العودة من بين الموتى :
ولكن ماذا عن مئات الناس الذين عادوا من بين الموتى ؟ إننا نقرأ عنهم يومياً على صفحات الصحف . أولئك الناس الذين صدرت شهادة طبية بوفاتهم بواسطة رجال لهم وظائف رسمية في مجال العمل بالصحة وعادوا بالصدفة إلى الحياة ، لم يكونوا قد حضرتهم الوفاة في حقيقة الأمر بالمعنى المعروف للوفاة والبعث بعد الوفاة . إن أطباءنا قد أخطأوا وسوف يستمرون في ارتكاب الأخطاء . ولا سبيل إلى تجنب ذلك . ولكنني أريدك أن تلحظ كلمة ميت الموجودة بصفحة 63 وكلمة " الجثة " الموجودة بصفحة 22 .
وكلمة " الصلب " الموجودة بصفحة 58 كل هذه الكلمة بين علامتي تنصيص أي شولات . وبهاتين العلامتين يوضح لنا رجل الصحافة الماهر أن " الميت " ليس بميت وأن " الجثة " ليست جثة ميت وأن عمليات " الصلب " ليست عمليات صلب فعلي ولكن عمليات تشبه الصلب وتمثله ( كما في المسرح ) لكنه ليس صلباً حقيقياً ( كذاك الذي كان يمارسه الرومان تنفيذاً لأحكام الإعدام ) إنهم كانوا موتى " زُعم موتهم " وكانوا " جثثاً مزعومة " وكانوا " ممثلي عملية صلب " . ولكن من وجهة نظر العاملين بالصحافة ، فإن تعبير " مزعوم " يقلل من مبيعات الصحف . ( أي أنهم ينشرون الخبر على أساس أنه حقيقة ثم ليكتشف القارئ بعد ذلك ما يشاء ) لكن الشغل شغل ! ولذلك يستخدمون " … " الشولات . وفي حقيقة الأمر ، لا يموت الإنسان مرتين . ولا يهم – إزاء هذه الحقيقة – عدد شهادات الوفاة التي تحرر له .
وتستمر الرواية :
وإذ تظن مريم المجدلية يسوع في تنكره ، تظنه البستاني ، فإنها تقول : " يا سيد إن كنت أنت حملته فقل لي أين وضعته .. " ( يوحنا 20 : 15 ) .إنها لا تبحث عن جثة . ( لو كانت تبحث عن جثة لاستخدمت ضمير غير العاقل it في الإنجليزية ولكنها استخدمت ضمير العاقل him ) وهي إذن تبحث عن إنسان حي . وهي تريد أن تعرف أين " أرقده " ( وفعل يرقد شخصاً ليستريح لا ليستخدم لغير الأحياء ) وهي لم تقل له " أين دفنته ؟ " ( يوحنا 20 : 15 ) .
تأخذه معها ؟ أين ؟ ماذا تفعل بميت ( عندما تأخذه معها ) ؟ كانت تستطيع فقط أن " تدفن " الميت . من يحفر القبر ؟ إن حمل جثة قد يكون في مقدور امرأة أمريكية متحررة متجبرة ، لكنه ليس في مقدور يهودية مرفهة كي تحمل جسماً ميتاً يزن ما لا يقل عن مائة وستين رطلاً . إن هذا الثقل بالإضافة إلى 100 رطل من المواد المصاحبة يصل إلى ثقل 260 رطلاً . وحمل هذا الثقل شيء ودفنه شيء آخر . إن محاولة يسوع مداورة هذه المرأة قد ذهب إلى حد بعيد .
ولم تكن المرأة قد استطاعت أن تكتشف التنكر بعد . وكان يسوع في موقف يسمح له أن يضحك ( لو شاء الضحك ) لكنه لم يستطع أن يتمالك نفسه أكثر من ذلك . يندفع قائلاً : " مَرْيَمْ ! " كلمة واحدة ! لكنها كانت كافية . فعلت كلمة مريم ما لم تفعله كل الكلمات السابقة . مكَّنت مريم من أن تتعرف على " سَيِّدِهَا " ولكل امرئ طريقته في نداء الأقربين إليه . إن طريقة نطقه للحروف جعلت مريم تجيب " سيدي . سيدي " وتتقدم وقد أطار صوابها الفرح لتمسك بسيدها وتقدم بين يديه فروض تبجيلها له . لكن عيسى يقول لها : " لا تلمسيني " .
أسئلة مطمئنة :
ولم لا ؟ هل هو حزمة مكهربة ، أو مُولِّد كهربي لو تلمسه تصعق ؟ كلا ! " لا تلمسيني ! " لأنها ستسبب له ألماً . ورغم أنه كان يبدو على ما يُرام من كل الوجوه إلا أنه كان قد خرج تواً من تعامل جسمي وروحي عنيف . وربما يكون مؤلماً إلى حد يفوق احتماله لو سمح لها ( أن تتعامل مع المناسبة بكل عنفها مما ينعكس على طريقتها معه ) ( ) . ويستطرد يسوع في كلامه إلى مريم ويقول : " … لأني لم أصعد بعد إلى أبي " ( يوحنا 20 : 17 ) .
