مقال قوي كتبه الشيخ سليمان الدويش معلقا على استشهاد أبو مصعب الزرقاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
********************************************
أما بعد:
فقد نتصور أن دم الخنزير المسفوح أطهر من ماء المطر إن صدَّقنا أن أمريكا وأعوانها قتلوا الزرقاوي - رحمه الله - ثأرا لمن يسمونهم أبرياء العراق وأطفال العراق وأبناء العراق.
إن أمريكا وزمرتها إن كانت صادقة في هذا وهي غضبت للأبرياء في العراق الذين صورت لنا أن الزرقاوي – رحمه الله - كان يستهدفهم في عملياته , فعليها أن تقتل راميسفيلد , وبوش الأب والابن , وكلينتون , والذين قتلوا بحصارهم قبل الحرب الأخيرة مايزيد على نصف مليون طفل عراقي بريء, وقتلوا بعدها نحوه.
وعليها أن تقتل قادة قواتها الذين قتلوا بعملياتهم من الأبرياء أكثر مما قتله الزرقاوي – رحمه الله – بزعمهم بآلاف المرات.
ثم هل الأبرياء في العراق فقط؟
أليس في فلسطين أبرياء؟
لماذا تخرج علينا أمريكا _ فرق الله ولاياتها وجعلها دولا متناحرة - بعد كل مجزرة صهيونية بعبارة ( نتفهم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ) أين الدفاع عن الأبرياء العزل الذين يدفعون مغتصبا استباح أرضهم وانتهك عرضهم؟
إن مقتل الزرقاوي – رحمه الله - لم يكن في يوم من الأيام ولن يكون لأجل حماية الأبرياء بل هو لحماية جنودها المحتلين المغتصبين الذين أسامهم الزرقاوي – رحمه الله – وأتباعه سوء العذاب لكن أمريكا وزمرتها يمارسون سياستهم التضليلية وهوايتهم المفضلة في الكذب والمخادعة.
ولئن كان الأمر كذلك فلتقتل أمريكا الحكيم والصدر الذين قتلوا علماء العراق وأئمة المساجد هناك وهجَّروا أهل السنة وفعلوا بهم الأفاعيل.
أين هي عن فيلق الغدر وجيش المهدي ( المضل) وهم أبطال مسرحيات جزِّ الرؤوس والاغتيالات والتعذيب في الدهاليز والسراديب السرية!؟ .
بل أينها من تجاوزات صدام حسين قبل أن يقول لها ( لا ) ! ؟.
من قتل إخواننا في أفغانستان في المساجد وعوضهم بمئتي دولار عن كل نفس أزهقت في حين فرض قسرا على ليبيا أن تعوض كل فرد من ضحايا طائرة بنما التي أسقطت فوق لوكربي بعشرة ملايين وحاصرت ليبيا وفرضت عليها حظرا جويا واقتصاديا؟
من الذي قتل إخواننا الأفغان في ليلة العرس ولم يكفه أن فجعهم بل جعلهم هم المعتدون الظلمة ؟
من الذي سكت عن المجازر التي ارتكبها الصرب والكروات ومفارز الأمم المتحدة في حقِّ إخواننا في يوغوسلافيا وكوسوفا؟
من الذي لم يتدخل في البوسنة إلا حينما رأى انتصارات كتيبة المجاهدين فسعى إلى اتفاقية دايتون؟
من الذي قتل إخواننا في الصومال ونهب خيراتها؟
لماذا أصبح المدان الوحيد والمطلوب الرئيس هو أبو مصعب الزرقاوي - رحمه الله - ؟
الزرقاوي - رحمه الله - رغم مخالفته لغيره في بعض النظريات كتكفير الحكام والتحريض على بعض أعمال العنف في بلاد المسلمين لم يكن الأول في هذا ولن يكون الأخير لكنه ربما يكون من القلة التي لقيت معارضة شديدة .
لقد قرأنا كثيرا عن أقوال الرافضة في حكام هذه البلاد وتكفيرهم لهم وتحريضهم على أعمال العنف في بلادهم بل وتهريب المتفجرات لقتل حجاج بيت الله الحرام وفعل ذلك حقيقة ورأينا مالايمكن توقعه بحال , كما رأينا بجلاء ما فعله الرافضة في شباب المسلمين في العراق وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين ,
فلماذا لا تتحدث أمريكا ولا زمرتها عن خطر الرافضة على جيرانهم ؟
ولماذا يسكت الرافضة عن جرائم إخوانهم في حق إخواننا من السنة ولا يبكون إلا على قتلاهم المعتدين الذين ناصروا الاحتلال وطعنوا خاصرة الأمة؟
إن أبا مصعب - رحمه الله – ورغم ما قيل عنه وما يتبناه من أفكار فهو أقرب إلى قلوبنا من الرافضة الذين زادوا على تكفيره لحكامنا ومباركته لأعمال العنف بيننا الشرك وفساد المعتقد.
فهو مسلم موحد إن اعتبره بعضهم خارجيا فهذا لاينفي عنه صفة الإسلام ولا يحرمه من حقوق المسلم كالدعاء له والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين , وإن اعتبره آخرون مجاهدا صادقا فقد قدم إلى ما ينتظره عند الله تعالى وهو الحكيم العليم , والله أعلم سيُنزل أبامصعب – رحمه الله – رحله.
