دير القديس العظيم "أبو فانا" رهبان الدير يتعرضون الى اطلاق الأعيرة النارية الحكومة المصرية بدلا من حفظ الأمن تأمر بازالة مباني الدير
دير القديس العظيم "أبو فانا" هو واحد من أهم أديرة مصر وله قيمة تاريخية وأثرية كبيرة جدا. ويقع الدير على حافة الصحراء الغربية 4كم غرب بلدة قصر هور غرب اتليدم بملوي محافظة المنيا. وهذا الدير رغم قيمته الدينية والأثرية الكبيرة الا أنه يعاني من الاهمال من عدم رصف الطريق له، عدم دخول مياه الشرب، عدم دخول الكهرباء، عدم دخول التليفونات رغم التقدم بطلبات عدة لكل هذه الخدمات. يعاني هذا الدير أيضا من عدم تهدم السور الخاص به وقد تسبب ذلك في الآتي: 1- الدير عرضة للسرقة للنهب والاستيلاء على أراضيه من بعض الأهالي بموافقة الجهات الحكومية. 2- الآباء الرهبان وطالبي الرهبنة عرضة للخطر في كل وقت. وقد تعرض الدير والرهبان لاطلاق أعيرة نارية بغرض ارهابهم. قدر بعضهم عدد هذه الأعيرة بحوالي من 200 الى 300 عيار ناري منذ الأسبوع الماضي وحتى اليوم 20/3/2006 وقد عثر الرهبان على أكثر من 50 طلقة مقذوفة من أسلحة "آلية وعيار 9 وخرطوش". وقد احتفظ الرهبان بهذه الأعيرة في الدير.
أما العجيب فعلا فهو تعاطي الجهات الأمنية مع الأحداث. فنحن أمام رهبان تركوا العالم وعاشوا في دير للصلاة والعبادة. ويعيشون في دير له قيمة أثرية كبيرة جدا. وبلا خدمات كهرباء وهاتف ومياه... الخ. ولكن أن يتعرض هذا الدير لاعتداء كل معتدي فهنا تبدأ الكارثة. فمنذ الأسبوع الماضي يتعرضون لاطلاق الأعيرة النارية والارهاب. وهنا نسأل طبعا عن "رجال" الأمن.. أين هم؟ وماذا كان موقف الحكومة المصرية من هذا الاعتداء الآثم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أما موقف الحكومة المصرية فقد كان كالتالي: صدر قرار من رئيس مجلس مدينة ملوي بمحافظة المنيا اللواء/ سيد عبد المنعم بازالة مباني الدير. وقد صدق على قرار الازالة هذا المحافظ فؤاد سعد الدين بمحافظة المنيا هذا وقد تم ارسال قرار الازالة الى مركز شرطة ملوي لتنفيذ قرار الازالة!!!!!!!!!!!!!!! حقيقة ان الموقف جدي وفي غاية الخطورة ويستدعي التدخل الحاسم لوقف هذا الاعتداء الآثم والحفاظ على دير هو من أعرق أديرتنا وأثر تاريخي يجب أن تحافظ عليه مصر بل والعالم كله. يجب الحفاظ على أرواح الأبرياء الذين تركوا العالم من أجل الصلاة والعبادة وهم الآن يجمعون الرصاصات وأصبحوا يعرفون الآن أنواع الطلقات ومن أي سلاح خرجت. موقع الدير: يقع الدير فى الحاجر الغربى بقرب بلدة هور ويبعد عنها بحوالى أربعة كيلو مترات ، وتتبع هور مركز ملوى محافظة المنيا.
أهمية الدير: يرجح علماء الاثار ان يكون الدير من أوائل أديرة الصعيد بل ويعد من أقدم الأديرة فى العالم ، وقد صاحب انشاءه حركة الرهبنة الأولى، وكان يعد أهم تجمع رهبانى فى المنطقة، وقد كان عامراً بالرهبان الأتقياء والذين تزايد عددهم حتى زاد عن ألف راهب، وقد أسسه القديس أبو فانا اذ بدأ الرهبنة بالمنطقة فى القرن الرابع للميلاد، واستمرت الرهبنة مزدهره فيه حتى القرن الخامس عشر الميلادى، وقد استمرت الرهبنة قائمة فيه حوالى ألف سنة وهى أطول مدة استمرت الرهبنة فيه فى المنطقة ، لذلك لعب هذا الدير دوراً مؤثراً فى حياة الشركة الرهبانية فى هذه المنطقة من مصر العليا ، ومما زاد بالدير أهمية أن عاش فيه رهبان قديسون كثيرون ، وقد تخرج منه القديس الايغومانس (القمص) أنبا ابرآم الفانى (1321-1396م) الذى ترهبن بالدير وهو فى سن العشرين وقد بقى بالدير وحده ولم يغادره حتى عام 1365م وهذا التاريخ يعتبر بداية تدهور الدير ، كما تخرج منه اثنان من الآباء البطاركة هما البابا تاودسيوس البطرك (79) وكانت مدة رئاسته على السدة المرقسية بين عامى (1295 - 1300م) ، والبابـــــــا متـــاؤوس الأول البطــريرك (87) وهو المعروف باسم متى المسكين وكان قد ترهبن بدير أبو فانا وعمره أربعة عشر عاماً وقد جلس على السدة المرقسية فى الفترة بين عامى ( 1378 - 1408م ). تاريخ الدير:
