
22-03-2006
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
|
|
هل بنى البابليون مكة والمدينة؟!
بصراحة، أعجبنى هذا البحث، ولكن لم أعرف أين أضعه فى المنتدى فهو بحث تاريخى
لذلك ققرت وضعه فى المنتدى العام حتى إشعار أخر
http://www.mesopotamia4374.com/adad7/13.htm
هل بنى البابليون مكة والمدينة؟!

هذان موضوعان يكشفان عن الجانب الغامض من تاريخ الجزيرة العربية، واصل العرب المستعربة(العدنانية)، ودور مدينة (التيماء) في نقل اهل العراق وحضارتهم الى الجزيرة، وعن الفرضية التي تقول ان اهل بابل الهاربين من الغزو الايراني الأخميني، هم من بني مدينة يثرب(المدينة المنورة) ومكة، وان القريشيين من اصل بابلي !!
ـــــــــــــــــ
التيماء في النصوص المسمارية
د.هديب غزالة/ رئيس قسم الآثار / جامعة بابل
hudeibghazala@yahoo.com

لوح طيني مسماري
تعود الصلات بين بلاد النهرين والجزيرة العربية الى ما قبل عصر الكتابة أي الى العصور المعروفة بأسم عصور ما قبل التاريخ. وقد جلب سكان وادي النهرين من بعض اجزاء الجزيرة العربية بعض الاحجار والمعادن منذ اقدم الازمنة، فمن ذلك النحاس الخام من الجزء الجنوبي الشرقي منها والمعروف حالياً عُمان والذي ورد اسمه في النصوص العراقية القديمة باسم (مَجان) وبقي هذا الجزء من الجزيرة مصدراً للنحاس في العصور التاريخية التي دونت اخبارها، كما جلب العراقيون الاقدمون الحجر البركاني المعروف بالحجر الاوبزيدي. ومن الجدير بالاشارة هنا الى ان الجزيرة العربية تمتعت باتصالات تجارية مهمة مع مصر ولذلك فأن من الممكن تشبيه الجزيرة العربية بوتد كبير يقع بين اقدم موطنين حضاريين هما وادي النيل ووادي النهرين ومما لاشك فيه ان تكون قد تأثرت بهذين المركزين الحضاريين عبر مختلف العصور التاريخية.
تيماء ودورها في الصلات الحضارية:
تقع مدينة تيماء في المملكة العربية السعودية وسط واحة قرب الطرف الشمالي الغربي من بادية نجد في شمال الحجاز على الطريق الذي يربط بين خليج العقبة والبتراء غرباً والخليج العربي شرقاً وتمر بها قوافل الراحلين من الشام الى اليمن في الجنوب وتوسطها بين مكة والشام من جهة وبين بابل ومصر من جهة اخرى وقد اكتسبت بفعل هذا الموقع المتميز مكانة واهمية خاصة عبر مختلف العصور التأريخية وفضلاً عن هذا فأن ارض تيماء ارض خصبة وكانت تزرع فيها اشجار النخيل بكثرة وهي ذات مياه غزيرة اذ انها تعتمد في الري على مياه بئر (هداج) وعلى بعض المجاري المائية الطبيعية الاخرى مثل قنوات الحسينية وخويلد والروشام.
تشير النصوص العراقية القديمة بأن لتلك الواحة صلات حضارية مع بلاد النهرين تعود بتأريخها الى زمن الملك الآشوري تجلاثبليزر الثالث (744-727 ق.م) اذ نقرأ في حوليات هذا الملك انه قام بمحاربة المدن والقبائل العربية مثل مساي (Masai) وتيماء (Temai) وسابيا (Sabaai) وخيافة (Haiapai) وبدانيا (Badania) وتسلم هدايا الطاعة والولاء منهم.
وقد توالت بعد ذلك الاشارات الى حملات الملوك الآشوريين ومنهم سرجون الثاني (721-705 ق.م) اذ يذكر في نصوصه بقيامه بدخول منطقة شمال غرب الجزيرة العربية وتسلمه هدايا الطاعة والولاء من القبائل العربية القاطنة في تلك المنطقة والتي كانت من بينها ثمود وقد استمرت سيطرة الآشوريين على مناطق شمال الجزيرة العربية في عهد كل من الملكين سنحاريب (705-681 ق.م) وآشور بنيبال (669-627 ق.م) بهدف فرض السيطرة المباشرة على المراكز التجارية فيها وهذا ما نستشفه من خلال النصوص المسمارية التي جاءتنا من عهد هذين الملكين.
