
02-07-2006
|
|
* البابا كيرلس الخامس يساند الثورة:
وفي عام 1881 وقفت الأمة المصرية عام 1881 تساند أحمد عرابي في ثورته ضد الطغيان وفساد الحكم واتحد الشعب وكان كل من البابا كيرلس الخامس بطريرك الأقباط وشيخ الأزهر في مقدمة الذين حضروا اجتماع الجمعية العمومية لمجلس الشوري يوم السبت الموافق 22 يوليو 1882 ووقعوا علي قرارها معارضين عزل الخديو توفيق لأحمد عرابي زعيم الثورة العرابية وجاء في القرار:رأينا وجوب توفيق أوامر الخديو وما يصور عن نظارة الموجودين معه في الإسكندرية...لأن الأمر يقتضي وجوب بقاء عرابي في نظارة الجهادية والبحرية مداوما علي قيادة الجند... وسارع الشعب إلي تزويد قوات جيش عرابي بما يحتاج إليه من معدات ومؤن وانهالت التبرعات لمواصلة جهاده,ويتضح من هذا تأييد الأقباط المطلق مع بطريركهم للثورة العرابية والوقوف إلي جانب عرابي في كفاحه ضد نفوذ وطغيان الخديو توفيق.
وكتب عبد الله النديم خطيب الثورة العرابية في صحيفة الأستاذ مشيرا بوحدة أبناء مصر من المسيحيين والمسلمين فقال:المسلمون والأقباط هم أبناء مصر الذين ينتسبون إليها وتنسب إليهم...قلبتهم الأيام علي حجر المنقلبات الدولية.وقامت الدنيا وقعدت وهم أخوان الوطنية يعضد بعضهم بعضا ويشد أذره في مهماته... ومن بين ثنايا سطور هذه الخطبة يلمس القارئ الوحدة الوطنية وروح الأخاء والمودة التي تجمع بين نسيج أبناء الشعب الواحد في ترابط كامل يجمع الجسد الواحد الذي نبت وعاش علي أرض مصر.وسوف تستمر في بلادنا ما استمرت الدماء تجري في عروقهم وما استمروا ينهلون في ماء النيل.
ولم يساند البابا كيرلس الخامس الثورة العرابية فقط بل عارض مساعي اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر وضع الكنيسة القبطية تحت الحماية البريطانية,كما سبق أن رفض البابا بطرس الجاولي حماية روسيا للكنيسة القبطية.وكان من نتائج الموقف الرافض من البابا وعدم تجاوبه مع اللورد كرومر في سياسته أن دبر له أمر إبعاده وصدر أمر نفيه.
وقد كتب ليدر أحد مؤرخي الإنجليز عن البابا كيرلس الخامس قائلا:من الواضح إن البطريرك الذي استبعد بأمر المندوب السامي البريطاني قد أثبت في النهاية أنه سيد الموقف.واضطرت المحكمة العالمية التي استند إليها حاكم مصر أن تنحني أمام التأثير الكهنوتي المرهف... ثم استطرد قائلا:لقد عاد البطريرك من منفاه كعملاق تجدد نشاطه وكعملاق أيضا استخدم نفوذه...هكذا وقف البابا كيرلس الخامس في وجه إطماع المندوب السامي البريطاني في كثير من الواقف محتفظا بوطنيته وقومية كنيسته,قدوة للمواطن الشريف في سلوكه ومدعما الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب المصري.وقد ذكر الزعيم مصطفي كامل في خطابه في الإسكندرية في مارس عام 1907م مشيدا بالشعب المصري المترابط قائلا:إن المسلمين والأقباط شعب واحد مرتبط بالوطنية والعادات والأخلاق وأسباب المعاش ولا يمكن التفريق بينهما مدي الأبد...
* البابا كيرلس الخامس يؤازر ثورة 1919:
وقد آزر البابا كيرلس الخامس ثورة 1919م وبارك تآلف أبناء الشعب المصري من المسلمين والمسيحيين من أجل تحقيق مطالب الشعب المصري في الاستقلال والحرية...وفي هذا الموقف الوطني للبابا كتب عباس محمود العقاد عنه قائلا:إنه كان رجلا ناسكا متعبدا مؤمنا برسالته الدينية أشد الإيمان بوطنه وكان مع رعايته لفرائض الدين لا ينسي فرائض الكرامة الدنيوية في معاملته لأصحاب السلطان ولو كان من الملوك أو في حكم الملوك... ويستمر في حديثه عن البابا موضحا صلابة شخصيته فيقول:خطر لعميد الاحتلال البريطاني اللورد كتشز أن يلقاه علي غير موعد فذهب إلي الدار البطريركية وأمر أن يبلغوا صاحب الغبطة أن فخامته موجود بالدار البطريركية وأسرع تلميذ البابا وهو يلهث ويكاد يصيح بصوت مرتفع يا أبانا...اللورد يا أبانا فسأله البابا في أناة:من اللورد هذا؟ وعلم من تلميذه جلية الخبر فلم يزد عن أن قال:أذهب ياولد وقل لفخامته إن البابا لا يقابل أحد بغير ميعاد....
هذا هو البابا كيرلس الخامس ذو الشخصية الصلبة الحازمة الذي نظر إليه زعماء ثورة 1919م بالامتنان لمباركته ثورتهم.سيما بعد أن عارض زعيم الإنجليز في تصريح 28 فبراير 1922م حمياتهم للأقليات في مصر رافضا اعتبار الأقباط أقلية ورد عليهم البابا قائلا:إن المصريين نسيج واحد وحمايتهم موكوله لله وحده....
http://www.wataninet.com/article_ar.asp?ArticleID=8368
|