http://www.middle-east-online.com/?id=39285


المتحف القبطي يشهد على دور الاقباط في بناء مصر




اقباط مصر ساهموا في بناء حضارة مصر على مدى العصور


مزامير داوود وايقونات تصور هروب العائلة المقدسة الى مصر هي اهم معروضات المتحف العريق.

ميدل ايست اونلاين
القاهرة – من ربى كبارة

مزامير داوود، ايقونات، مخطوطات نادرة، قطع نسيج قديمة، عناصر معمارية تمتد من القرن الثاني الميلادي الى القرن الثامن عشر هي ابرز معروضات المتحف القبطي، احد اهم المتاحف المصرية، والذي افتتح ابوابه مجددا في القاهرة الاسبوع الجاري بعد عملية تأهيل تكلفت 30 مليون جنيه.

"اصبح هذا المتحف حاليا من المتاحف الرئيسية في مصر" كما اكد وزير الثقافة فاروق حسني في الحفل الذي حضره الرئيس المصري حسني مبارك بمناسبة افتتاح المتحف بعد عملية ترميم استغرقت ثلاث سنوات.

وشدد حسني على اهمية "المقتنيات التاريخية العريقة التي يحتويها كونها توضح العصر القبطي".

ويقول فيليب حليم فلتس مدير عام المتحف "ساعدتني مقتنيات المتحف في دراسة تاريخ مصر منذ بدايات ظهور المسيحية وفي الكشف عن تاريخ هذا العصر في منطقة وادي النيل".

ويشدد فلتس على اهمية عملية التأهيل الاخيرة ويقول "تم ربط الجناحين مما يسمح للزائر بمتابعة التطور التاريخي بدون انقطاع".

ويضيف "تم ترميم القطع النادرة ووضعت في واجهات زجاجية تفتح الكترونيا حفاظا عليها".

المتحف المبنى على الطراز الشرقي بسقوفه ومشربياته الخشبية ونوافذه من الزجاج الملون يضم حاليا نحو 14 الف قطعة نادرة موزعة على 16 قاعة فسيحة.

ابرز المعروضات نسخة اصلية كاملة من مزامير داوود مكتوبة باللغة القبطية تعود للقرن الرابع الميلادي عثر عليها في احدى قرى محافظة بني سويف داخل مقبرة طفلة وتعتبر من "اهم مكتشفات القرن العشرين" وفق فلتس.

يتراوح تاريخ الايقونات من القرن الثالث ميلادي الى القرن الثامن عشر وتمثل غالبيتها مريم العذراء والمسيح وقديسين اضافة الى مناظر من العهدين القديم والجديد.

اهم هذه الايقونات تلك التي تصور هروب العائلة المقدسة الى مصر.

ويتوسط احدى قاعات المتحف باب خشبي محفور اخذ من الكنيسة المعلقة ويحكي دخول السيد المسيح الى اورشليم.

اما قطع النسيج وبقايا الالبسة فتعتبر من اهم نتاج الفن القبطي وتم العثور على غالبيتها في المقابر. معظم هذه القطع مصنوع من خيوط الصوف والياف الكتان مع زخارف مصنوعة من خيوط حرير مستورد.

ويؤكد فلتس انها "ليست مجرد قطع بالوان زاهية وانما مصدر معلومات عن الطبقات الاجتماعية والحياة اليومية".

معظم العناصر المعمارية من تيجان اعمدة وافاريز استقدمت من دير الانبا ابوللو في منطقة باويط قرب اسيوط على الضفة الغربية لنهر النيل على بعد 300 كلم الى الجنوب من القاهرة ومن دير الانبا ارميا في سقارة، جنوب القاهرة.

تضم قاعة المخطوطات اقدم المخطوطات القبطية وابرزها مخطوطات نجع حمادي المتضمنة 13 انجيلا تعود للقرن الرابع الميلادي.

وتظهر محفورات المعرض تداخل الحضارات من العصر الفرعوني الى اليوناني فالروماني فالقبطي فالاسلامي فترى احيانا الصليب خارجا من داخل راس الالهة افروديت كما يوجد شاهد قبر عليه نقش صليب على شكل العلامة الفرعونية "عنخ" رمز الحياة.

اسس المتحف مرقص سميكة باشا بعدد محدود من القطع الاثرية التي عرضها في قاعتين من قاعات الكنيسة المعلقة ابرز كنائس مصر القديمة السبع. ومع تزايد عدد القطع انشأ مرقص عام 1910 الجناح القديم على ارض محاذية لهذه الكنيسة.

تابع مرقص جمع القطع النادرة من الكنائس القديمة والاديرة الاثرية وقصور الاغنياء المسيحيين وشيد مطلع الثلاثينات جناحا ثانيا افتتحه عام 1947 الملك فاروق.

ويقع المتحف القبطي في منطقة اطلقت عليها السلطات المصرية مؤخرا تسمية "مجمع الاديان" وهو يضم المتحف القبطي وسبع كنائس ابرزها الكنيسة المعلقة ومعبد بن عزرا اليهودي وجميعها داخل سور مدينة "بابليون" اليونانية-الرومانية القديمة.

كما يضم المجمع مسجد عمرو بن العاص في منطقة الفسطاط الملاصقة لسور بابيلون. والفسطاط هي اول مدينة اسسها العرب بقيادة عمرو بن العاص في مصر عام 641 م على الضفة الشرقية لنهر النيل.

وتنشط عملية ترميم الاثار وانشاء المتاحف في مصر حاليا حيث يجرى ترميم وتأهيل مسجد عمرو بن العاص الذي بدأ على مقربة منه انشاء "متحف الحضارة" المتوقع انتهاء العمل فيه خلال ثلاثة اعوام ليروي قصة الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ مرورا بالحقب التاريخية المتوالية حتى عصر محمد علي.

كما بدأ انشاء المتحف المصري الكبير على مقربة من هضبة الاهرامات والذي يشكل وفق وزير الثقافة "اكبر متحف للحضارة المصرية القديمة في العالم" وينتهي العمل فيه بعد خمسة اعوام مع تكلفة تصل الى 350 مليون جنيه.


http://www.middle-east-online.com/?id=39285