رفقا يا شباب
بالرحة شوية يا شباب.
ما يقوله بيموا ناتج عن التعليم الخاطيء الذي تعلمه، فهو يظن أن أحبوا أعدائكم تعني الهدوء الشديد والخنوع.
فاسمحوا لي لحظات.
يا بيموا دعنا أولا نأخذ سياق الأيات حتى نفهم ماذا تعني "واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات.فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم.اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك"
طبعا أنت تعرف أين الآيات ولا داعي للشاهد، الآيات عندما تتكلم عن محبة العدو تضع مقابل لها ما يصنعه الله من أنه يشرق شمسه على الجميع ويمطر على الجميع. أي الله لا يمنع عطاياه عن غير المؤمن. عندما تنظر للآية في سياقها تجد أن المسيح يأمرنا أن لا نتعامل مع الناس بشكل مختلف بسبب خلفيتهم الدينية أو عداوتهم لنا بل يجب أ، نمارس العدل مع الجميع.
أما من ناحية المعاملة الصارمة مع غير المؤمنين بل والسخرية مما يعتقدون فهذا أيضا تعليم كتابي ولنبدأ من العهد القديم "1مل 18 :27 وعند الظهر سخر بهم ايليا وقال ادعوا بصوت عال لانه اله.لعله مستغرق او في خلوة او في سفر او لعله نائم فيتنبّه"
فالوحي المقدس يخبرنا أن إيليا سخر بأنبياء البعل وببعلهم، وطبعا نحن لا نجد فرقا بين عبدة البعل وأتباع محمد.
نفس الأمر فعله ميخا النبي في حواره مع أخاب حيث سخر منه ومما يفعل (1ملوك 22). وفي سفر عاموس يسخر الرب من كل شعب إسرائيل قائلا: "يقول الرب هلم الى بيت ايل واذنبوا الى الجلجال واكثروا الذنوب وأحضروا كل صباح ذبائحكم وكل ثلاثة ايام عشوركم. واوقدوا من الخمير تقدمة شكر ونادوا بنوافل وسمّعوا.لانكم هكذا احببتم يا بني اسرائيل يقول السيد الرب".
وطبعا الله لا يأمرهم بأن يكثروا لذنوب ولو قرأت السياق ستكتشف أسلوب السخرية المرير في الكلمات.
وفي مزمور 37 " الشرير يتفكر ضد الصدّيق ويحرق عليه اسنانه. الرب يضحك به لانه رأى ان يومه آت" يسخر الله من الشرير الذي يظن أن له الغلبة في النهاية.
وفي العهد الجديد سخر ربنا يسوع المسيح من الفرسيين ووبخهم قائلا: "فاجاب وقال لهم حسنا تنبأ اشعياء عنكم انتم المرائين كما هو مكتوب.هذا الشعب يكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا. وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس. لانكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس.غسل الاباريق والكؤوس وامورا أخر كثيرة مثل هذه تفعلون.ثم قال لهم حسنا رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم"
وطبعا كما نتفق سويا أن المسيح لا يرى أن رفضهم وصية الله من أجل التقليد هو أمر حسن بل هو يسخر بما يفعلونه حيث أنهم يدعوا التمسك بالشريعة وبينما هم يرفضوها من أجل التقليد.
أما عن الكلمات العنيفة التي استخدمها الكتاب المقدس في وصف غير المؤمن فكثيرة فخذ مثلا ما قاله المسيح للفرسيين "يا مراؤون" "يا أولاد الأفاعي" "جيل شرير فاسق".
ولو نظرنا لباقي العهد الجديد ستجد أن الرسل أيضا استخدموا لغة قاسية مع غير المؤمنين مثلا "يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب"و " 2بط 2:22 قد اصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد الى قيئه وخنزيرة مغتسلة الى مراغة الحمأة".
والرسول بولس عندما أمر حنانيا بلطمه قال له "سيضربك الله أيها الحائط المبيض" ولم يتراجع عن كلامه إلا عندما وجد أنه رئيس الكهنة لأن الكتاب يقول لا تقل في رئيس شعبك سوء، وطبعا المفهوم هو أنه لو لم يكن رئيس كهنة فما كان للرسول أن يتراجع عن كلامه. والرسول يعقوب يخاطب هؤلاء الذين يحبون العالم قائلا "أيها الزناة والزواني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله"
إن الكتاب المقدس عندما يتعامل مع غير المؤمن فهو يتعامل معه بعدل كامل ويأمرنا أن نصلي له وأن نخدمة لكن في نفس الوقت التعامل معه يكون بصرامة وأحيانا بحدة. هذا يتوقف على نوعية الشخص الذي تتعامل معه. فلو كان شخص مثل الخصي الحبشي يريد أن يفهم فنحن نجيبه بكل هدوء وبكل إحترام. أما إذا كان شخص على مستوى أنبياء البعل وعلى مستوى الفريسسين فهذا له تعامل أخر يشمل السخرية مما يعتقد ويشمل السخرية منه.
أنا أعذرك في فهمك فالكثير من المسيحيين في هذه الآيام يتعلمون المسيحية من الكتاب التليفزيون وليس من الكتاب المقدس فرجاء منك أن تقم بدراسة لرؤية الكتاب المقدس لغير المؤمن بعدها أخبرني عنا ويمكنك أن تبدأ من وصف الرسول بولس لغير المؤمنين: " وكما لم يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق. مملوئين من كل اثم وزنى وشر وطمع وخبث مشحونين حسدا وقتلا وخصاما ومكرا وسؤا نمّامين مفترين مبغضين لله ثالبين متعظمين مدّعين مبتدعين شرورا غير طائعين للوالدين بلا فهم ولا عهد ولا حنو ولا رضى ولا رحمة"
فهل سنتبع رأيك الشخصي المبني على تعليم خاطيء أم نلتزم بما أعلنه الكتاب؟
وشكرا
|