
24-07-2006
|
|
حضارة مصر في العصر القبطي
تأليف الدكتور مراد كامل /
إعداد الدكتور ميخائيل مكسي
مؤلف هذا الكتاب أستاذ اللغات السامية بجامعة القاهرة سابقا وهو من علماء الكنيسة المصرية المعاصرة ومن المؤسسين وأساتذة معهد الدراسة القبطية,كما قام بالتدريس في أثيوبيا.وله مؤلفات ومقالات كثيرة,بعدة لغات.
الكتاب يضم خمسة فصول,تشمل الحياة السياسية واللغوية والفكرية والفنية والاجتماعية-في مصر-في الفترة قبل الفتح العربي,في القرن السابع الميلادي641م.
يبدأ الكتاب بمدخل عن الحالة التي كانت عليها مصر منذ عهد دقلديانوس حتي دخول العرب مصر,وما عانه الشعب من اضطهاد خلال فترات الحكم الروماني والبيزنطي المسيحي والأحوال الاقتصادية المتردية حيث كانت سياسة الدولة البيزنطية المستعمرة تهدف إلي إهدار ثروة البلاد والعنف في جمع الضرائب.وزاد بذلك سخط الشعب القبطي وثوراته.
ثم يعود الكاتب-في الفصل الأول-للحديث بالتفصيل عن صراع الأقباط مع الأباطرة الوثنيين, وأشهر الاضطهادات ونتائجها علي الشعب والكنيسة والاقتصاد والمجتمع والإنتاج الزراعي والصناعي وبعد ذلك تناول الصراع مع الأباطرة البيزنطيين المسيحيين المناصرين للهراطقة والذي استمر طوال العصر القبطي حتي الغزو العربي.
ويستعرض الفصل الثانيالحياة اللغويةويبدأ بالإشارة إلي تطور اللغة المصرية إلي أن وصلت-في صورتها الأخيرة-إلي اللغة القبطية ولهجاتها وكيفية كتابتها بأحرف يونانية ومصرية وأثر اللغة القبطية خارج مصركلمات قبطية في اللغات الأوربيةوكذلك أثرها علي اللغة العربية والدارجة التي تضم الكثير من الكلمات القبطية:للطعام والشراب والأدوات المستخدمة في الحياة اليومية بصفة عامة وكذلك أسماء المدن ووضع أداة الاستفهام في نهاية السؤال وغيرها:
ويحمل الفصل الثالث اسمالحياة الفكرية في العصر القبطي ويتحدث عن مدرسة الإسكندرية والمدرسة المرقسية اللاهوتية وعلماء المدرستين وأهم أفكارهم وأثر المدرسة المسيحية علي علماء العالم المسيحي,رغم ما تعرضت له من اضطهاد فقد ظلت تؤدي رسالتها حتي القرن 6 م ثم يشرح المؤلف بالتفصيل فعالم الإنتاج العلمي والأدبي القبطي والثقافة الشعبية المستمدة من المخطوطات القبطية القديمة التي نقلت إلي الغرب وعن نبوغ الأقباط في مجالات كالطب والصيدلة والكيمياء والرياضيات والشئون المالية والهندسة والبناء والعمارة والصناعات الحرفية الصغري.
وقد عثر الكاتب علي الكثير من البرديات ترجع إلي العصر القبطي والتي تثبت أن الأقباط أجادوا صناعة سبعة أصناف من الورق للكتابة أما في مجال التشريع الكنسي فيشير الكاتب إلي أن بطاركة مصر كانوا أساس التشريع طوال فترات القرون الأولي المسيحية وكانوا يعتبرون حجة أساسية ومرجع في شرح قانون الكنيسة للعالم المسيحي,وفي علوم الفلك لتحديد المناسبات الدينية مؤكدا أن هؤلاء البطاركة الأقباط كانوا بالفعل هم الزعماء الدينيين والشعبيين في ذات الوقت وقادوا الشعب القبطي ولم يعبأوا بالعذابات أو الاضطهادات.
وفما يتعلق بحركة الإنتاج الأدبي في العصر القبطي,فقد شمل أقوال الآباء التي نقلها علماء الغرب مع قوانين الرهبنة واشتمل أيضا علي الأدب القبطي سواء بالنسبة للقصص القبطية أو الموضوعات الدينية بما يشمل عليه من الخيال والوطنية معا والتي تعبر بصورة مباشرة عن الشعور القومي لدي الشعوب الذي ظل مكبوتا تحت نيران الاستعمار مستشهدا بنصوص من الأدب القبطي الدنيوي الذي يدل علي الوطنية والحرية.
كما تظهر روح الإصلاح الاجتماعي في كتابات الأنبا شنودة رئيس المتوحدين التي حارب بها البدع والخرافات المختلفة كالدجل والسحر وفوضي الموالد..الخ.
وقد ذكر الكاتب أمثلة متنوعة من الشعر القبطي الديني,والقصصي الرائع حيث يقسم الكاتبالأدب القبطيإلي نوع قديم تأثر بالثقافة اليونانية وأدب قبطي صميم وذكر أمثلة له وأهم المخطوطات المحفوظة في متاحف الغرب عن تلك الكنوز القبطية الخالدة.
أما الفصل الرابع فهو بعنوانالحياة الفنية القبطيةويبدأ بالحديث عن الملامح العامة للفن القبطي,ثم يفصل الحديث عن العمارة القبطية وصفاتها وأهم المواد الخاصة بها وعن الرسم والنقش علي الحجر والخشب,وكذلك عن المنسوجات القبطية التي كانت تصدر للعالم الخارجي في تلك الفترة الزمنية وعن صناعة الأصباغ وعن مواد الغزل والنسيج وأماكنها وعن الفنون الخاصة بزينة المرأة,وصناعة المعادن وعن إعداد الكتب والمجلدات المختلفة ونماذجها الموجودة بالمتحف القبطي,وأن هذه الفنون كانت في أيدي صناع مدنيين وأتقنها الرهبان أيضا في الأديرة.
+ ثم يتحدث المؤلف عن فنون الموسيقي والألحان وآلاتها ومراحل تطورها المختلفة بدءآ من العصر الفرعوني وكتابة النوتة الموسيقية التي عثر عليها في البهنسا والتي ترجع إلي أواخر القرن الثالث الميلادي.
وفي الفصل الخامس والأخير يتحدث الكاتب عن الحياة الاجتماعية في خمس نقاط ذكرها بالشرح والتحليل وتشمل وضع ومركز المرأة القبطية في الحياة المصرية في العصر القبطي,وعن سمات الأسرة القبطية وأيضا العادات والتقاليد التي لاتزال سائدة حتي الآن وعن الرهبنة وأطوارها وآثارها التربوية والاجتماعية وانتشارها في العالم والتقويم القبطي وفوائدها الزراعية والدينية.
ويختم الكاتب بحثه بذكر أسماء الأباطرة وحكام مصر,والبطاركة الأقباط خلال العصر القبطي,وحتي فترة دخول العرب.
والواقع أن هذا الكتاب هو بحث شامل يسجل بأمانة وبأسلوب علمي وتاريخي كل ما يتعلق بأصول بالحضارة القبطية بالتالي فهو يعد بحق أول الكتاب الأقباط الذين دعوا إلي الاهتمام بحضارة العصر القبطي كما يعتبر مرجعا أساسيا للباحثين في ذلك العصر.
http://www.wataninet.com/article_ar.asp?ArticleID=8695
|