اتخذت الازمة القائمة في تيمور الشرقية بعدا جديدا مع الهجوم الاثنين على مستودع ارز تابع لبرنامج الاغذية العالمي في ديلي وتظاهرة من مئات الاشخاص امام القصر الرئاسي طالبت باستقالة رئيس الوزراء ماري الكاتيري.
وهاجم عدد من الاشخاص صباح الاثنين مستودعا للارز في عاصمة تيمور الشرقية التي تشهد ازمة غذائية، بينما تواجه القوات الاجنبية التي وصلت اليها اخيرا صعوبات في توفير الامن.
في الوقت نفسه، عقد في القصر الرئاسي اجتماع للبحث في الفوضى التي تعم المدينة شارك فيه رئيس الدولة ورئيس الحكومة، بينما توجه مئات المتظاهرين الى القصر مطالبين برحيل رئيس الوزراء الذي يتهمونه بالفشل في اعادة الامن الى تيمور.
وكان المتظاهرون يصرخون "الكاتيري ارهابي! سنقتله! ليحي غوسماو" (الرئيس شانانا غوسماو). وبدأ التوتر الذي تسبب حتى الآن بمقتل حوالى عشرين شخصا في 28 ابريل اثر قمع بالقوة لتظاهرة دعم لحوالى 600 جندي طردوا من الجيش بعد ان شكوا من سياسة تمييز داخله.
وقال الاب ادوارد دوبو المشارك في التجمع "الناس ينتظرون تحركا قويا من الرئيس". واضاف "الكاتيري غير قادر على ادارة البلاد. هناك غياب في السلطة وعصابات الشوارع يستغلونه لمهاجمة الناس".
وتوجه رئيس تيمور الشرقية شانانا غوسماو الى حشد المتجمعين خارج القصر الرئاسي، نداء من اجل المصالحة الوطنية. وقال "ارجوكم، يا سكان الغرب والشرق، ثقوا بي، تصالحوا، حافظوا على الهدوء وساعدوا الناس على ضبط النفس".
ورغم انتشار حوالى 2250 عسكري استرالي ونيوزيلندي وماليزي في ديلي، لم يستتب الهدوء في العاصمة التي تشهد منذ يوم السبت مواجهات بين عصابات من الشبان المتنافسين.
واعلنت القوة الاسترالية امس الاحد انها بدأت بتجريد العصابات من سلاحها، وانها ضبطت الامن في نقاط استراتيجية في العاصمة واجلت حوالى 500 اجنبي. الا انها
اقرت بمحدودية عملها.
وقال وزير الدفاع الاسترالي برندن نلسون ان "قواعد التدخل التي نطبقها لا تسمح لنا بالافراط في استخدام القوة مع اشخاص يرتكبون هذا النوع من الاعمال".
ومن المتوقع وصول فريق دعم من 45 شرطيا فدراليا استراليا اليوم الاثنين الى ديلي للمساعدة على وضع حد لاعمال العنف التي دفعت "حوالى 50 الف شخص" الى الفرار، كما تفيد تقديرات الصليب الاحمر الدولي.
واعلنت رئيسة الوزراء النيوزيلندية هيلين كلارك ان القوة النيوزيلندية التي ارسلت الى تيمور الشرقية للمساعدة على اعادة الامن ستبقى فيها على الارجح حتى السنة المقبلة.
كما اعلنت تقديم نصف مليون دولار نيوزيلندي (317 الف دولار اميركي) كمساعدات غذائية وماء ومواد صحية.
في سيدني، حذرت منظمة "وورد فيجن" الانسانية الاثنين من استمرار اعمال العنف والنهب التي تعرقل توزيع المياه والمواد الغذائية.
وقال رئيس المنظمة تيم كاستيلو في حديث الى اذاعة استرالية من منزله في ديلي، "وجدت فرقنا نفسها وسط المواجهات فاضطرت الى اخلاء مراكزها".
وعكست عملية نهب مستودع برنامج الاغذية الدولي هشاشة الوضع في البلد الاكثر فقرا في آسيا.
وكان حوالى 800 شخص واقفين في صف طويل خارج المستودع، عندما اقتحم مئة شاب تقريبا المدخل ودخلوا المستودع واستولوا على اكياس من الأرز قبل
تدخل آليات القوات الاسترالية.
وقالت جوليانا ريبيلو (30 عاما) وهي ام لخمسة اطفال "انا خائفة جدا، وقد نفد الأرز في المنزل، ولم آكل سوى الموز امس، واعطانا اياه الجيران".
وقال جوزيه انتونيو مايا (24 عاما) "نحن جائعون. ونبحث عما نأكله. ولهذا السبب نحن هنا، لاننا نعرف ان لديهم كميات كبيرة من الأرز".
وكان مئات الاشخاص هاجموا الاحد المبنى مشتكين من نقص المواد الغذائية.
ووعد وزير الخارجية جوزيه راموس-هورتا الذي حضر الى المستودع الاحد لطمأنة الناس، بتوزيع عادل للحصص الغذائية، مع التاكيد على النقص في التموين الغذائي.
واثار وجود عسكريين اجانب بعض الشعور بالطمأنينة لدى غراسيلدا دو زوس (80 عاما) التي تخطت خوفها وقالت "انا خائفة، ولكن اولادي يجب ان ياكلوا وانا جائعة جدا ايضا".
وقالت اديلينا بيريرا (31 عاما) غاضبة "هؤلاء الرجال الانانيون دفعوني خارج الصف هذا الصباح، ولكنني سابقى هنا الى حين الحصول على الارز".
هذا ما آلت اليه الاوضاع في تيمور الشرقية التي كانت جزءا من اندونيسيا وانفصلت عنها بحجة اضطهاد الديانة المسيحية
|