لاشك أنه فى حياة القديس أبو فانا مؤسس رهبنة المنطقة قد بنيت كنيسة يجتمع فيها الرهبان الذين كان يتزايد عددهم باطراد ، لذلك فهى تعد من أقدم كنائس الأديرة فى العالم ولكن هذه الكنيسة ظلت تغمرها الرمال ، حتى أكتشفت حديثاً واقيم الدير وفيه الكنيسة الحالية فى القرن السادس الميلادى ، وظل عامراً برهبانه حتى أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادى حيث بدأت أحوال الدير فى التدهور خاصة بعد أحداث 1365م ، فهجره الرهبان ، وبعد ذلك تدهورت أحوال الدير ولم يقم فيه سوى عدد قليل من الرهبان فى القرن الخامس عشر الميلادى، ومنذ ذلك الوقت وكان الذى يهتم بالدير هم كهنة كنائس منطقة غرب ملوي ، وابتدأت الكثبان الرملية الغزيرة تزحف على الدير وقد زاره فى هذه الأثناء الأب سيكار سنة 1716 ، والأب يوليان سنة 1883م ، وذكر أن كاهن هور هو الذى كان يهتم بالدير ويقوم بالصلاة فيه . وابتدأت الرمال تغطى معظم مبانى الدير لمدة طويلة الى ان تمكن القمص متياس جاب الله كاهن كنيسة ابو فانا بقصر هور فى آواخر القرن التاسع عشر الميلادى من ازالة الرمال والكشف عن الدير واعداده للصلاة فيه. وصف الدير: أول المصادر التاريخية التى بين يدينا عن وصف الدير هو ما كتبه المقريزى ( المتوفى سنة 1441م ) فى خططه وذكر انحصار الرهبنة فيه وكتب فى وصف الدير: " دير أبو فانا بحرى بنى خالد وهو مبنى من الحجر وعمارته حسنة وهو من اعمال المنيا ويقع فى الحاجر تحت الجبل"
وفى سنة 1717م وضع الاب سيكار وصفاً للدير يذكر ما شاهده من الصلبان الكثيرة التى تزين حوائط الكنيسة وتمكن من قراءة كتابة باللغة القبطية فيها عبارة " خشبة الحياة " ، وهذا تقرير الاب سيكار بالفرنسية: " رحلت من هذه الاديرة يوم 15 نوفمبر لكى اذهب الى كنيسة الصليب الفخمة التى تسمى ايضاً دير ابو فانيوس أو الانبا فانيوس وهى نفسها التى أشار اليها " روفان كاهن اكيلية " فى مقالاته عن حياة القديسين المتوحدين كنيسة الصليب التى يسميها ايضاً اليونانيون دير الانبا فانيوس وهى تقع على بعد ست أو سبع فراسخ من ملوى اسفل جبل الغروب . وهى مزينة بأحد وعشرين عموداً من الرخام من الطراز القوطى . أحد عشر منهم فى صحن الكنيسة والعشرة الآخرون يحيطون بالهيكل. الحوائط مرسومة من أعلى الى اسفل بعدد لا يحصى من الصلبان برسومات مختلفة وبألوان يختلف كل منه عن الآخر الذى يشكل منظر ممتع للرؤية. لفت نظرى أحد الصلبان وفى أطرافه أربعة ورود مرسومة بشكل جيد جداً ويبدو أن هذه الورود مرسومة قبل القرن الثامن قبل فتح العرب لمصر بقيادة عمرو بن العاص ثانى خليفة للمسلمين لأن هؤلاء القادة لا يمكن أن يكونوا قد سمحوا للمسيحيين ببناء مثل هذه الكنيسة لممارسة عبادتهم فيها . وبحثت بدون جدوى فى جميع أنحاء الكنيسة عن مخطوط يفيدنى عن تقويمها او تاريخها فلم أجد الا فى قبة الهيكل الكبير وحول الصليب الكبير هاتان الكلمتان اليونانيتان بحروف كبيرة التى تعنى " خشبة الحياة " ، وهذا يعنى ان الدير كان فى حالة جيدة حتى عام 1717م. وفى سنة مجىء الحملة الفرنسية على مصر ( 1798 - 1801م ) وضع علماؤها وصفاً دقيقاً للدير وذكر فيه البئر والفرن ، وأن الرمال غطت معظم الدير ويسمى الدير باسم ( دير الصليب ) وكان أول من أطلق عليه هذا الاسم هو ماسبيرو الذى زاره سنة 1883م ودهش من كثرة رسوم الصلبان فيه ، كما أن الكنيسة نفسها على شكل صليب. المصدر: موقع الهيئة القبطية الكندية
اللة قادر ان يحفظنا في الايمان القويم بالصلوات التي يرفعها قديس زمانه, ثالث عشر الرسل البابا شنودة الثالث, الرب يحفظ حياته سنين عديدة ,وازمنة سالمة مديدة... آمين
|