عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 12-04-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
بخصوص الفروق فى حساب تاريخ عيد القيامة، وكل سنة وأنتم طيبين

http://www.zahrira.net/modules.php?n...ticle&sid=1456

ما حقيقة إختلافات المسيحيين في تواريخ الأعياد ؟
أرسلت بواسطة منبر زهريرا الحر في الجمعة 30 كانون الاول 2005

((بقلم: جميل روفائيل))
قد يتراءى للوهلة الأولى أن هذا الموضوع ليس في مجال إهتماماتي

الوحدوية لشـعبنا ، ولكنه في الحقيقـة ليس منفصلا عنهـا ، نظرا للإختلافات الموجودة في مناسـبات الأعياد الدينية لطوائف شـعبنا ، والقصد منه هـو التأكيـد على أن هذه الإختلافات لا تشـكل تفرقة دينية أو طائفية أو مناطقية ، لأنها قائمة على تباينات في التـقاويم التي تسـتند عليها مواعيد المناسـبات الدينيـة ، بدليل وجود كنائس أرثوذكسـية رئيسـية عالمية ، منها البلغـارية واليونانية تـتـفق مع الكنائس الكاثوليكية والبروتسـتانتية في مواعيد تواريخ مناسـباتها الدينيـة إلى حـد كبيـر .
ولنأخذ مثالا لهذه الأختلافات مناسـبة رأس السـنة لأنها تشـكل الأسـاس الذي تبنى عليه مواعيد كل المناسـبات الدينيـة ، فإن قضيـة الأختلاف تحصل بسـبب تأخر رأس السـنة لبعض الكنائس بثلاثـة عشـر يوما عـن التـقويم الميلادي الشـمسي المتبـع عالميا في الوقت الراهـن .
من المعلوم تاريخيا وعلميا ، أن التـقويم الشـمسي يمثـل دورة كاملة للأرض حول الشمس ، وقد إبتكر البابليون والفراعنة هذا التـقويم أصلا ، وبعـد التطور الذي حصل على العلوم الفلكية في زمن الرومان ومعـرفة أن الأرض تـقطع مسـارها السـنوي بحوالي 365 يوما وربع اليوم ، قام الفلكيون في عهـد القيصـر الروماني يوليوس حوالي عام 45 قبل الميلاد بتصحيح التـقويم الذي وصلهم خصوصا ما يتعلق بربع اليوم ، وقرروا أن تكون كل ثلاث سـنوات متـتالية 365 يوما وسـميت بسـيطة بينما تكون الرابعة 366 يوما وسـميت كبـيسـة ، وأطلـقـوا على التـقويم بعـد التـصحيح تسـمية ( الرومي ) أو ( اليوليوسـي ) أو ( اليوليانـي ) نسـبة إلى يوليـوس قيصر ، وسـاد هذا التـقويم في معظم أنحاء العـالم وتبـنته المسـيحية وأعتـبرت بدايـته مع سـنة ميلاد السـيد المسـيح ( كما كان معروفا ) ، وأخذت به لتحديد مناسـباتها ، سـواء قبل الإنقسـامات المذهبية أو بعـدها .
لكنـه تبيـن في القـرن السـادس عشـر وجود خطـأ فلكي بسـيط مدته 13 يوما في التـقويم اليوليوسـي ، تراكم إعتبارا منذ العمل بالتاريخ الميلادي ، بسـبب فائض ثلاثـة دقائـق في كل سـنة لـم يكـن أدركـها الفلكـيون الذين وضعـوا التـقويم القديـم ( اليوليوسي ) بسبب عـدم الدقة الكافية في وسـائل القياسات التي كانت متوفرة في وقـتهم ، ويعـود سـببه إلى أن فتـرة 365 يوما وربع اليوم هي أكبر قليلا من الفترة الحقيقـية لدوران الأرض حول الشـمس وأنه ينبغـي معالجة ذلك بالحسـابات الفلكية الدقيقـة ، وتـقرر أن لا تعـد السـنوات القـرنية ، أي التي تنتهي ب 100 مثل 1600 و 1700 و1800 و1900 . . . ألخ كبيسـة ( بعدم جعل شهر شـباط ـ فبراير فيها 29 يوما وإنما 28 يوما كما هي حاله في السـنوات البسـيطة ) إلا ما يقبـبل منها القسـمة على 400 مثل 2000 فتعـد كبيسـة وذلك لتلافي الخطأ الزمني البسـيط .
