رد قائلاً : طب اللى طول عمرة عايش فى الخيانة ...يعنى حياتة كلها خيانة فى خيانة ...من أول خيانتة

لشريكة حياتة وخيانتة فى العمل لصاحب العمل وخيانتة للامانة لو أئتمن على شىء لحد خيانتة لجسدة وعدم

المحافظة على عطية الخالق...اللى ذى دة ...مع الوقت ومع كل خيانة بيفعلها على الارض ...بيبتدى يظهر

هنا وحش أو حيوان صغير بأسم هذا الانسان وكل ما أشتغلت الخيانة على أيدية ...كبر الوحش بتاعة هنا

فى جهنم....يعنى أنت هنا هتلاقى وحوش كبيرة ورهيبة الحجم والقوة والشناعة وبردك هتلاقى وحوش نص

نص ...بس حتى أضعف الوحوش هنا ...عندها مقدرة أنها تفترس البشرية كلها اللى عايشة على الارض فى دقايق معدودة

هززت رأسى فى قوة حتى لا أسقط أرضاً من هذا الدوار الذى حل بى لسماعى لهذا الشرح الممتع ثم قلت

لشمروخيل: يعنى كل الوحوش دة هى من صنع الانسان ؟؟

رد شمروخيل : لا....قصدك هى من صنع أفعال الانسان وخطاياة

بص ياصياد ...اللة مابيظلمش حد ....وكل واحد بيشوف هنا نتيجة أفعالة اللى فعلهاعلى الارض ....وكل

واحد هنا بياخد كل حقة ...يعنى مستحيل هتلاقى واحد بيتعذب مقدار أكثر أو أقل مما فعل على الارض

قلت لشمروخيل: بس ياشمروخيل ياخويا...العذبات دة رهيبة ...مستحيل هتقيس العذاب هنا بنفس اللى عملة

الانسان على الارض...دة ياشوشو ....الدقيقة هنا والعذاب دة ولو لثوانى أشنع الف مرة واكبر بكتير من

خطايا عمر الانسان كلة ولو كان عمرة الف عام؟؟؟أذاى بقى بتقول أن العذاب على قد الخطية؟؟

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

نظر لى شمروخيل فى هدوء قائلاً : يا عزيزى الصياد ....كلامك على راسى من فوق .....بس موضوع

العذاب ودرجاتة وشدتة وما الى ذلك ...كل دة شىء نسبى...مش أكتر ولا أقل

حركت رأسى علامة الاعتراض قائلاً لهذا العالم الجهنمى : لا...لالا...أية الكلام دة !!!...يعنى اللى يشكة

دبوس ...ذى اللى تشكة عقربة مثلاً...والا اللى تصدمة عجلة أو سيكل...ذى اللى يصدمة قطار تربينى

مثلاً....هاهاها...كلامك دة مش معقول ياشاو شاو ياخويا

رفع شمروخيل كفة الرهيب فى وجهى قائلاً: حيك على شوية ياصياد....كل حاجة بالعقل والمنطق تتفهم

وتوصل المخ...صح؟

قلت : صح

شمروخيل: تعرف تقوللى أذاى بتقيسوا الالام على الارض...وأية هى وحدة قياس هذة

الالام؟؟؟...ها...تعرف؟؟؟

هرشت فى يافوخى من فوق ثم قلت: على ما أظن لحد دلوقتى مفيش حاجة بتقيس الالام ولا أعرف وحدة

لقياسة...

شمروخيل: طب تقدر تقوللى ...لو أحنا ضربنا مثلاً شاب قوى يافع بعصا من الحديد مثلاً....وضربنا فتاة

رقيقة بنفس العصا .....أية اللى حيحصل للاتنين...ها...تخيل كدة..

نظرت للفضاء الشاسع فوقى رافعاً مخيلتى ثم قلت: على ما أتخيل كدة....الشاب ممكن يصرخ من الالام ...أو يقع من شدتها ...أما الفتاة فمتهيئلى كدة ...أن المكان اللى هيكون مكمن الضربة هيتمزق أو ينكسرلها ضلع أو تغمى عليها

رد شمروخيل قائلاً : صح ....أجبتك معقولة ....طب والشعور بالالام ؟؟

قلت : لو قصدك مين هيشعر أكثر بالالام...طبعاً الفتاة الرقيقة

رد : حلو قوى ..أهو أحنا وصلنا للى عايزينة.....اللى أنا عايز أعرفهولك ...أن الالام الارض ممكن من

شدتها أنها تعمل تدمير للاعصاب ....فيموت الانسان لوقتة ... ودة اللى أسمة عندكم على الارض الصدمة

العصبية..وطبعاً الصدمة العصبية دة درجات...منها البسيط ومنها الشديد وطبعاً منها القاتل...أما هنا فمهما

حدث من شدة الالام التى لا تطاق على الارض فمستحيل أن المعذب يموت....دة

أولاً...أما ثانياً....فالمعذب هنا أعطاة الخالق تحمل أكثر للعذاب حتى يشعر بها وتعطى نتيجتها المطلوبة...بس

مش معنى كدة أن المعذب يكون مثلاً مرتاح وحاطط رجل على رجل ومستحمل بهدوء الالام هنا...لا

طبعاً....لقد أعد المعذب هنا ليكون مرهف الاحاسيس الجسدية والنفسية والروحية أيضاً.. للشعور بتلك الالام

وفى نفس الوقت تحملها لاقصى درجة ...يعنى ذى ما قلتلك أن الالام شىء نسبى .....وعلى الارض

الانسان الخاطى اللى مثلاً خان وبيخون زوجتة ...بيكون شعورها أية من خيانتة...طبعاً الام فظيعة لشعورها

بالمهانة...ونفس الشىء الانسان اللى بيكون قاتل....بيزرع الالام فى نفس ضحيتة وبعدة فى أسرة الضحية

واللى بيتعذب على أيد قساة القلوب اللى بيسرقوا شعوب...قوللى أية شعور اللى بيعذبوة؟؟


دمعت عيناى وأنا أتذكر ما حدث لى أيام ما كنت عايش على أرض الشقاء والتعب وكأن الذى حدث ...حدث منذ لحظات ..نظرت لشمروخيل قائلاً: عارف عارف...الانسان دة بيحس بالمهانة والزل لابعد الحدود...ولو كانت الام جسدة شنيعة ولكنها تنتهى مع الوقت...فالالام روحة ونفسة رهيبة لا تقاس ولا تنتهى أبداً..أنهم يزرعون الالام والحقد فى أرض هذا المعذب المهانة أدميتة....

شمروخيل: طب ..مش كفاية كدة وياللى بينا على الساحة التالتة..أركب...هيا

الصياد: حاضر

وفعلاً ركب الصياد فى مكانة على أكتاف شمروخيل الذى قال قولتة الشهيرة: أمسك كويس

....هيلا...هووووووب

آخر تعديل بواسطة صائد الذباب ، 09-02-2006 الساعة 04:00 PM
الرد مع إقتباس