أميركا والسعودية .. تعبئة الإسلام وتحالف مع المجاهدين
وجدت الدولتان نفسيهما في تحالف طبيعي وإستراتيجي غداة غزو الإتحاد السوفيتي لأفغانستان، ومولت السعودية عمليات تجنيد من أطلق عليهم لقب "مجاهدين" للقتال ضد القوات السوفيتية الغازية، ونشطت الاستخبارات السعودية والمصرية في تشجيع شباب العرب في السفر لأفغانستان، وساعدت الاستخبارات الباكستانية والأميركية في الشئون اللوجيستية حتى دخول المجاهدين العرب أفغانستان والانضمام لقوافل المجاهدين.
وترى الكاتبة أن السعودية قامت بتعبئة إسلامية كبيرة ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان، كذلك قامت بجهود كبيرة لاحتواء تداعيات الثورة الإيرانية.
أميركا والسعودية.. وما بعد 11 سبتمبر
ترى الكاتبة أن الولايات المتحدة دفعت في الـ 11 من سبتمبر أيلول ثمن سياساتها التي أتبعتها لما يقرب من نصف قرن تجاه السعودية، وتقول الكاتبة "لسنوات طويلة استغلت الأسرة المالكة في السعودية القضايا الداخلية لتقابل تهديدات خارجية تمثلت في المد الشيوعي في الشرق الأوسط، وأوجدت الأسرة الحاكمة شرعية داخلية تستطيع بها مواجهة تلك التهديدات، وتحالفت الأسرة الحاكمة مع أكثر مدارس المؤسسة الدينية السعودية تطرفا "الوهابية". من ناحيتها لم تتجاهل واشنطن ما تقوم به السعودية، بل على العكس وافقت عليه وشجعته من أجل الحفاظ على المصالح الجيو –إستراتيجية، وكان هناك ثمن طويل المدى لهذه السياسية، وقد دفعت الولايات المتحدة هذا الثمن في 11 سبتمبر."
وتذكر الكاتبة أن العلاقات بين الدولتين توترت لفترة قاربت على الـ 20 شهرا بعد أحداث 11 سبتمبر، وكان لامتناع السعودية عن الاعتراف الصريح بمسئولية 15 من مواطنيها عن هذه الأحداث الدور الأكبر في هذا التوتر، وجاء هذا الاعتراف السعودي متأخرا بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية داخل المملكة والتي كانت قد بدأت في شهر مايو 2003.
وتشير الكاتبة إلى أن السعوديين رحبوا وما زالوا يرحبون بزيارات مسئولين من مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI للإطلاع على الجهود السعودية في مكافحة الإرهاب وتدعم أوجه التعاون المشترك في هذا المجال.
وساءت صورة المملكة العربية السعودية بصورة كبيرة وغير مسبوقة عند الرأي العام الأميركي، والإعلام بصورة خاصة، إلى إزدياد العداء من جانب الكونغرس منذ أحداث الـ11 سبتمبر. ولا يفوت الكونغرس فرصة، إلا ويوجه الاتهامات الواقعي منها وغير الواقعي للسعودية. ورغم استعانة الحكومة السعودية بالعديد من شركات اللوبي وخبراء العلاقات العامة، إلا أن هذه الصورة ما زالت سيئة للغاية عند غالبية الشعب الأميركي.
المستقبل .. والشراكة الباقية
رغم أن النفط كان وما يزال أحد أهم أعمدة العلاقة الخاصة التي تجمع الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية في عالم اليوم. ومع ازدياد الطلب الصيني على مصادر الطاقة وخصوصا البترول تتضاعف أهمية السعودية الإستراتيجية على المستوى الدولي مرة أخرى.
وتذكر الكاتبة أنه وبالرغم من أهمية العلاقات بين أميركا والسعودية، فأن هناك الكثير من الضغوط والعوامل المسببة للتوتر بين الدولتين، و تشير إلى وجود سوء فهم كبير لأبعاد هذه العلاقة المعقدة. وينتهي الكتاب بعرض بدائل للإدارة الأميركية فيما يتعلق بكيفية التعامل مع المملكة العربية السعودية، وتطرح الكاتبة بديلين:
الأول: الابتعاد عن التحالف مع النظام السعودي وعدم اعتباره صديقا في العلن بدعوى فساده وعدم شرعيته وعدم أخلاقيته، وهذا البديل سيمنح الولايات المتحدة احتراما كبيرا في الشرق الأوسط.
الثاني: التواصل مع السعودية على أسس جديدة تسمح ببقاء التحالف الحالي مع ترك مساحات للاختلاف وللضغط من اجل تبني سياسيات إصلاحية حقيقية في داخل المملكة.
وتعمل الباحثة راتشل برنسون في مجلس العلاقات الخارجية بمدينة نيويورك، وهي من أهم الخبراء الأميركيين في الشئون السعودية. عملت برونسون من قبل في مركز السياسات الدولية والإستراتيجية بواشنطن. درست برونسون اللغة العربية لعدة سنوات، وحصلت برونسون على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كولومبيا المرموقة بمدينة نيويورك عام 1997. (تقرير واشنطن)
اسم الكتاب: Thicker Than Oil
America’s Uneasy Partnership With Saudi Arabia
الكاتب: Rachel Bronson
الناشر: Oxford University Press
تاريخ النشر: April 2006
عدد الصفحات: 353
|