وكانت الأعياد والمناسـبات الدينيـة المسـيحية حتى وقت إصلاح التـقويم ( أي حتى القرن السـادس عشـر ) في يوم وتاريخ واحد ، وذلك على رغـم عـنف الإنقـسـامات الطائفية ، ما يعـني أن مواعيد المناسـبات المسـيحية لـم تتـأثر بالصراعـات المذهبية وتفسـيرات الأمـور الدينيـة .
وتـقرر في حينـه أن يتولى البابا غـريغوريوس الثالث عشـر في عام 1582 حذف الفرق ، وهو 13 يوما ، الذي حصل عن 1582 سـنة مضت منذ بدء التـقويم محسـوبا على ميلاد السيد المسـيح وإتخاذ الأول من كانون الثاني ( ينايـر ) رأسـا للسـنة ، ومواصلة إتباع قاعدة المعالجة المئوية الجديدة للسـنين مسـتـقبلا ، وألغيت تسـمية التـقويم التي كانت مسـتخدمة ، أي ( الرومي واليوليوسـي واليولياني ) وأطلق على التـقويم الناتج عن هذا التصحيح إسـم ( الغريغـوري ) نسـبة إلى البابا غريغـوريوس .
ونتيجـة لحذف هذا الخطأ الفلكـي ، صـار التـقويم الغريغـوري متـقدما على اليوليوسـي ثلاثـة عشـر يوما ، وبسـبب الأوضاع الدينيـة المسـيحية السـائدة آنئـذ وعـم إسـتشارة البابـا رؤسـاء الكنائس غير الكاثوليكية بأسـباب التغيـير ، فقـد رفضـت الكنائس الأرثوذكسـية والشرقية غير الكاثوليكية الأخذ بالتـقويم الغريغوري ، وظلت ملتـزمة بالتـقويم اليوليوسـي ، وصارت بداية السـنة الأرثوذكسـية ( الشرقية ) بسـبب ذلك متأخرة 13 يوما عن رأس السـنة الكاثوليكية ( الغربية ) وبذلك أصبحت كل المناسـبات الدينية الأرثوذكسـية ( للطوائف المتمسـكة بالتـقويم اليوليوسـي ) بمـا فـيها أعيـاد الميلاد والدنـح وغيرها ، متأخرة 13 يوما عـن مثيلاتها لدى الكاثوليك ، من دون أي إرتباط لذلك بالقـناعات المذهبيـة ، إذ أن المناسـبات الدينية لمختلف المذاهب هي نفسـها كما كانت عليه حين كانت موحدة الوقت والأيـام قبل العمل بالتـقويم الغريغوري ، على رغم ما يظهر وكأنه يوجد عيدان للميلاد وعيدان لرأس السـنة وعيـدان للدنح أو العماذ . .
وهكذا بالنسـبة للمناسـبات الدينية الأخرى ، وإن كان في الحقيقة أن التاريخ واحد ، ولكن مشكلة خطأ 13 يوما التي لا تزال لم تحذف من بعض الحسـابات الزمنية للكنائس الأرثوذكسية والشرقية ، هي السبب في ذلك ، إذ أن السـابع من كانون الثاني في التـقويم الجديد ( الغريغوري ) هو في التـقويم القديم ( اليوليوسي ) 25 كانون الأول ( ديسـمبر ) ، وهذا يعني أن العيد هو في التاريخ نفسـه ، وأن الإختلاف هو فقط في نوع التـقويم المسـتخدم .
مثـلا ، عيد الميلاد ، هو في التـقويمين في 25 كانون الأول ( ديسـمبر ) ولذا فإن الفرق الذي نراه الآن ليس في العيد وإنما في نوع التـقويم ، إذ أن 25 من هذا الشهر بحسـب اليوليوسي يصادف بعد 13 يوما من موعـده في الغريغـوري ، من دون أن يكون للأمر أي علاقة بالطقوس المذهبية ، بدليل أن كنائس أرثوذكسية في اليونان وبلغاريا ( يدين بها غالبية السـكان ) وغيرهما ، إنتـقلت لتطبيق المناسـبات الدينية بموجب الغريغوري وهي على أرثوذكسيتها الكاملة ، ولـم تلق إعتراضا على هذا الإنتـقال من باقي الكنائس الأرثوذكسية مثل الروسـية والأوكرانية والرومانية و الصربية والمقدونية والقبطية . . التي بقيت على التـقويم القديم ، إذ أن الكل مؤمن أن إختلاف التـقويم لا يسـبب إختلافا في وحدة المناسـبات الدينية بين كل المذاهب المسـيحية .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس