عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 02-10-2006
AleXawy AleXawy غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: AleXanDria
المشاركات: 5,848
AleXawy is on a distinguished road
باختصار لقد وقعت مصر ضحية عملية "غزو بالتخلف"، جرت فصولها عبر عدة ساحات، يأتي في مقدمتها ذلك الدور الذي اطلع به تنظيم "العائدون من النفط"، الذين جلبوا معهم حزمة من القيم السائدة في الفيافي التي عملوا بها، والخطير في هذا المضمار أن هذه "العادات" أسبغت عليها صفة "العبادات"، ومن ثم انتشرت على نحو وبائي مفزع، وتحولت إلى
بيزنس واسع، فهناك آلاف المحال في مصر تبيع ما يسمى "الإسدال" و"الملفحة" فضلاً عن النقاب ولوازمه، واخترقت هذه الظاهرة كافة الطبقات، وأصبح مجرد التطرق إليها عملاً غير مأمون العواقب، فأبسط ما قد يتعرض له من يسعى للفهم أو المناقشة أن يتهم في دينه وأخلاقه، وهذه هي الخطوة الأولى لاغتياله معنوياً، وربما تصفيته جسدياً، وهذا الإرهاب الفكري صنع طبقة عازلة سميكة حول الظاهرة، وحولتها إلى "تابو" لا يجوز المساس به، وكما يحدث دائماً ركب الموجة الأدعياء والأفاقون الذين وجدوا في هذه الظاهرة ساحة بكرا

حققوا من خلالها مكاسب مادية ضخمة، أو سعوا عبرها لتصفية حسابات تاريخية مع المشروع المصري ـ العلوي ـ نسبة إلى محمد علي باشا ـ الذي اصطدم مبكراً بالمشروع البدوي الوهابي، ووصل الصدام بينهما لحد المواجهة العسكرية المسلحة مرتين على الأقل، الأولى في "الدرعية"، حين أرسل الباشا ابنه القائد إبراهيم باشا ليتصدى لهم، أما الثانية فكانت اليمن مسرحها، وبعد ذلك اتخذت المواجهة أشكالاً أخرى، خاصة بعد تفجر النفط، بينما كانت مصر مازالت تدفع فواتير الحروب، وسفر ملايين المصريين لصحارى النفط، ثم عودتهم محملين بمنظومة قيم بدلت وجه الحياة في مصر، ناهيك عن اختراق مؤسسات بالغة الأهمية كالإعلام والتعليم والأزهر، ومازالت الحرب مستعرة ولا يمكن التنبؤ بما قد تنتهي إليه.
ولعلنا لا نتجنى على أحد بل ندافع فقط عن هويتنا المصرية الخاصة بنا، حين نشير إلى أنه ومنذ ظهور الحركة الوهابية في جزيرة العرب وهي تتربص بمصر وتتحرش بها وتكيد لها، والسر وراء هذا الموقف العدائي واضح إذ يتعلق بوضع مصر التي ظلت دائما حجر عثرة في طريق انتشار هذه الحركة الظلامية المتعصبة. إذ كان ـ ولم يزل ـ الوهابيون أشبه بالخفافيش التي لا تحيا سوى في الظلام، بينما كانت مصر منارة ومنصة للحرية في المنطقة، ومن هنا فقد كان الصدام حتمياً وبالفعل اشتعلت الحرب الحضارية بين المشروعين، أما تفاصيل هذه الحرب فسوف نستعرضها في مقالات لاحقة إن كان في العمر بقية.
والله المستعان
Nabil@elaph.com

الرد مع إقتباس