عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 22-07-2006
karam903 karam903 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: alexandria - egypt
المشاركات: 9
karam903 is on a distinguished road
لقد سقطت ضحية حرب لا ناقة لك فيها ولا جمل ...
حرب غير معلنة .. بين مسلمى ومسيحيي مصر ..
ينفخ فيها رجال الدين والمتعصبين من الجانبين ...
ويذيدونها إشتعالا بالتغرير بالفتيات الذين هم فى عرف المجتمع الذكورى المتخلف عارا يجب ستره ...
ولذا فإنهم يعرفون أهدافهم جيدا ... ويتوجهون نحوها بكل دقة ...
فلماذا لم تكن " زينب " التى تنصرت منذ عدة أشهر ثم عادت مرة أخرى إلى الإسلام شابا ..
ولماذا لم تكن " ماريان " و " كريستين " اللتين أقام ذويهما الدنيا ولم يقعدوها بسببهما فتيانا ...
ولماذا لم تكن " وفاء قسطنطين " رجلا ...
ولماذا لا نسمع سوى عن حالات تنصير وأسلمة فتيات ...
هل قضى على الرجال فى مصر وصار كل سكانها من النساء صغيرات السن ؟؟!!! ...
حرب مشتعلة ... رحت ضحيتها ... وربما يتصور قاتلوك أنهم أحرزوا نصرا مؤزرا على الطرف الآخر !! ...
ربما تجدينهم يوزعون الحلوى والمشروبات إبتهاجا بمصرعك ...
ولا أستبعد أن تكون نساء عائلتك قد أطلقن الزغاريد فرحا بسفك دمك على قوائم شرف المجتمع الذكورى الزائف ...
من هؤلاء الذين تحجرت قلوبهم إلى هذه الدرجة ؟؟!!...
كيف وجهوا طعناتهم إلى جسدك الصغير الذى حرم من كل ملذات هذه الحياة ؟؟...
كيف واتتهم الجرأة أن يستغلوا ضعفك وقلة حيلتك كى يرتكبوا جريمتهم الشنعاء تلك ؟؟...
سحقا لهم من مجرمين ...
وتبا لهم من سفاكى دماء ...
هل هم أطهار إلى هذا الحد وبرئاء إلى هذا الحد وخالين من الخطأ إلى هذا الحد ...
أضحك كثيرا عندما أسمع شخصا يستشهد بالقول المأثور ... " من كان منكم لا خطيئة فليرمها بحجر " ...
ومن الذى أعطى الحق لأى إنسان أن يقتل إنسانا لأنه مخطىء فى نظره ...
ما يعتقده بعضنا صحيحا هو فى نظر البعض الآخر خطئا ...
وما أظنه أنا خطئا يظنه الآخرون صوابا ...
أشياء نسبية من الجور والظلم أن نصدر فيها أحكاما صارمة ...
لم يبحثوا عن الشاب الذى غرر بك وتسبب فى حملك ... وإنما - كعادتهم - بحثوا عن أقصر الطرق التى ظنوا أنها ستريحهم ... وسفكوا دمك الطاهر ...
أعرف أن من قتلوك سيعاقبون بعقوبات مخففة ...
فقوانيننا الجائرة تعطيهم الحق فى قتلك حتى وإن لم تفعلى شيئا ...
مجرد الشك فى أنك على علاقة ما بإنسان ما تجعلك عرضة لسكاكين غسل عارهم دون أن يكون هناك دية لك ...
* * * * *
حزنت كثيرا لأجلك ... على الرغم من أننى لا أعرفك ولم أراك ولم أسمع منك سوى من صديقتى تلك ...
حزنت لأننى أدرك أنهم سيتجاهلونك وسيغضون أبصارهم عنك ...
فلو كان الأمر بيدى لنصبتك إلهة ... ودعوت الناس إلى عبادتك ...
فأنت أكثر طهارة من كل هذه الآلهة الحمقاء التى يستغلها أصحاب السلطان لتغييب عقول بنى البشر ...
قتلوك بأياديهم النجسة ... يا حفيدة إيزيس وعشتار ...
وظنوا أنهم بذالك قد إنتصروا فى معركتهم ...
ظنوا أنهم قد غسلوا عارا لهم ...
حزنت كثيرا عندما أخبرتنى هذه الصديقة أن الكثيرين من الأقباط فرحين بمصرعك ...
وأنهم يتصورون أن ما حدث لك سيجعل منك عبرة لغيرك من الفتيات اللائى يهربن من بيوت ذويهن طلبا للأمان فى أى مكان وتحت أية ظروف ممكنة ...
هل قست قلوبنا إلى حد أن نفرح لمصرع طفلة بريئة ؟؟...
هل وصلنا إلى هذه الدرجة من الإنحطاط الأخلاقى التى لم تتمكن من الحيلولة بيننا وبين غريزة الإنتقام والتشفى ... فى طفلة صغيرة ...
إن مصر بمن فيها تستحق أن تدمر عن بكرة أبيها فداء لك يا إيرين ...
إن لم نتمكن من الحفاظ على حياة غيرنا ... فلا أعتقد أننا نستحق الحياة ...
فلو كان الأمر بيدى ... لحذوت حذو مجنون روما ... وألقيت على بلادك بضعة قنابل هيدروجينية حتى أتخلص من هذا الشعب المتخلف الذى أصبحت حياة طفلة بريئة لا تساوى شيئا لديه ...
* * * * *
أدرك جيدا أنها مشكلة إجتماعية أكثر منها دينية ...
ولكننى أدرك أيضا أن المد الدينى الذى بدأ يحرق بلادنا هو المسؤل عن حالتك تلك على وجه الخصوص ...
فقضيتك هى قضية إضطهاد دينى قبل أن تكون جريمة شرف ...
وأدرك أن أهلك إستغلوا حالتك تلك كى يشبعوا غريزتهم الوحشية ويضربوا عصفورين بحجر ... والقانون فى بلادنا لا يحمى النساء ...
أذكر أن صديقا لى يعيش قريبا منك فى محافظة قنا ... أخبرنى بقصة مشابهة لما حدث لك ...
ولكنها أشد فظاعة ووحشية ...
رجل .. أنجبت له زوجته طفلة ...
عندما إكتشف ذالك ... قام بخنق الطفلة وكتم أنفاسها حتى فارقت الحياة ...
ثم هدد والدتها بأنها ستلحق بها إن إعترضت على هذا ...
ولم يعاقب الوالد ... ولم يعاتبه أحد على مافعله ...
وراحت الطفلة ضحية لأب مجنون .. يفضل الذكور على الإناث ! ..
* * * * *
من يأخذ لنا بثأرك أيتها الوردة الصريعة ...
هل من إنسان يتبنى قضيتك ويأخذ لك بحقك الضائع ...
هل من منظمات نسوية أو حقوقية تتبنى مأساتك ولا تترك الجناة سوى على أعواد المشانق ...
لن أتسامح مع هؤلاء على الرغم من معارضتى الشديدة لعقوبة الإعدام ... فهم يستحقون القتل ألف مرة ...
أتمنى أن تصل صرختى لأى ممن يدافعون بحق عن حقوق المرأة ... ولتكن قضية إيرين زاجرة لكل رجل مجرم يفكر فى قتل إبنته أو شقيقته لمجرد أنها مارست حقها الطبيعى فى الحياة ...
وليسقط هذا المجتمع الذكورى الأرعن ...
ولتسقط كل الأديان والشرائع السماوية والأرضية والوضعية ...
وليسقط كل المذايدين على حرية بنى البشر ...
وإلى الجحيم يا رجال الدين ...
وإلى الهاوية أيها المجتمع الذكورى ..
وليعيش الأطفال ...
ولتحيا الحرية .

آخر تعديل بواسطة servant4 ، 22-07-2006 الساعة 02:56 PM السبب: تكبير الخط
الرد مع إقتباس