لكننا اليوم بصدد تقييم تلك المواقف المزدوجة عند أمريكا وزمرتها التي ظنت أنها ستخدعنا بمثل مسرحياتها السخيفة والتي منها محاولة ربط الناس وقضاياهم بالأشخاص حتى إذا قتلوا أو ماتوا انهارت معنويات أتباعهم وهذا ما رأيناه من الهالة الإعلامية والضجيج الذي صاحب مقتل أبي مصعب – رحمه الله - وقد فاتها أن أبا مصعب – رحمه الله – ليس يهوديا يحرص على الحياة ولا نصرانيا يود لو يعمر مئات السنين ولا غيره ممن الحياة عنده هي نعيم الدنيا وزخرفها .
نسيت أنه ذهب هناك بحثا عن الموت الذي يعتبره شهادة ترفعه عند ربه وتعلي منزلته في جناته - حسب معتقده – وأنهم حققوا له ما كان يرجوه منذ عشرين سنة.
ومثل هذا مخادعتها لنا أن ثلاثة من شبابنا قد انتحروا في سجن كوبا وهم الذين ذهبوا بحثا عن الجنة وطمعا في نعيمها .
كيف نتصور أن طالب الجنة الذي أرخص لأجلها دنياه كلها سيفعل ما يعجل به إلى النار عياذا بالله ولكنها مخادعة الخنزير النصراني الذي قتلهم بيده ثم جاء ليكسر عزة المسلم في نفوس المسلمين قائلا إنهم انتحروا , ليقال : إن هؤلاء يبحثون عن الموت بأي طريقة ليتخلصوا من الحياة ولم يكن هدفهم نصرة إخوانهم .
إن أمريكا لمن لا يعرفها هي أكبر إرهابي على وجه الأرض وهي وراء كل عمل تخريبي فوق هذه البسيطة ولها في كل واد شاهد إجرامي.
هي وراء قتل الأبرياء , ونشر الفوضى , وعمليات التنصير , ونشر الخنا والفواحش .
أمريكا لا يمكن أن تقف مع الأمة لمصلحة الأمة ومن صدَّق هذا فهو كمن اعتقد أن دم الخنزير المسفوح أطهر من قطر السماء.
إنها قد تقف مع بعض أفراد الأمة إذا علمت أن مصلحتها تتحقق بذلك لكنها إن علمت أن مصالحها قد تتأثر بوقوفها معه فهي أول من يخونه ويغدر به .
لماذا ضربت إخواننا في جيش أنصار الإسلام وهم من أشد الناس عداوة لصدام حسين وحزبه؟
لماذا سكتت عن مقتلة حلبجة بغض النظر عن فاعلها هل هو العراق أو إيران أو أمريكا نفسها؟
لماذا تدخلت في قضية تيمور الشرقية ورمت بثقلها ليتمتع هذا الإقليم باستقلاله في حين ظلت قضية كشمير عالقة إلى هذه اللحظة؟
لماذا ضغطت على سوريا لتخرج من لبنان ومارست كل الوسائل بحجة حرية لبنان واستقلاله وسكتت عن احتلال الصهاينة للجولان؟
هل ظنت أمريكا أننا سننسى ما فعلته فينا وفي إخواننا؟
كذبت إن ظنت ذلك وكذب من ظن بنا هذا .
إن لنا ثارات وثارات ولكل أجل كتاب . إن دماء إخواننا في كوبا لن تذهب هدرا . إن اعتداء العلوج على كتاب ربنا لن يضيع , إن قصف المساجد في العراق وأفغانستان بالقنابل الذكية الغبية لن تذروه الرياح .
اقتلوا من شئتم من المسلمين أيها العلوج وافعلوا ماشئتم في بلادهم , فالأمة ولود والجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة.
لن أدافع عن الزرقاوي – رحمه الله – فهو إن كان شهيدا ليس بحاجة إلى دفاعي عنه فما له عند الله من نزل الشهداء أثمن وأعظم, وإن كان غير ذلك فلن يدفع ذلك عنه شيئا, لكنني أقول لعلوج أمريكا : إن كنتم قتلتموه لأنه يقاتل جنودكم فلتعلموا أن الله قد خبأ لكم في أمة الإسلام من لا قبل لكم به من الزرقاويين الذين يتمنون قتالكم , وإن كنتم قتلتموه لأنه يقتل الأبرياء فاقتلوا أنفسكم فأنتم أولى بالقتل منه ومن غيره فما زعمتموه عنه لا يصل إلى عشر معشار مافعلتموه بالأبرياء العزل من المسلمين وغيرهم.
وأقول لمن حاول إظهار وطنيته لينال من مقاومة العراق : رويدك فلقد تعرض لهذه البلاد خلق كثير وما أصابها من الرافضة أضعاف أضعاف ما أصابها من الزرقاوي وغيره .
لقد قتل الرافضة المسلمين في الجمرات وفي منى وفجروا عند الحرم وفعلوا الأفاعيل ولا زالت كتبهم تزخر بكل كلام قبيح ولهم من المخططات ما يمكن وصف كلام الزرقاوي – رحمه الله – عنده من اللمم لفداحته وخبثه, رغم عدم موافقتنا للزرقاوي - رحمه الله – على ماقاله واختلافنا معه فيه .
يتبع ............
آخر تعديل بواسطة الخواجه ، 16-06-2006 الساعة 04:12 PM
|