عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=51556
القضية القبطية (3) : اعلان الحرب الروحية على الاسلام



ابراهيم القبطي
mideast_spirit@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 1391 - 2005 / 12 / 6


أفسس 6: 11-20
اخيرا يا اخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته.
البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس.
فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات.
من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا.
فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر
وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام.
حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة.
وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله.
مصلّين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين
ولاجلي لكي يعطى لي كلام عند افتتاح فمي لاعلم جهارا بسر الانجيل.
الذي لاجله انا سفير في سلاسل.لكي اجاهر فيه كما يجب ان اتكلم
****
لم أستطع أن أبدأ مقالي الثالث و الأخير عن القضية القبطية دون أن أطلق سيف الروح "كلمة الله" لأعلن الحرب الروحية على الاسلام ، ففي المقال الأول طرحت مقدمة عامة عن اسباب الأمل و أن التيارين السياسي والديني بقيادة الاستاذ عدلي أبادير و القمص زكريا بطرس يمكن أن يمثلا نواة قوية لحل أزمة الانسان القبطي المعاصر ، ثم تطرقت في المقال الثاني عن بعض الحلول السياسية ، و تركت للعقل العنان المقنن ، واقترحت ثلاث اختيارات اساسية ، الأول هو الحل المبني على المفاوضات و الضغط على الحكومة المصرية ، أو الثاني وهو المواجهة الكاملة و الانفصال بدول قبطية تقوم على الديمقراطية ، أو الثالث وهو الهروب الكامل و التهجير للراغب من الأقباط إلى المجتمع الغربي ، و طرحت اقتراحات للتنفيذ ، مع التأكيد أنها ليست كل الحلول المتاحة ، فمن الممكن اقتراح مزيد من الحلول الهجين من حلين أو أكثر منها، و أنني كذلك لا أملك التقرير في أيها أفضل من الآخر ، فالاختيار للأقباط. للمزيد راجع المقالين الأول و الثاني في الحوار المتمدن.
المقال الأول: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=49128
المقال الثاني: http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=49881
و اليوم أطرح القضية القبطية من وجهة النظر الروحية و الدينية ، فالقارئ للحلول السياسية التي اقترحتها سيجد الكثير من الألم و كثير من الصراع ، وهذا هو أساس السياسة القائمة على المصالح و العلاقات و اللاأخلاق ، ولا حل حقيقي للأقباط و مسيحيي الشرق الأوسط عامة دون عناية السماء و اللجوء للمسيح و من هنا جاء المقال الثالث.
****
لمحة تاريخية سريعة :"انظر من أين سقطت و تب" (رؤيا 2: 5)

لعل القارئ للتاريخ يلاحظ أن بداية التفكك الطائفي الذي نعانيه كمسيحيين بدأ مع لحظات الانتصار السياسي للكنيسة الأولى ، فقد عانت الكنيسة الأولى من الاضطهاد المتعنت و القاسي من أباطرة الرومان ، و الذي استمر متقطعا لمدة الثلاث قرون الميلادية الأولى ، و بلغ الاضطهاد قوته في عصر دقلديانوس الامبراطور (284- 305م) عندما أمر بإحراق الكنائس والكتب المقدسة وحرمان كل مسيحي من الحقوق المدنية ، و بعد عصر اضطهاد مرير للكنيسة مات فيه الكثير من الشهداء ، كان ختام حياته باعتزال الحكم نتيجة الاصابة بلوثة عقلية.

بعد هذا العصر مباشرة جاء الامبراطور قسطنطين ليحكم ما يقرب من 30 عام (306-337 م) ، اعتنق فيها المسيحية ، و تحولت المسيحية إلى الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية ، و على الرغم من أن الاقباط و سائر المسيحيين يعتبرون هذا انتصارا للمسيحية ، و لكن المدقق للتاريخ يلاحظ أنه كان انتصارا سياسيا لا روحيا .

فعلى مدى الثلاث قرون الأولى حاول الرومان اخضاع الكنيسة وفشلوا و استمرت الكنيسة واحدة جامعة رسولية يحكمها الروح القدس ، و انهارت حصون الرومان السياسية و الحربية تحت ضربات الروح و قوة الايمان المسيحية ، و أنهار من دماء الشهداء ، و في اللحظة التي تحولت فيها المسيحية إلى ديانة رسمية للامبراطورية ، بدأت تظهر الخلافات بين الكنائس و بدأ الصراع على رئاسة الكنيسة ، و بدأت المجامع المسكونية في الظهور ، و لم يمض أكثر من 150 عام بعد قسطنطين حتى انشقت الكنيسة -السياسية لا الحقيقية(1)- إلى شرق و غرب في مجمع خلقدونية 451م (المجمع المسكوني الرابع) ، و على الرغم من المجامع المسكونية الثلاث الأولى ساعدت على بلورة الايمان المسيحي ، إلا أن الاحداث في كواليس هذه المجامع كانت تنذر بخلاف سياسي بين الكنائس ، و صراع حول من يرأس الكنيسة في العالم (2).

و مرة أخرى تتأكد مقولة المسيح أن "اعطوا إذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله" (متى 22: 21) ، فالكنيسة لا يمكن أن تكون مؤسسة حكومية يحركها قيصر ، و المسيحية لا يمكن أن تكون الديانة الرسمية ، ومن المثير للألم و السخرية معا أن المباحثات اللاهوتية بين كنائس الشرق (الكنيسة القبطية و الأرمنية و السريانية –اللاخلقدونيون) و بين كنائس الغرب (روسيا و اليونان و انطاكية –الخلقدونيون) اليوم أكدت أن الخلاف بين الكنائس منذ 15 قرن لم يكن لاهوتيا و أنما لفظيا (3) .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس