
01-03-2006
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
الإقامة: My mind
المشاركات: 615
|
|
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu...1.HTM&DID=8777
بـريــد الأهــرام
43549 السنة 130-العدد 2006 مارس 1 غرة صفر 1427 هـ الأربعاء
بصراحة أشد!
نشر بريد الأهرام رسالة للاستاذ هيثم ثروت تحت عنوان بصراحة شديدة يقول فيها: اننا قد اعطينا الفرص طويلا وطويلا للاشتراكية مرة والرأسمالية مرة أخري, وجربنا كل المناهج والايديولوجيات واعطيناها فرصة الحركة والعمل فلماذا لانصبر قليلا ونعطي الفرصة لشرع الله ومنهج الله لكي يكون حكما بيننا وحلا لمشكلاتنا وأزماتنا الاقتصادية والاجتماعية, وأرجو ان يتسع صدر بريد الأهرام للرأي الأخر:
أولا: ان مقارنة الدين الإسلامي بالاشتراكية والشيوعية والرأسمالية كحكم وأسلوب لحل ازماتنا الاقتصادية والاجتماعية وغيرها هو في واقع الأمر تصغير من شأنه ووضعه في موضع لا يرضاه أي غيور علي دينه, فالاشتراكية والشيوعية عندما فشلتا في حل مشكلات الشعوب سقطتا في غياهب التاريخ وتعرضتا للتحقير والانتقادات, فهل يرضي أي عاقل بأن نعرض الاسلام لهذه التجربة أمام العالم كله بقولنا ان الإسلام سيحل مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية؟! فاذا فشل ساعتها أي شعب مسلم في حل مشاكله فمعناه والعياذ بالله فشل للدين الإسلامي!! والأمثلة واضحة أمامنا في أفغانستان والسودان, فلقد أعلنت جماعة طالبان عندما استولت علي حكم أفغانستان انها ستحكم بشرع الله وحكم الله ووقف العالم كله يراقب, وإذا بهم يتسبقون في كل المصائب والأهوال التي اذاقوها للشعب الأفغاني وشكلوا اسوأ دعاية للإسلام,وفي السودان أعلن النظام الحاكم انه سيطبق مفهومه لشرع الله وحكم الله, واذا بالسودان يتمزق بين شمال وجنوب وشرق وغرب, وتزهق ارواح الملايين من ابنائه في حرب أهلية بشعة, وربط العالم كله للأسف بين ماحدث وبين الإسلام وهو منها براء.
ان مشكلات الشعوب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لاتنتهي ولن تنتهي فلا يصح ابدا ان نقحم الدين في تجارب اقتصادية واجتماعية معرضة للنجاح والفشل والانتقادات والتحقير.
ثانيا: اذا فرضنا أن قيمة الدين ـ اي دين ـ تكمن في حل المشاكل والأزمات الاقتصادية وفي تقدم الشعوب التي تؤمن به, فلماذا لم تدع الدول الأوروبية والأمريكية ان سبب تفوقها الاقتصادي والتكنولوجي هو إيمان شعوبها بالديانة المسيحية؟! وهل يمكن لأي صيني أو ياباني ان يدعي ان سبب تفوق بلده العلمي والاقتصادي هو إيمانه بالديانة البوذية؟! وما الذي يتركه هذا الفرض ـ ان صح ـ لنا كمسلمين؟! لابد ساعتها ان نسارع بترك ديننا الإسلامي واعتناق المسيحية أو البوذية التي جعلت شعوبهما تتفوق اقتصاديا وصناعية وعلميا!! طبعا هذا لن يحدث, لأن العاقل يدرك ان الشعوب جميعها تمر عبر الأزمنة بفترات هبوط وصعود ااقتصادي وعلمي واجتماعي في دورات تاريخية لاصلة لها من قريب أو بعيد بأي دين. والإيمان بالله والأديان لايتعلق ولايرتبط بالتقدم العلمي أو الاقتصادي. فقد يكون الإنسان فقيرا أومحدودا علميا ولكنه مؤمن بالله ورسله ويشعر بالسعادة والطمأنينة, وقد يكون في اوج قوته المالية والاقتصادية ولكنه تعيس ولايشعر بطمأنينة الإيمان. فالإيمان بالله ورسله لاشأن له بالتقدم أو التأخر الاقتصادي والعملي للشعوب والأفراد, وكما قال رسولنا الكريم انتم أدري بشئون دنياكم
مهندس محمد الكفراوي
|