ولم تكن مريم المجدلية عمياء .. كانت تستطيع أن ترى الرجل واقفاً أمامها . فماذا يعني بقوله : " لم أصعد بعد " – يصعد إلى أعلى – عندما كان واقفاً " على الأرض " أمامها بالضبط ؟ إنه في الحقيقة يقول لها إنه لم يبعث من بين الموتى وبلغة اليهود ، وباستخدام تعبير اليهود : " لم أمت حتى الآن " إنه يقول : " إنني حي " .
" فلما سمع أولئك ( الحواريون ) أنه حي وقد نظرته ( أي مريم المجدلية ) لم يصدقوا " .
( مرقس 16 : 11 ) .
13 الفصْل الثاني عشرْ وَلَمْ يُصَدِّق الحَواريُّون
رحلة إلى عمواس :
وفي نفس ذلك اليوم في الطريق إلى بلدة عمواس ، يرافق يسوع اثنين من تلاميذه ويتسامر معهم لمسافة خمسة أميال دون أن يتعرفوا عليه ! يا له من فن متقن ! وعندما وصلوا غاية طريقهم يقنعون السيد أن يتناول معهم الطعام . يقول القديس لوقا : " فلما ( ) اتكأ معهما أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما " ( لوقا 24 : 30 ) .
ومن طريقته في تناول وكسر الخبز ( أي الطريقة التي بارك بها الخبز ) " تفتحت عيونهم " فهل كانوا قد مشوا من أورشليم إلى عمواس مغمضي العيون ؟ كلا ! إننا نعلم من حيث يخبروننا أنهما تعرفا عليه فحسب من هذه البادرة ( طريقته في مباركة الخبز ) . ويستمر لوقا في قصته وأنه عندما تعرفوا عليه " اختفى عن أنظارهم " فهل لعب يسوع لعبة الحاوي الهندي بالحبل ؟ ومن فضلك لا تأخذ الأمر مأخذ الهزل والدعاية ! ماذا يعني أنه انصرف . يعني أنه توارى عن أنظارهم .
تشكك غير معقول :
مضى رفيقاً " يسوع " في الرحلة إلى " عمواس " ، مضيا إلى تلك الحجرة العلوية حيث كان الحواريون " وذهب هذان وأخبرا الباقين فلم يصدقوا ولا هذان " ( مرقس 16 : 13 ) .
ماذا دها أولئك الحواريين ؟ لماذا يحاذرون أن يصدقوا ؟ ما مشكلتهم ؟ المشكلة أنهم يواجهون بالدليل على أن يسوع حي ! وأنه لم يبعث من موت . ( هو إذن في وجوده ليس ذا طبيعة روحية ) ولكن الدليل على أنه هو هو نفس يسوع بجسمه الحي ( الذي لم يمت ) بلحمه وعظمه كأي منهم ! يأكل الطعام متنكراً – لكنه ليس ذا طبيعة روحية ، ولا هو شبح من الأشباح . ( وذلك بالتحديد ) هو ما لم يصدقوه . ولو كانوا قد خبِّروا أن مريم المجدلية كانت قد شاهدت شبح يسوع ، لكانوا قد صدقوا . ولو كان رفيقا يسوع قد أخبرا أنهما شاهداه كشبح ليسوع لكانوا بالتأكيد قد صدقوا ذلك . كانوا أناساً من أولئك الذين يزعمون أنهم شاهدوا الأشباح تتلبس الخنازير ، وتحول ألفين منها إلى حطام . ( مرقس 5 : 13 ) كانوا يزعمون أنهم كانوا قد رأوا الأشباح تدخل الأشجار وتصيبها بالجفاف من جذورها في غضون ليلة واحدة . ( مرقس 11 : 20 ) كانوا وكأنهم قد شاهدوا " سبعة شياطين " تخرج من مريم المجدلية ( مرقس 16 : 9 ) كل ذلك كان طبيعياً فـي عصرهم : الأرواح والأشباح والشياطين ! كانوا يستطيعون أن يصدقوا ما كان شائع القبول في ذلك الوقت وذلك العصر . ولكن يسوع على قيد الحياة ؟ يسوع ذو طبيعة بشرية ؟ كرجل هرب من أربطة الموت ؟ كان ذلك أثقل مما يمكن أن يتحمله ضعيف إيمانهم .
(أ) مريم المجدلية تشهد أن يسوع حي ! .
(ب) التابعان رفيقا الطريق إلى عمواس يشهدان أنه حي ! .
(ج) تقول الملائكة أن يسوع حي . ( لوقا : 24 – 23 ) .
(د) رجلان كانا يقفان ( قرب النسوة في صحبة مريم المجدلية ) يقولان لهن " لماذا تبحثن عن الحي بين الموتى ؟ " ومعنى ذلك أنه حي . ( لوقا 24 : 4 - 5 ) .
ومع كل ذلك لن يصدقوا !! فهيا لنرى ماذا كانوا سيصدقون قول " ربهم وسيدهم " الخاص بهم في الفصل التالي .
14 الفصْل الثالِث عشر وَلَمْ يَكن يَسُوع شَبَحاً
|