رائع يا عزيزي.. رائعٌ ما تقول..
سألفت النظر أولاً أنك تحدّثت كمسيحي (عادي) في المثالين..
كمسيحي (يسعى إلى الكمال) فمن المفترض أنك ستسامحه دون أية إحتمالاتٍ أخرى..
هنا تتضح روعة المسيحية.. فهي وإن أوصتك بالتسامح مع أوريجانوس اللعين الذي ركلك.. إلا أنها لم توصك أبداً بأن تتساهل في حقوق الآخرين وتجبرهم على التسامح مع أوريجانوس الذي ركلهم..
بالمثل في كل وصايا المسيحية..
أوصتك أن تحوّل خدك الآخر للذي لطمك..
لكنها لم توصك أن تحوّل خد أمك العجوز عندما يلطمها أحدهم..
أوصتك أن تعطي الرداء لمن يطلب ثوبك..
لكنها لم توصك أن تعطي بلادك للمحتل الذي يطلب أرضك..
كخطِ عريض.. فالمسيحية هي علاقة "شخصية" مع الله.. (لا علاقة لها بالعالم)
كل الوصايا والتعاليم الرحيمة.. منصبّة حينما تكون أنت المتضرر..
أما حينما يقع الضرر على الآخرين.. فحينئذ يكون العدل هو الموصى به (بلا تسامح) "مبرئ المذنب، ومذنّب البرئ، كلاهما "مكرهة" للرب"
العلمانية كمذهب فكري لا تعني سوى عدم أخذ الأحكام السياسية (مثل وضعك كقاضي في المثال السابق) بمعطيات مبنية على التمييز الديني..
بمعنى لا يوجد مسيحي أو مسلم أو هندوسي أمام القاضي.. يوجد فقط شخص تؤلمه مؤخرته، وأوريجانوس هو الفاعل.. (بدون نظر لأديان الراكل أو المركول من أصله)
وبالطبع هذا قمّة العدل.. وهو أساس راسخ في المسيحية (الله كلّي العدل) لذا لا تواجه المسيحية مشكلة في هذا بل تسعى له..
الأمر مختلف مثلاً في الإسلام.. فلا يقتل مسلم بذمي مثلاً.. (هنا تم إختلال العدل نظراً للدين، والعلمانية تحارب هذا)
هممم.. أرى أني تأخرت عن موعدٍ هام.. سأكتفي بهذا الآن..
إحترمي..
|