عرض مشاركة مفردة
  #38  
قديم 01-08-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
وفي القرن الرابع ذهب الى الصحاري المصرية عدد لا بأس به من حجاج الغرب باحثين عن الوحدة والانعزال لكي يتعرفوا على الثقافة القبطية التي عادوا بها بعد ذلك الى مواطنهم الأصلية. وكان أبرز أولئك الحجاج جون كاسيان (360 الى 435) وهو من أبناء جنوب بلاد الغال "فرنسا" وكان والده من الأغنياء وتلقى تعليما ممتازا وبعد أن قضى سبع سنين في الصحارى المصرية مع الرهبان الأقباط سيم قسيسا، وربما كان ذلك في روما، قبل أن يستقر في مرسيليا حيث يعزى اليه ادخال نظام الرهبنة المصرية في بلاد الغال "فرنسا".

وأسس كاسيان في مرسيليا ديرا للرهبان وآخر للراهبات على نموذج كينوبي الذي زاره في مصر

ويوجد في جزيرة "سان أنورا" في مواجهة كان، دير قديم يشرح فيه الرهبان للزائرين خضوعهم للقواعد التي أرساها القديس "باخوميوس".

وتعد سويسرا من البلدان التي تدين بالكثير للكنيسة المصرية، وقد اشتق اسم مدينة سان موريس في فاليه من اسم موريس قائد الفرقة الطيبية "من طيبة" التي كانت ترافق الجيش الروماني في هجوم قمعي موجه ضد الغاليين عام 287. فلما هزم الغاليون أصدر الامبراطور الروماني مكسيميانوس أمرا الى الجيش كله بتقديم القرابين الى الآلهة، غير أن الفرقة الطيبية انسحبت بأمر قائدها موريس الى أجون التي هي حاليا سان موريس ورفضت المشاركة في هذه الطقوس الوثنية، وكانت الكتيبة بأسرها تتألف من مسيحيين أقباط جاءوا من الصعيد

ويقص التاريخ أن موريس ذهب -بالنيابة عن هؤلاء الجنود التابعين له وبالأصالة عن نفسه- الى القائد الروماني فقال له: "نحن جنودك ولكننا أيضا خدام الاله الحق، فاذا كنا ندين لك، على الصعيد العسكري، بالخدمة والطاعة، فاننا مع ذلك لا يسعنا أن نترك خالقنا وسيدنا وهو أيضا خالقك وسيدك رغم كونك تنكره وتجحده، ولقد أدينا اليمين من قبل لله قبل أن نعدك بالولاء ونقسم عليه، وليس بمقدورك أن تثق في يميننا الثاني الذي أقسمناه اذا حنثنا بيميننا الأول

وكان مصير موريس وكثيرين غيره من الأقباط هو القتل، وأطلق اسم القديس موريس على هذا المكان الذي سرعان ما أصبح مركزا مسيحيا حول الدير الذي أنشئ هنالك بعد قليل

وتقول القصة أنه في لحظة قطع رؤوس هؤلاء الشهداء سمع صوت آت من السماء يخاطبهم "قوموا لأن الملائكة ستحملكم الى الفردوس حيث تكللون بأكاليل الشهداء"، فعندئذ قامت أجسادهم وحملوا رؤوسهم في أيديهم وساروا مسافة حوالي مترين، الى حفرة أرقدوا فيها، في المكان الذي يوجد فيه حاليا المدخل الكائن في قبو الدير الكبير في زيوريخ

ويقوم تمثال القديس موريس اليوم في أحد ميادين سان موريتز، أما جسده فقد دفن في موضع صار فيما بعد كنيسة للدير المقام وفق السلك الأوغسطيني في سان موريس ديفاليه.

ويقص التاريخ علينا أيضا أن ثلاثة من الأقباط من رفقاء موريس، هم فيلكس وأخوته ريجولا واكسوبرا، جاءوا الى زيوريخ للتبشير بالانجيل ثم أصبحوا القديسين الشفعاء لزيوريخ، ويحمل خاتم الشعار الرسمي لزيوريخ رسم أولئك الأقباط المبشرين الثلاثة الذين قطعت رؤوسهم فحملوها في أيديهم

ونضيف أيضا أن رفات القديس فيكتور "بقطر في النطق القبطي" مكرمة في جنيف.

وتعتبر المسيحية الأيرلندية التي هي بمثابة العامل الذي بث الحضارة في الحقب الأولى من العصور الوسطى ابنة لكنيسة الاسكندرية القبطية، وهناك سبعة رهبان من المصريين مدفونون في ديزيرت أولدث، وتجد في احتفالات أيرلندا البدائية وعمارتها ما يذكرك بمص المسيحية في العصور السابقة عليها، وقد كان للمبشرين الأقباط تأثير كبير للغاية في أيرلندا.

وقد ذكر أن مبشرين من الأقباط نزلوا بالساحل الغربي لانجلترا حيث كانت للفينيقيين منذ قرون عديدة من قبل تجارة مزدهرة، وقد نقل المبشرون الى أهل تلك البلاد نظام الحياة الرهبانية المصرية، وهذا يعني أن المبشرين الأقباط وصلوا الى الجزر البريطانية قبل وصول القديس أوغسطين أوف كنتربري عام 597 بوقت طويل

وقد سجلت أخبار رحلات المبشرين الأقباط في كتابات يوخوريروس أسقف ليون المتوفي عام 450، حيث ذكر أن "الرهبان الأقباط قد استقروا في فرنسا. كما نحد تلك الأخبار أيضا في ذكر الرهبان السبعة الذين ماتوا ودفنوا في أيرلندا ويرد ذكرهم في صلوات "انجوس" الطويلة.

في هذا الفصل الثاني بينا أن انفصال كنيستي روما والاسكندرية ليس قطيعة كلية وأنه يوجد تقارب بين الكنيستين يمكن أن يؤدي في نهاية الأمر الى الوحدة المسيحية. وبالاضافة الى ذلك فان الكنيسة القبطية قد بشرت بالانجيل في أفريقيا وأوروبا وأدخلت المسيحية في النوبة وأثيوبيا.



لقراءة باقي الأجزاء برجاء الضغط هنـــــا


http://www.copticnews.ca/a_drselim/a..._jul202006.htm
الرد مع إقتباس