ما هو متبع في الواقع العملي يختلف تمام الإختلاف عما هو التعريف القاموسي للعلمانية، فالواقع العملي يقول أن العلمانية -وفي أحيان كثيرة تستخدم كمرادف للمجتمع المدني - تعني أن حكم أي دولة يكون قائم على أساس أنه لا يوجد مشرع إلى الشعب، سواء كان الشعب ككل في النظام الديمقراطي، أو سواء كان طبقة حاكمة، أو غيرها من النظم. في النهاية كل النظمك العلمانية تتفق على أن الإنسان هو مصدر التشريع. بالتالي لا يصح في أي دولة علمانية أن يكون هناك أي قانون مبني على أساس ديني. النتيجة الطبيعية لهذا هو ما حدث في ألمانيا كدولة مدنية حيث أن القانون الألماني يعتبر أن الدعارة أو العمل بها مجرد وظيفة عادية مثلها مثل الطب والهندس، لأن الموقف الأخلاقي من الدعارة مبني على رؤية دينية لا تجوز في الكجتمع المدني. ونتيجة أعتبار الدعارة مجرد وظيفة كغيرها أصبح من لا يقبل العمل في مجال الخدمات الجنسية يمكن أن يفقد إعانة البطالة التي تقدمها له الدولة كما حدث مع فنية تقنية من فترة قصيرة ونشرتها التليجراف البريطانية (http://www.telegraph.co.uk/news/main...30/wgerm30.xml ).
طبعا كل ما قاله الزملاء في مدخالتهم أكثر من رائع لكنه يعيدنا إلى نفس النقطة، فالواضح أن المطلوب علمانية تفصيل ومجتمع مدني حسب المقاس.
حمادة كتب في مداخلته: "ولكن اذا تاكد شعار العلمانيه الذي تفرضه الدوله بقانون عدم تفريق الشعب باي وسائل شكليه او مظاهر معينه وابعاد الدين نهائيا ووضعه في مكانه الصحيح في المسجد والكنيسه بعيد عن الدوله وسياستها مع دول العالم وسياستها في اداره الدوله من الداخل وابعاده عن مؤؤسستها الحكوميه وعدم السماح للمواطنين بعمل تكتلات علي اساس ديني يفرق قوتها الداخليه يكون بهذا استطاعت ان تعبر مرحله الخطر الموجود مصر بها الان وبالفعل "
ده نموذج لما هو مطلوب ولكن هل تستوعب النتائج؟ لنأخذ بعضها.
1- عدم أعتبار أي قانون يبني على موقف ديني سواء في النواحي الأخلاقية أو النواحي الإجتماعية.
2 - لا وجود لأي سلطة دينية أو حتى فكر ديني في تشريعات الأحوال الشخصية فيجب أن تكون موحدة على الجميع.
3 - لا يحق لأي شخص من أي دين أن يمارس أمور دينية أو يحمل مما من شأنه أن يكون خاص بدين لمكان عمله أو مدرسته.
4 - لا يحق لأي شخص أن يصلي لأي إله أو أي دين في مكان عمله أو حتى في مكان عام.
5 - حرية الدعوة لأي دين ولأي فكر مكفولة للجميع، بما في ذلك كل من ترفضهم أنت.
واللائحة تطول.
الذي ألاحظه هو أن الجميع ينظرون إلى بعض الجوانب المضيئة أو الإيجابية للمجتمع المدني ويتجاهلون الجوانب الأخرى.
في المجتمع المدني في كندا ممكن محاكمة المسيحي الذي يقتبس الآيات التي تدين الشذوذ الجنسي في مكان عام.
في إستراليا تم إجبار قس على أن يعتذر بسبب إصراره على أن "ليس بأحد غيره الخلاص"
في السويد حوكم قسيس لأنه قدم عظة عن رفض الكتاب المقدس للشذوذ الجنسي.
في أمريكا لو ذكر طالب في الصلاة التي يسمح بها في حفلة التخرج اسم المسيح يمكن أن يمضي عقوبة تصل لستة شهور عمل مدني.
وما يتم تجاهله أيضا تاريخ بعض أشهر المجتمعات المدنية، بدئأ من فرنسا، مرورا بأمريكا، وقوفا على فيتنام، لاوس، كموبديا، الصين، روسيا،...
أنا شخصيا لا أعتقد أن الموضوع بهذه البساطة، ولا أعتقد أن مجرد المطالبة "بمجتمع مدني" أو علماني دون تحديد لشكل هذا المجتمع سيكون حل لأي مشكلة، ففي النهاية مجتمع ستالين كان مجتمعا علمانيا، ومجتمع ماو تسي تونج كان علمانيا،...
جملة أخيرة في المجتمع المدني قانون الأحوال الشخصية موحد للجميع.
آخر تعديل بواسطة PeterAbailard ، 20-05-2006 الساعة 02:15 AM
السبب: إضافة بعض الجمل
|