ارادة الرب و هل نستطيع تحليلها؟
أخى الحبيب الغالى الاستاذ الفاضل/zazagigi
أولا أحب أن اشكرك بشدة على اهتمامك بالموضوع و تشجيعك الدائم الناطق بالمحبة الاخوية التى تغفر نقائصى
خاصة أنك دائما ما تفتحة لنا بذكاء موضوعات لنتناقش فيها على هامش الموضوع الرئيسى للحوار حتى يستمر زخم الموضوع بنفس التواتر
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة zazagigi
هل كل هذا الدمار هو ارادة الله ؟
ام ان الله و المشاعر الانسانية لا دخل لهما بالحروب...؟؟؟؟
|
فى الحقيقة أن السؤال الذى تساله هو نفس السؤال الذى كان أيوب البار يسأله لنفسه عندما اصابته كل تلك البلايا بالرغم من انه كان رجلا بارا و مستقيم القلب ليس فى عينى نفسه بل فى عينى الرب ذاته
لقد كان يتساءل عن اراده الاله و هل هى أن يصيبه ما اصابه من بلايا رغم بره
و قد كان للشيخ أيوب البار ثلاثة من المشايخ المثقفين (بلغة عصرنا ) هم بلدد الشوحى و اليفاز التمانى و صوفر النعمانى و قد هم ثلاثتهم بزيارة حبيبهم عندما اصابته البلية ولكن صادفهم فى طريقهم شاب بسيط لم يحصل من الثقافة و المعرفة و الخبرة بالحياة ماحصلوا و هذا الشاب هى "ألياهو" الحكيم
من كثرة ماكان السؤال عن ارادة الرب يشغل بال ايوب البار فبمجرد ان راى اصحابه الثلاثة سألهمعن السبب فى ان الرب يريد به هذه البلايا و الامراض
فإذا بهم يظنون انهم يزودون عن الههم من اتهام ايوب البار له المبطن بعدم العدالة فقالوا لايوب البار :انهم عاشوا سنوات طويلة فلم يجدوا ابدا بارا يتعرض للمصائب و الامراض و أن الانسان البار دائما ما يسيج حوله الرب و يحميه و بالتالى فإنك يا ايوب لست بارا كما كنا نظن !!!1إنك بكل تاكيد رجل شرير و انت تعلم ذلك فبدلا من ان تتهم الرب بطريقة الهمز و اللمز بانه ظلمك توب عن خطاياك و اعترف بها !!!!!
و لكن كيف ينافق ايوب البار و يعلن توبته عن خطايا لم يرتكبها؟؟؟؟ و ماذا يفيد البار ايوب نفاقه ؟؟؟ هل يسعد الرب الأله بالنفاق؟؟؟
و فجاة تكلم ذلك الشاب صغير السن اياهوا الحكيم فقال فإذا به ينتهر المثقفين الثلاثة المشايخ الكبار بلدد الشوحى و اليفاز التمانى و صوفر النعمانى
فقال إلياهو البار لهو انهم بحماقة ظنوا انهم يدافعون عن الرب و لكنهم تكلموا بحماقة عن اسم الهنا
لا يجب ابدا أن يجعلوا انفسهم مهما بلغت بهم الثقافة متحدثين رسميين بإسم الارادة الإلهية و لا يجب حتى ان يحاولوا تفسيرها فأين كانوا هم يوم خلق الرب هذا الكون و أين كانوا هم يوم خلق الرب الاجرام السماوية و أين كانوا هم يوم خلق الرب الانفس الحية البحرية و يوم خلق الرب الانفس الحية البرية و يوم خلق الرب الانسان ؟؟؟؟؟؟
فهنا تنفس ايوب البار الصعداء و قال اذا انا لم اخطئ ؟ فقال له الياهوا الحكيم لا بل انك ايضا اخطأت خطية كبيرة يا ايوب فقد كنت تظن أنك بإستقامتك و برك فانك تحمى نفسك من البلايا و هذه خطية فلا يمكن التعامل مع الرب بنظام مقايضة مثل هذا اى بر مقابل حماية من الاخطار
و هنا انكشف حجاب الجهل بين ايوب و الرب بمجرد ان فهم ايوب خطاه و بدا الرب يكلم ايوب فصلى ايوب لأجل اصحابه ليغفر لهم الرب كلامهم بحماقه عن ارادته و بعد ذلك عوض الرب ايوب عن ما اصابه
و خلاصة سفر ايوب اننا لا يمكننا فهم الإرادة الالهية و لكن الارادة الالهية لا يمكن حسابها بنظام المقايضة
فليس عدم تعرض الانسان لأى بلايا فى حياته دليلا على بره فكم من شرير يعيش فى سعادة
و ليس كثرة بلايا الانسان دليلا على ضلاله فكم من بار حياته ملأى بالألم
غير اننا يا صديقى بنظرة شموليه لتاريخ الانسان نجد ان الرب تكلم فى الكتب المقدسة عن احداث ستحدث كلها فى المستقبل و بعض تلك الاحداث دونت فى الكتاب المقدس قبل حدوثها بمئات السنين
و إننا جميعا فى انتظار أن تحدث تلك الامورالكارثية التى ستحل بالارض قبيل المجيئ الثانى للرب يسوع المسيح ليأخذ بأيدينا للنصر على امبراطورية الوحش و نملك جميعا معه كملوك ألف سنة داخل مملكتنا اورشاليم و تلك هى قيامتنا و بعدها بألف سنة يحل الشيطان و يجمع قبائل الارض من عبدة الوحش المهزومين فى المعركة الأولى
ليجتمعوا حول مملكتنا و يحاولون تدميرها و هنا تنزل نارا من السماء و تاكلهم جميها و هنا تحدث قيامكة الاشرار بعد قيامة الابرار بألف سنة و تقاد تلك الارواح البائسة الى عذابها الابدى
إننا عندما ننظر للكون نرى أماكن لم يكن بها للمسيحية وجود كالصين و اسرائيل بدأت تتحول اليها نجد مناطق كانت معقلا للمسيحية مثل دول الاتحاد الاوروبى بإنضمام تركيا لها ستتحول لعبادة الوحش تدريجيا و تصبح اكبر عدو لنا
نجد ان التمسك بدين الحق يزداد فى الولايات المتحدة و الارتباط بين الولايات المتحدة و اسرائيل و الاقليات المسيحية فى الشرق الاوسط يزداد و كل من تلك الاطراف الثلاثة يزدادون ارتباطا بالاخر و يرى منجاته فى الآخر
نجد ان احداث معينة تحدث فى امريكا مثلا ستمنع بكل تاكيد ان تكون امريكا معقلا للوحش و دينه بينما لا تحدث فى اوروبا مثل تلك الاحداث و لا تكون لها مثل تلك الابعاد النفسية الاستراتيجية
و الغرض من هذا الكلام الطويل هو القول ان الامور فى هذا الكون لا تسير بفوضى و دون ارادة تحكمها و الرب افصح بالفعل عن الخطوط العريضة لما سيحدث بالكون حتى مجيئه الثانى و قيامتا الابرار و الاشرار و كل الاحداث التى فى الكون حتى و ان كنا على المدى التكتيكى نظن انها ضد الارادة الالهية فهى على المستوى الاستراتيجى هى حلقة فى سلسلة حلقات فسيفسائية تقود لنفاذ كلمة الرب و كلمة الرب تنفذ دائما
آخر تعديل بواسطة وطنى مخلص ، 05-08-2006 الساعة 11:35 AM
|