الأقباط في مصر
ويشكل الاقباط اقلية مهمة في مصر وكبرى الطوائف المسيحية في الشرق الاوسط. وتشكو هذه الطائفة من تمييز يستهدفها في مصر ومن تهميش سياسي.
وبحسب الكنيسة القبطية يشكل الاقباط 10% من المصريين البالغ عددهم 73 مليون نسمة, بيد ان الاحصاءات الرسمية تشير الى ان نسبتهم تقارب 6% من السكان. وشكل الاقباط خلال موجة العنف الاسلامي التي شهدتها مصر في تسعينات القرن الماضي الهدف الثاني لاعتداءات الاصوليين المسلمين بعد قوات الامن المصرية.
ويتحدر الاقباط من المصريين القدامى الذين حافظوا على ايمانهم المسيحي بعد الفتح الاسلامي لمصر. واعتنق 90% من الشعب المصري الاسلام على مر العصور حتى صار دين الغالبية في مصر. ويعاني الاقباط ضعفا في التمثيل السياسي اذ ليس هناك سوى 6 نواب في مجلس الشعب (الذي يبلغ عدد اعضائه 454), منهم واحد منتخب وخمسة معينون, ووزيران لكنهم ممثلون بنسبة اكبر نسبيا في المناصب الادارية العليا وفي مواقع النفوذ الاقتصادي.
وافاد رجال الاعمال الاقباط من الانفتاح الاقتصادي الذي بدأ في سبعينات القرن الماضي. وتضم قائمة الرجال العشرة الاكثر ثراء في مصر 3 اقباط على الاقل. ويمثل انسي ساويرس وابناه نجيب وسميح نموذجا للنجاح القبطي في مجال الاعمال, اذ بنوا امبراطورية اقتصادية تشمل مجالات الهاتف النقال والسينما والسياحة والمعلوماتية والترميم والاعمار والاشغال العامة. ويترأس الكنيسة القبطية الانبا شنودة الثالث وهو الخليفة 117 للقديس مرقس الذي اسسها في القرن الاول الميلادي.
واتصفت علاقات شنودة الثالث مع الرئيس المصري انور السادات الذي اغتاله اصوليون عام 1981 بالتوتر, اذ وضع السادات رئيس الكنيسة القبطية في الاقامة الجبرية في دير وادي النطرون في صحراء مصر الغربية, لاعتقاده انه يسعى الى اداء دور سياسي. والغى الرئيس حسني مبارك الذي شن حملة شعواء على الاخوان المسلمين هذا القرار.
ويترأس شنودة الثالث الكنيسة القبطية منذ 29 عاما. وتبنى دوما مواقف سياسية لا تتمايز عن مواقف الغالبية المصرية المسلمة, لاسيما في ما يتعلق بالصراع
العربي-الاسرائيلي. ورغم تطبيع العلاقات بين مصر واسرائيل, منع شنودة الثالث الاقباط من الحج الى القدس, ويردد دوما "سندخل القدس مع اخوانناالمسلمين والفلسطينيين". واضافة الى الاقباط الارثوذكس, تعيش في مصر اقليات اخرى من الاقباط الكاثوليك والروم الارثوذكس والبروتستانت
|