عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
دور الحكومات الغربية و العالم الحر:

و من الجدير بالذكر أن هذه الحلول الثلاثة تتضمن دورا للحكومات الاجنبية الغربية سواء في الضغط على الحكومة المصرية (الحل الأول) ، أو مساعدة الحركات القبطية المسلحة (الحل الثاني)، أو فتح أبواب الهجرة للأقباط (الحل الثالث) ، فكيف ننال العطف العالمي و التأييد الدولي من أجل قضيتنا العادلة؟ قضية شعب مسحوق لمدة 14 قرن دون أن يجرؤ على فتح فاه للشكوى إلا حديثا. الحقيقة أنه لابد من الاستفادة من التجربة اليهودية و التي تتضمن ثلاثة محاور أساسية، اعلامي و سياسي و مالي.
المحور الاعلامي (للتأثير على رجل الشارع الغربي):
لكي يسمع العالم عنا ، كان ينبغي عقد المؤتمرات و إلقاء المزيد من الضوء على ما يحدث داخل أسوار مصر للعالم الخارجي ، و هذا هو ما فعله "عدلي أبادير" ، وما سوف يفعله في الكثير من المؤتمرات القادمة ، و لكن هذه المؤتمرات لا تكفي ، فالآلة الاعلامية القبطية هزيلة ، ينقصها التمويل ، و الوصول إلى رجل الشارع الأوروبي و الأمريكي شبه معدوم ، وهنا يأتي دور أقباط المهجر ، و مرة أخرى لا تكفي المظاهرات أمام البيت الأبيض ، أو أمام مبنى الامم المتحدة ، لابد من انشاء شبكة من الاعلام القبطي القوي داخل المؤسسات الغربية ، شبكة من القنوات الفضائية التي تخاطب الشعوب الأوروبية بلغاتها الأصلية ، و تنقل الفكر القبطي إلى الساحة العالمية ، و أيضا شبكة من دور النشر تتولى ترجمة الكتابات القبطية إلى العالم ، و أيضا ترجمة الكتب الاسلامية المعتم عليها إلى الشارع الغربي ، و المثل واضح في القضية اليهودية ، فمن خلال الأفلام و الكتب و الاعلام و التغلل إلى داخل المؤسسات الاعلامية الغربية ، لا يوجد أمريكي أو أوروبي لم يسمع عن الهلوكوست ، و لكن كم منهم سمع عن ملايين الاقباط الذين استشهدوا ومازالوا يستشهدون على حقبات مختلفة من التاريخ الاسلامي ، ومن التاريخ ينبغي أن نتعلم ، لا ينبغي أن نضع البيض كله في سلة واحدة ، و لا ينبغي أن نركز على الولايات المتحدة و نتجاهل اوروبا ، أو العكس ، بل لنفتح قلوبنا للعالم كله ، لا ينبغي أن نموت في صمت ، بل لنجعل موتنا و موت أجدادنا شهادة للعالم .
المحور السياسي (للتأثير على رجل السياسة الغربي):
و من ناحية أخرى لابد من الوصول إلى صناع القرار في الحكومات الغربية ، كما فعل الناشط مايكل منير بانضمامه إلى الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة ، و لابد من تكوين لوبي قبطي قوي ، يعرف كيف يلعب دورا أساسيا في الانتخابات الأمريكية أو الأوروبية ، لابد لهذا اللوبي ، أن يشعر الحكومات الغربية بأن وجود أقلية قبطية في قلب العالم العربي و الاسلامي لازم ومهم للمصالح الغربية عامة و الأمريكية خاصة ، و أن وجود الأقباط في مصر لازم و هام للتوازن السياسي في المنطقة.
المحور المالي (للصرف على هذه الأنشطة):
و هنا يتحدد مدى نجاح الجهود المبذولة للقضية القبطية ، فأي قضية لا يريد شعبها في اعطاء الاموال من أجلها هي قضية ميتة . و مرة أخرى يظهر أمامنا المثل اليهودي واضحا ، فقد كان من أهم عوامل نجاح اليهود في احياء قضيتهم ، هو رغبتهم الصادقة في تحويل أموالهم من أجل القضية اليهودية ، وفي هذا يفتقر الأقباط. فمعظم الجالية القبطية في المهجر لا تفكر إلا في مصالح شخصية و عائلية دون التفكير و لو لثانية واحدة من التبرع بالأموال من أجل أقباط الوطن المسحوقيين . وهذا يجب أن يتغير ، لأن الصرف على القضية القبطية هو الضمان الوحيد لسلامة الأقباط في هذا الوقت الحرج الذي أخرجت فيه الحكومة المصرية مئات الأخوان المسلمين من السجون ، و سمحت لهم بالدخول بحرية في الانتخابات البرلمانية ، و المؤشرات تدل على بدء عصر جديد من اللعب بالنار كما فعل السادات ، و كأن مبارك لم يتعلم الدرس ، و حتى يتعلم الدرس لابد من الأقباط أن يدفعوا مزيدا من الثمن ، و هذا يشمل أهالى أقباط المهجر و عائلاتهم المحاصرة في أرض الكنانة. فمن يهرب من المسئولية سوف يدفع الثمن في أهله و أقربائه ، و من يظن أنه قد هرب إلى الخارج فلا ضرر و لا ضرار ، سوف يدرك بعد فوات الآوان أن كل فرصة أضاعها في أنانية و ذاتية ، كانت فرصة حقيقية لإنقاذ ذويه من مخالب الشيطان الاسلامي.
****
أخيرا أستطيع أن أؤكد أن الحلول السياسية المقترحة وحدها قد لا تكفي من أجل الهدف المنشود ، وهنا يأتي دور الحلول الدينية ، فالنهضة الروحية للشعب القبطي و العودة القوية للتبشير بالمسيح تمثل أقوى عوامل التحول لصالح القضية القبطية. و كما قلت سابقا أن المسيح قادر على تغيير شعوب .
الاسلام دين و دولة ، و لا يمكن التحاور معه سياسيا فقط ، و لكن دينيا أيضا ، ففضح الأصول الدموية للاسلام ، و فضح الأوهام المزيفة للعدالة و السلام في المنظومة الاسلامية ، و فضح فظائع الاسلام و المذابح التي ارتكبها في حقوق الشعوب المحتلة ، و طمسه لمعالم الحضارات القديمة من بابلية و كلدانية و فرعونية و هندية و فارسية ، و قيامه على أنقاضها ، كل هذا لابد و أن يعلن ، و لابد أن نفتح القبو لتخرج الخفافيش ...
لابد أن يدرك المسلمون أن أجدادهم دخلوا الاسلام تحت تهديد السيف أو عدم القدرة على دفع الجزية ، لابد أن يدركوا أنهم و أجدادهم وقعوا ضحايا هذا الدين الشيطاني.
و هذا هو ما سنناقشه في المقال القادم .. حول القضية القبطية و الحلول الدينية و مزيد من الأمل.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس