عرض مشاركة مفردة
  #82  
قديم 29-06-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a



نجاح السياحة في تحقيق العائد المرجو من ورائها مرهون بتنوع المنتج السياحي وتوافر امكانيات عرضه وتسويقه.. وفي هذا الاطار وكلما تزايد المعروض من هذا المنتج لإرضاء رغبات واحتياجات الزبائن من السياح فإن معني هذا ازدياد فرصة اجتذاب المزيد من الدخل وإذا كانت القاعدة السياحية تقول إن اتساع دائرة مناطق الجذب السياحي في أي دولة يعد من العوامل التي تساهم في زيادة الحركة السياحية الوافدة إليها اضافة الي ارتفاع معدلات الانفاق فإن نفس الشيء ينطبق ايضا علي اهمية تنوع المنتج السياحي لاعطاء السائح المزيد من فرص الاختيار بين ما يتفق ويتوافق مع توجهاته واهتماماته.

***

ومن فضل الله علي مصر أنه جعل منها مركزا مميزا تتجمع فيه كل نوعيات المنتج السياحي.. منها ما يستند إلي الثراء في الطبيعة أو الحضارات والديانات والثقافات الانسانية المختلفة.
في مجال الطبيعة فقد أنعم الله عليها بطقس معتدل طوال العام وبشواطيء ممتدة لالاف الكيلو مترات علي بحرين من أهم البحار السياحية في العالم هما البحر المتوسط والاحمر. وفي جانب التراث الانساني فإن مصر تعد المنبع الرئيسي للحضارة الانسانية التي توزعت آثارها علي كل أقاليمها لتمثل عهودا وعصورا حضارية مختلفة ومتنوعة تشمل الفرعونية والرومانية والاسلامية والقبطية وإذا كانت الآثار الدينية لم تأخذ حظها في جذب ماهو متوقع من الحركة السياحية التي تتركز اهتماماتها حاليا علي سياحة قضاء الاجازات بنسبة 80 % فإنه بعمليات الترويج والتسويق وعرض هذا المنتج يمكن أن تجتذب اهتمام السائح الباحث دوما عن الجديد لمشاهدته وهو ما يعني مزيدا من الانفاق الذي يضاف الي الدخل السياحي.

***

وفي السنوات الاخيرة زاد اهتمام الدولة من خلال وزارة الثقافة بعمليات ترميم الاثار الاسلامية الفريدة والنفيسة والتي تمتليء بها قاهرة المعز، كان لآثار العصر الفاطمي النصيب الاكبر من هذه الاثار التي تضم مساجد وقصورا لا يوجد لها مثيل في أي بلد اسلامي آخر.. ونجحت هذه الجهود في إبراز هذه الاثار في أبهي صورها بما سمح بوضعها ضمن البرامج السياحية كمزارات الي جانب المزارات الفرعونية التقليدية كاهرامات الجيرة وسقارة، وغيرها وغيرها. ولعل ما يؤكد ما يمكن أن تمثله الثروة الاثرية الاسلامية من إضافة كبيرة لحركة السياحة هذا الاهتمام الذي تحظي به قلعة صلاح الدين من من جانب السياح الذين يجقبل أعدادا كبيرة منهم علي زيارتها. إن تنظيم حملات دعائية وإعلامية عن مواقع الآثار الاسلامية وتجهيزها للزيارات السياحية خطوة ضرورية في سياسة تنويع المنتج السياحي المصري بما يساهم ليس في زيادة عدد السياح فحسب وإنما في زيادة الانفاق السياحي وبالتالي الدخل السياحي المحقق.

***

في مجال المزارات الدينية علي أرض مصر افتتح الرئيس مبارك يوم الاثنين الماضي صرحا جديدا في منطقة مجمع الاديان بحي مصر القديمة في القاهرة وهو من الاحياء الفريدة التي تجمعت فيها حضارات اسلامية ومسيحية ويهودية بما يؤكد عظمة مصر وسماحتها علي مدي تاريخها الطويل. تم إعداد هذا المتحف القبطي الفريد ليكون مركزا لعرض الآثار القبطية ومزارا سياحيا يحكي من خلال كنوزه الاثرية تاريخ الديانة المسيحية القبطية. وإذا أضفنا الي ذلك ماهو معروف تاريخيا ودينيا عن رحلة المسيح عيسي وامه مريم الي مصر والتي تم تجسيدها في عمل فني رفيع المستوي قامت به جمعية احياء التراث فإنه يمكن ان يكون لدينا عنصر متكامل لجذب السياح من كل الجنسيات. لابد أن نعترف أننا وحتي الآن لم نتمكن من استثمار ما نملك من كنوز في مجال السياحة الدينية سواء كانت اسلامية أو قبطية. كم أرجو أن يتعاظم التعاون بين قطاعي الثقافة والسياحة لاستثمار هذه الثروة الهائلة.



http://www.elakhbar.org.eg/issues/16907/1301.html
الرد مع إقتباس