البابليون في تيماء
وفي عهد الدولة البابلية الحديثة (626-539 ق.م) اولى البابليون اهمية كبيرة بهذا الواحة وخصوصاً في عهد ملكهم الاخير نبونائيد (556-539 ق.م) اذ قام بحملة عليها في عام (549 ق.م) واتخذ منها مقراً لاقامته لفترة طويلة من حكمه امتدت عشر سنوات حيث بنى لنفسه قصراً اشار اليه في نصوصه:
(بأنه كالقصر الذي شيده نبوخذ نصر الثاني في بابل، وجعل تيماء مدينة زاهرة)
وفي الحقيقة ان تيماء كانت تمثل العاصمة الحقيقية للامبراطورية البابلية بعد ان ترك نبونائيد ابنه بيلشاصر يحكم نيابة عنه في بابل. ومن النصوص المهمة التي ترشدنا الى معرفة الكثير عن هذا الاستقرار للعاهل البابلي في تيماء مسلتان تم الكشف عنها في مدينة حران الواقعة في جنوب تركيا اذ انهما تشيران الى ان نبونائيد بسط نفوذه على باقي مدن شبه الجزيرة العربية ونقرأ ما نصه:
(ولكنني ابعدت نفسي عن مدينة بابل على الطريق الى تيماء ودادانو وباداكو وخيبر واياديخو وحتى يثربو، تجولت بينها هناك مدة عشر سنين لم ادخل خلالها عاصمتي بابل).
ان المدن المذكورة آنفاً تعد من اشهر مناطق الواحات في الجزيرة العربية اذ انها تحتل مراكز رئيسة على طريق التجارة الرئيس القادم من جنوب الجزيرة العربية والمعروف بأسم (طريق البخور) وقد كشف في بعضها عن آثار وكتابات تؤكد الاهمية التجارية والتي كانت تتمتع بها هذه المدن على طريق التجارة العربية الجنوبية، ويمكن القول ان نبونائيد اقام مستوطنات من الرعايا البابليين في تلك الواحات التي سيطر عليها وقد استطاع هذا الملك خلال وجوده في تيماء من عقد علاقات دبلوماسية طيبة مع القبائل العربية وبلاد مصر وان يحافظ على علاقاته الجيدة مع الميديين في بلاد ايران وقد ساد السلام المنطقة طيلة اقامة نبونائيد في تيماء حيث كان يستقبل وفود تلك الاطراف في قصره الذي بناه في تيماء اذ نقرأ في نصوصه:
(جعلت ملك مصر وعاصمة الميديين وبلاد العرب وكل الملوك المعادين يرسلون مبعوثيهم امامي عارضين السلام والعلاقات الحسنة).
ولهذا فقد افرزت اقامة العاهل البابلي في تلك الواحة نتائج حضارية اذ انعكست التأثيرات البابلية على الاعمال الفنية التي تم الكشف عنها في هذه المدينة فيما بعد ومنها مسلة التيماء التي تبدو فيها الطرز الفنية للفخار البابلي واضحةً فضلاً عن التأثيرات الاخرى التي ظهرت في الآثار المكتشفة في تلك المدينة بعد ان اصبحت جزءاً من الامبراطورية البابلية الحديثة.
ومن الجدير بالاشارة هنا ان البعثة الامريكية العاملة في تنقيبات مدينة نفر العراقية القديمة والتي كانت برئاسة الاستاذ مكواير جبسن قد عثرت على قالب طيني مفخور قياساته 7.9سم×19سم وسمكه في وسطه 3.5سم وعند طبعه لهذا القالب ظهرت صورة لشخص واقف يمسك بيده عصى طويلة ويرتدي قبعة مخروطية ذات نهاية مدببة وهذا القالب يشبه بطرازه الفني مسلة التيماء مما يؤكد الصلات الحضارية بين مدينة بابل وتيماء.
الاشكال 
المصادر
1- طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الجزء الثاني، بغداد، 1956.
2- طه باقر، "علاقات بلاد النهرين بجزيرة العرب"، سومر، المجلد الخامس، الجزء الثاني، بغداد، 1949.
3- فيليب حتي (وآخرون)، تاريخ العرب، بيروت، 1974.
4- صبحي انور رشيد، "الملك البابلي نبونائيد في تيماء"، سومر، المجلد الخامس والثلاثون، بغداد، 1979.
5- صبحي انور رشيد، "دراسة تحليلية للتأثير البابلي في آثار التيماء"، سومر، المجلد التاسع والعشرون، بغداد، 1973.
6- جارث بودن (وآخرون)، "التنقيبات الاولية في تيماء 1399هـ-1979م"، مجلة الاطلال، العدد الرابع، الرياض، 1980.
7- البشاري المقدسي، احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم، ليدن، 1909.
8- لطفي عبد الوهاب يحيى، العرب في العصور القديمة، القاهرة، 1978.
9- مؤيد سعيد، "صورة حديثة لنبونائيد ملك بابل"، سومر، المجلد الرابع والثلاثون، بغداد، 1981.
10- رضا جواد الهاشمي، آثار الخليج والجزيرة العربية، بغداد، 1984.
11- Macqueen, J.G. Babylon, Great Britain, 1964.
12- Luckenbel, D.D., Ancient Records of Assyria Babylonia, Vol. 2, Chicago, 1926.
13- Oppehim, L. Ancient Mesopotamia, Chicago, 1964.
14- Pritchard, J., Ancient Near Eastern Texts Relating to the old Testment, New Jersey, 1969.
15- Dougherty, R. “The Sealand of Ancient Arabia, New Haven, 1932.
Gadd, G.J. “The Harran In******ions of Nabonidus”. Anatolian Studies, Vol. 8, London, 1958
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
آخر تعديل بواسطة makakola ، 22-03-2006 الساعة 07:01 AM
|