تحجيم الإسلام تمهيدا للقضاء عليه..
=========================================
http://www.elaph.com.:9090/elaph/arabic/index.html
لأنها تقاد من أصوليين و"أخوان مسلمين" وسلفيين
الرياض تعيد تقييم مراكزها
التعليمية في الخارج .. وربما غلقها
الأربعاء 29 أكتوبر 2003 15:40
لندن، الرياض- ايلاف: كشفت مصادر سعودية ذات علاقة بمصدر القرار الأعلى في الرياض عن أن المملكة بدأت عملية تقويم شاملة في الأوان الأخير للأكاديميات والمراكز التعليمية التابعة لها أو تمولها في الخارج وقد تقود نتائج التقويم الذي بدأت جهات سعودية تنفيذه إلى إجراءات راديكالية في النمط التعليمي الذي تنفذه هذه المعاهد التعليمية في عواصم غربية مهمة.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن خطوات التقويم الجارية حاليا "ربما تقود في نتائجها على غلق هذه المعاهد، أو بدء خطة شاملة لتجديد مناهجها على أن تقتصر على تعليم اللغة العربية ومبادىء الدين الإسلامي الحنيف السمحة المعتدلة، مع اختصار فترة التعليم من يوم كامل إلى ساعات محددة تنفذ المناهج الجديدة".
وحسب مراقبين، فإن الخطوة السعودية الجديدة جاءت من بعد ان تكشف للرياض من خلال تقارير مؤكدة أن هذه المدارس والأكاديميات والمراكز التعليمية في الخارج التي تكلف الميزانية السعودية وكلفتها مليارات الدولارات لعقود خلت تخضع لسيطرة من جانب جماعات أصولية وكذلك من حركة (الإخوان المسلمين) وحركات سلفية متطرفة حرفت هذه المؤسسات التعليمية عن أهدافها.
وعملية التطهير التي تنوي السلطات السعودية تنفيذها في تلك المعاهد تجيء غداة احتجاجات من عواصم غربية تتواجد فيها حول المناهج والأساليب التي تمارسها في توجيه الأجيال الجديدة، وكانت برلين أول عاصمة قرعت جرس الإنذار أمام الرياض التي بادرت بالوعد باتخاذ إجراءات إيجابية ترضي جميع الأصدقاء ولا تتراجع عن تعليم مناهج الدين الإسلامي الحنيف المعتدل من دون تشدد.
وتقول المصادر في حديثها أمام "إيلاف" انه ربما كانت المانيا فاتحة خير في فتحها لمجمل الموضوع مع الرياض ليسري القرار السعودي على مراكز أخرى، وهنالك معاهد تعليمية تمولها السعودية منذ سنين في لندن وروما وموسكو وواشنطن وعديد من عواصم ودول عالمية أخرى، وهي كانت تكلف الميزانية السعودية مليارات الدولارات.
ومن جانب آخر، تشير المصادر إلى أن عدم وجود سفير سعودي منذ عامين "ربما فتح المجال على مصاريعه لسيطرة الجماعات الأصولية والإخوان المسلمين على الأكاديمية التي تحمل اسم العاهل السعودي الملك فهد في بون ، عاصمة المانيا السابقة".
ولم تعين السعودية سفيرا لها منذ عامين في برلين من بعد إحالة السفير المخضرم عباس فائق غزاوي الذي ظل سفيرا لمدة نيف وعشرين عاما.
وكانت مصادر دبلوماسية في السفارة الألمانية في الرياض أن أكاديمية الملك فهد في بون الذي اشتبه فيها بأنها تؤوي إرهابيين "لن تغلق أبوابها " وان الدراسة فيها ستستمر .
وقال المتحدث باسم السفارة الألمانية في الرياض جاكوب آلمر أن الأكاديمية لن تغلق وان الدراسة ستمر فيها "حفاظا على العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وألمانيا".
وأكد آلمر "أن الدراسة ستستمر وسيكون معظمها أكاديمي وليس كما في السابق ديني" . وعن المناهج التي ستدرس فيها قال السيد جاكوب " أن المناهج ستكون سعودية ، إلا انه قال أن تدريس المواد الدينية سيكون في حدود المعقول وليس 9 ساعات كما في السابق ".وكشف عن أن هناك " اتفاق على تطوير برنامج الأكاديمية عبر مؤتمر ألماني سعودي".
