[pavnoti]

ملامح سعودية غير عادية: انتخابات..مظاهرة.. وحقوق انسان....!
الثلاثاء 21 أكتوبر 2003 06:39
ناصر صالح الصرامي

لم يعد السعوديون صامتين او حالة خاصة في تفاعلها مع الوقت والعالم والاحداث ومسيرة الحياة. بالتاكيد. لم تعد الحالة المحلية –اصلا- قابلة لتكون منفصلة عن العالم الخارجي وعن تتابع التطورات. وحين نتحدث عن زمن مختلف وجيل مختلف وعالم مختلف وتحديات ومستقبل فان عموميات الكلمات اصبحت واقع اكثر من تنظير او حتى اشارات تحذير.

التداعيات الراهنة بكل ابعادها ليست مجرد ظواهر طارئة كما قد نعتقد لبعض الوقت وانها قد تزول لكنها اصبحت واقع يزداد رسوخ يوم بعد اخر ويضيف اشارات جديدة ومهمة تؤكد ان المرحلة حاسمة وحساسة للغاية، وتتطلب يقضة وفهم لكل ابعاد المستقبل المحرض على مواكبة التغير والتحرر من مظاهر وعوائق الخصوصية المحلية التى (قد) نبالغ فيها احيانا لدرجة قاسية على انفسنا..

مظاهرات الرياض المحدودة في حجمها، الكبيرة في صداها- والمثيرة في معناها. لم تكن حدث استثنائي هذا الشهر في المملكة العربية السعودية بالرغم من شبهة من يقف خلفها وفقده لجزء كبير جدا جدا من المصداقية على المستوى المحلي. كما عقد اول مؤتمر معلن ورسمي لحقوق الانسان. كما تم الاعلان عن الانتخابات البلدية خلال سنة من الان. في اشارة لاول التحركات الاصلاحية نحو زيادة المشاركة الشعبية على الواقع. مع توقعات بالاعلان عن انتخابات جزئية لمجلس الشورى..

المهم في ذلك كله ان هذه التفاعلات حديثة ايضا تجعل من المهم ادراك ان الكثير من الصور القديمة تتغير، الكثير من الاشياء المثارة المعلنة والمتداولة لم تعد اسرار خطيرة.
اصبحت موضوعات عادية يتدولها الناس على الانترنت والمجالس والتجمعات العامة بشكل واضح. وفي وسائل الاعلام بشكل اقل لكن بالتاكيد اكثر عرض من السابق.حتى الاعلام نفسه يتعرض لحملة انتقاد واسعة من اجل التعبير بشكل اكبر عن الواقع الجديد. عن الجيل الجديد وعن متطلبات المرحلة.
حوار منطلق في كل الاتجاهات ودعوات للتصحيح والتعديل وفتح المزيد من المساحات المشروعة للتعبير والمشاركة دون تميز للجنس او النوع.
حقوق المراة كما ترسيخ حقوق الانسان اجمالا التى يعترف بها الشرع في ادق التفاصيل اصبحت مجال بحث ونقاش يستحث المؤيد لها القرار لترسيخ قانون يدعمها ويؤكد احقيت الممارسة، ويحاول المحافظ تقنين الصورة لتكون اقل استجابة لكل المتغيرات الملتهبة والصاخبة حوله. ويجدف المتعنت ضد التيار لبقاء الاشياء القديمة على ما هى عليه لاطول وقت ممكن.
لكن في الحقيقية في العمق الجميع يتفق على ان مايحدث في عالم اليوم مختلف وسريع وجارف لابد ان يبدل الكثير من نقاط الركود ويعيد قراة العلاقة بين افراد المجتمع بجنسيه ومستوياته وبين الحاكم والمحكوم. بين القرار والمواطن. وبين العام والخاص

مرحلة ترسم لصيغة جديدة من العلاقة التى لن تكون الا علاقة حيوية ومشاركة وقبول للتعدد والاختلاف واطلاق للحريات العامة على كل المستويات وفق ثوابت ومصالح وطنية عليا لكيان واحد وكبير يسعى للنمو والارتقاء. والى استغلال كل مصادر القوة والثروة بكل اشكاله. مع مكافحة للفساد في كل صورة.

اذا كانت الاشياء تتبدل. والوسائل الحديثة في الاتصال ونقل المعلومات تتكاثر وتتنافس. واذا كان الجيل السعودى الجديد اكثر قابلية ورغبة للتغير والتحديث. بل ومحرض للعيش في العالم ومعه دون عزلة. فان الرسمي يبدو مستوعب جدا لهذه الحقائق التى تجعل الواقع قابل للتغير على كل المستويات وفي المجالات السياسية والاقتصادية والادارية والاجتماعية والثقافية.ويبقى الوقت ووجود برنامج زمنى معلن وواضح هو الفصل وهو التحدي للجميع..لاستيعاب كل ردود الفعل نحو الفعل ذاته..نحو المستقبل واجياله!

إيلاف