
08-06-2006
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 350
|
|
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة makakola
أخى الحبيب بيتر
أرى هناك بعض الخلط فى الفكر لدى فيما أقرأه لك عن مفهوم المجتمع ومفهوم الفرد
فأرى أنك تضع أن الحكم سيكون دينى لأن الفرد تفكيره دينى والفرد هو بنية المجتمع
هل ما فهمته صحيح أم أخطأت؟
شكرا لك
|
العزيز مكة كولا
لم تخطيء ربما أنا الذي لم أكن واضحا بما فيه الكفاية.
أنا لا أقصد أن تكوين المجتمع ديني لأنه يتكون من مجموعة أفراد تكوينهم ديني. لكن المجتمع نفسه كوحدة يأخذ مواقف تشكل مبدئيا موقفا دينيا سواء من الإنسان أو من العالم المحيط به. وهناك أمثلة كثيرة يمكن أن تُعطى على الموقف الديني للمجتمع مثل الإجهاض، الدعارة، المساعدة على الإنتحار، الإعدام،...
كل هذه المواقف وغيرها هي تعبيير عن موقف ديني. سواء بالنسبة للفرد أو المجتمع.
نفس الأمر يقال عن سلطة القانون، حق التشريع، هل النظام الحاك خاضع للقانون أم تحت القانون ولماذا. هل قانون العقوبات الهدف منه الإصلاح، المعاقبة، الجزاء، الإنتقام...
الخلط الذي يحدث غالبا هو عندما نتخيل أن الإنسان كفرد أو كمجتمع يبدأ بطبيعته من موقف محايد دينيا ثم بعد ذلك يتبنى موقف ديني.
ما أقوله أنا هو أن هذا الفرض نفسه غير صحيح أساسا. فالإنسان (كفرد أو كمجتمع) يبدأ من موقف ديني ولو كانت كلمة ديني مزعجة ليك أو للبعض فمن الممكن تسميته بموقف فلسفي وبعد هذه البداية يحدد علاقته بالأشياء.
أعتقد أنك تتذكر ما كتبه صموئيل هاننجتون عن فكرة صراع الحضارات. ما كتبه ليس بالأمر الجديد فقد سبقه لها الكتاب المقدس من البداية، فعندما يتكلم الكتاب في التكوين قائلا "وأضع عداوة بين نسلك ونسلها" فهو يحدد أن العلاقة بين المسيحي وغيره - بغض النظر عن الطقوس التي يتبعها هذا الغير - هي علاقة صراع في أساسها.
ولا أقصد بعلاقة الصراع هنا أنه صراع مسلح لكن أقصد ما قاله الكتاب من إنه صراع فكري ومنهجي.
ولو نظرنا لمعظم الأنظمة القائمة في العالم حاليا أو في فترات مختلفة من التاريخ تجد أن هناك عامل واحد مشترك بينها جميعا وهو العداء للمسيحية الكتابية.
أعتقد ممكن تلاحظ هذا من تعامل دولة مثل كندا مع المسيحيين وتعاملها مع الملاحدة، المسلمين، الشواذ. أو أمريكا أو أسترليا أو السويد أو الصين أو غيرها.
فخارج المسيحية الصراع بين المناهج المختلفة هو ليس صراع بقاء أو وجود ففي النهاية كلها تبدأ من منطلق واحد وتحاول النهاية بنتيجة واحدة. وهي مركزية الإنسان، إكتفائه بذاته، عدم حاجته لتدخل من الله في أي أمر.
ونحن كمسيحيين لو قبلنا بالشروط التي يضعها لنا العالم في الحوار أو التعايش سنكون خسرنا قبل أن نبدأ.
على فكرة أنا لاأشجع على العنف الثوري أو الفكر الذي مارسه البعض تحت اسم لاهوت التحرير، لكن في نفس الوقت لا أقبل بالفكرة القائلة إن الدين مكانه الكنيسة أو الجامع أو غيرها من الأماكن.
لكن المفترض كمسيحيين أن نعيش كما ينبغي للمسيحي مع وجدنا في العالم، الأرسالية التي أعطاها المسيح للكنيسة كانت دعوة لتغيير العالم وجعله تلاميذ للمسيح.
أخيرا بالنسبة للعلاقة بين الفرد والمجتمع فهي واحدة من أعقد المشاكل والتي لا يوجد منهج واحد في التاريخ البشري قدم لها حل سوى المسيحية.
فكر في أيهما أهم الفرد أم المجتمع؟ لو قلت الفرد ستصل للمجتمع الفوضوي لو قلت المجتمع ستصل للمجتمع الشمولي. ولو حاولت جمعهم سويا فلن تستطيع.
الإسلام لم يستطع أن يجمعهم وإنتهى كفكر شمولي الفرد فيه غير مهم لكن المهم هو المجموع أو الآمة. وهو نفس موقف الماركسية، الماوية، النازية، الفاشية.
وفي نفس الوقت لم يستطع المجتمع الديمقراطي علاج الأمر ولم يكن بأفضل حالا من خلال التركيز على الفرد. فمن خلال هذا التركيز على الفرد إنهارت قيم الجماعة وتزايد الغني غنى والفقير فقرا ونظرة واحدة للأحياء الفقيرة في الغرب توضح لك الفكرة.
أعتذر للإطالة وبعتقد الموضوع ممكن يطول جدا.
وعلى فكرة تاني لا أنادي بحكم الكنيسة للمجتمع ولا أنادي بحكم بالأمر الإلهي.
وشكرا
|