ورفض آلمر التحدث عن الشروط التي وافقت عليها السلطات السعودية لكي تستمر الدراسة في الأكاديمية التي تحمل اسم العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز " وقال المهم أن الأكاديمية لن تغلق أبوابها".وقال أن" العلاقات السعودية الألمانية جيدة جدا ولا نريد أن يكون هناك ما يعكر صفوها ".
ووصف السيد آلمر القرار بأنه خطة إيجابية وقال انه" قرار إيجابي للغاية إزاء إغلاق هذا الملف الذي شهد تجاذبات في المرحلة الماضية وتكهنات في الإعلام الألماني والسعودي".
وقال أننا "نرغب في أن يكون هناك حوار عربي ألماني مستمر وان إغلاق الأكاديمية لن يكون في صالح الطرفين".وأضاف المر "أن قرار عدم الإغلاق جاء بعد اتصالات مكثفة بين السفارة السعودية في ألمانيا والسلطات المحلية الألمانية"، مشيراً الى انه" بهذا القرار سيغلق الملف نهائياً"، يذكر انه يوجد في ألمانيا ثلاثة ملايين مسلم وعدد من المدارس العربية.
ونقلت الصحف السعودية اليوم عن القائم بأعمال السفارة السعودية في بون جديع الهذال قوله كان على اتصال دائم بنائب وزير الخارجية والذي كان قد صرح أن موضوع الإغلاق مستبعد وان هناك اتصالات مع إدارة التعليم في ولاية فستفاليا الشمالية ورنانيا.
وأضاف أن السفراء العرب مهتمون بموضوع الأكاديمية الذي يخص الأمة الإسلامية بأجمعها وقال انه أوضح لمساعد وزير الخارجية أن خطوة الإغلاق ستضر اكثر مما تنفع وقال إن السعودية اكبر من أن تكون دولة فقط وانما هي الأمة الإسلامية بأجمعها.
وكان مصدر أوروبي في الرياض أكد أمس أن الحكومة الألمانية طلبت بصفة رسمية من الرياض إغلاق أكاديمية الملك فهد في بون (غرب ألمانيا) وهو مركز ثقافي سعودي، الذي دعا أحد المدرسين فيها الى الجهاد ضد الغرب خلال صلاة الجمعة .وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته "أن بون طلبت من السعودية إغلاق الأكاديمية تفاديا لصدور أي قرار من حكومة ولاية شمال رينانيا ووستفاليا الواقعة فيها مدرسة أكاديمية الملك فهد" .
وأضاف المصدر" أن السلطات السعودية لم ترد الى الآن على الطلب". وقال " أن أنس بيرم الذي يعمل مدرسا لمادة التربية الإسلامية من أصل لبناني ويحمل الجنسية الألمانية وكان ألقى خطبة في مسجد الأكاديمية اعتبرتها وسائل الإعلام الألمانية تحريضا على العنف جاري التحقيق معه ".
وكانت مجلة "دير شبيغل" الألمانية ذكرت مؤخرا أن "أنس. ب، دعا الى الجهاد "باسم الله"، وقد صور المشهد بكاميرا خفية تابعة لقناة ""آ ار دي" الألمانية ".
وابعد أنس بيرم ويعمل مدرسا لمادة التربية الإسلامية من أصل لبناني ويحمل الجنسية الألمانية بناء على طلب السلطات الألمانية التي وجهت إنذارا الى الأكاديمية التي يدرس فيها 470 طالبا.
وتراقب أجهزة الاستخبارات الألمانية الداخلية منذ بضعة اشهر المدرس المذكور ومنظمات سعودية أخرى في ألمانيا، كما ذكرت الشبكة التلفزيونية. وأضافت أن محققين ضبطوا لدى مشتبه فيه مواد تستخدم لصنع قنبلة.
يشار الى أن أكاديمية الملك فهد في مدينة بون أنشئت قبل 8 سنوات وكلفت 10 ملايين جنيه إسترليني دفعتها الأسرة المالكة السعودية وهى المدرسة التي نالت الثناء بوصفها"جسرا ثقافيا بين ألمانيا والعالم العربي" يزعم الآن أنها مؤسسة لجذب الأصوليين الإسلاميين .
وهناك أكاديميات مماثلة موجودة في لندن وروما وموسكو وواشنطن وجميعها تتولى تدريس المنهج الدراسي السعودي بما فيه المواد الدينية. ومن المعروف أن هناك مدرسين ألمانيين في كل من العاصمة السعودية الرياض ومدينة جدة على ساحل البحر الأحمر لتعليم الطلبة الألمان المتواجدين في السعودية .