الموضوع
:
كتاب مسلمون يكتبون عن امجاد الاقباط
عرض مشاركة مفردة
#
6
19-06-2006
copticdome
GUST
المشاركات: n/a
رحيل الأب متى المسكين
كتبت : إيمان مطر
توفى فى الساعة الواحدة من صباح أمس الأول الخميس عن عمر يناهز السابعة والثمانين الأب «متى» المسكين الأب الروحى لدير القديس «الأنبا مقار» بوادى النطرون وذلك بعد قضائه شهرا تقريبا فى أحد المستشفيات الخاصة بمدينة الإسكندرية لعلاجه فى البداية من آلام فى الكلى وقد اكتشف الأطباء إصابته بالتهاب ميكروبى فى الرئة اليسرى مما أدى لتوصيله بأجهزة التنفس الصناعى حتى يستطيع التغلب على أزمات ضيق التنفس التى صاحبته خلال الأسبوع الأخير من حياته وأدت إلى وفاته. ولقد صلى تلاميذه عليه فى الساعة الرابعة فجر يوم الخميس بعد صلاتهم المعتادة وتم دفنه فى مغارة بالجبل داخل أسوار الدير كان قد أوصى بدفنه فيها قبل أربع سنوات وظل الأب متى المسكين مواظبا على أداء واجباته اليومية فى الدير حتى انتقاله إلى المستشفى حسبما يؤكد تلميذه الأب «باسليوس» وكان قد أتم تأليف كتابه «مع العذراء مريم» ولم يمهله القدر لطبعه.
لم يكن الأب متى المسكين مجرد شخصية قبطية عادية بل كان مفكرا مصريا بارزا اهتم بشئون الوطن فى أحلك الفترات وقام بدوره فى تهدئة الأجواء أثناء الأزمات حيث اتسمت حياته بالتقشف الشديد والزهد فى أى متاع دنيوى واتبع أسلوب التثقيف والتنوير والمصالحة وتخفيف الاحتقان طوال حياته. ولد الأب متى عام 1919 وتخرج فى كلية الصيدلة عام 1944 واشتغل فى المهنة حتى عام 1948 حيث كان يمتلك صيدلية فى دمنهور وبدأ طريق الرهبنة منذ ذلك العام فى دير الأنبا صموئيل بالصعيد ثم أجبر على الانتقال لدير السريان بوادى النطرون عام 1950 وهناك تم ترسيمه كاهنا وفى عام 1954 اختاره الأنبا يوساب الثانى بابا الإسكندرية وكيلا له بمدينة الإسكندرية حيث مكث هناك عامين ثم قدم استقالته ليعود إلى دير السريان عام 1955 وفى أوائل عام 1956 عاد إلى ديره القديم «الأنبا صموئيل» طلبا لمزيد من الخلوة وظل هناك ثلاث سنوات رشح خلالها للمرة الأولى ليكون بطريركا ثم عاد إلى دير السريان عام 1959 استجابة لطلب البابا القبطى الجديد الأنبا «كيرلس السادس» ثم اختار العزلة مع مجموعة تلاميذه فى صحراء وادى الريان فى كهوف بالجبل لمدة عشر سنوات حيث كانت من أكثر الفترات فى حياته ثراء فى تأليف الكتب وفى عام 1969 دعاه البابا كيرلس السادس مع جماعته الرهبانية «12 راهبا» للانتقال إلى دير الأنبا مقار بوادى النطرون والذى استقر فيه حتى وفاته. تميز الأب متى المسكين بفكره المستنير وبمؤلفاته التى بلغت أكثر من 180 كتابا بخلاف ما تم نشره فى صورة مقالات فى مجلات وصحف دورية «أكثر من 300 مقالة» وتم ترجمة بعض هذه الكتب والمقالات إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية واليونانية والإسبانية والبولندية وتعتبر شروحاته لبعض أسفار العهد الجديد من أكبر مؤلفاته حيث صدرت فى 16 مجلدا يتراوح حجمها ما بين 500 إلى 800 صفحة أما أكثر الكتب التى أثارت ضجة فكان كتابه «الكنيسة والدولة» والذى دعا فيه إلى عدم التعصب ونبذ فكرة الاضطهاد وكان مثار خلاف بينه وبين البابا شنودة الثالث وليس كما أذاع البابا شنودة بأنها خلافات فقهية.
وكان الرئيس السادات قد عرض منصب بابا الأقباط الأرثوذكس على الأب متى المسكين عام 1981 أثناء خلافه مع البابا شنودة، ولكن الأب متى رفض ليس فقط لأنه قرار مخالف قانونا لوجود البابا على قيد الحياة ولكن لرفضه المناصب بصفة عامة ولقد امتازت العلاقة بينه وبين الرئيس السادات بالكثير من الود قبل أحداث الفتنة الطائفية حيث منح السادات دير الأنبا مقار مساحة 300 فدان بوادى النطرون وأثناء سفر السادات بالطائرة من القاهرة إلى الإسكندرية لاحظ وجود بقعة خضراء وسط الصحراء وعلم أنها الأرض التى منحها للأب متى المسكين، فطلب إنشاء مدينة تحمل اسمه على مقربة من ذلك الدير وهى مدينة السادات ولقد استفادت الشركة التى قامت بتنفيذ أعمال الإنشاء بالمدينة من تجربة الدير فى مجال الزراعة بصفة خاصة
http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=1309