يحكى عن موسى, انه حين هرب من بطش فرعون. لجأ الى برية سيناء يبحث فيها عن مأوى. و صادف فى طريقه راعياً فسأله أن يمضى الليل عنده. فأضافه الراعى مسروراً. و عند المساء. أخذ الراعى قصعة و ملأها باللبن. و سار بعيداً حتى غاب عن الأنظار. ثم عاد بعد فترة بدون القصعة. و جلس يسامر ضيفه. فسأله موسى عما فعل فأجابه الراعى:
- إننى أعطى الله قصعة مملؤة باللبن كل يوم لأشكر له ما أنعم به علىً طوال النهار. فضلاً عن حمايته لى فى أثناء الليل. و يقبل الله منى هذه التقدمة لأننى أجد القصعة فارغة عند الصباح.
فتعجب موسى من هذا الكلام. و أخبر الراعى أن الله ليس بشراً يأكل و يشرب مثلنا. و أن الايمان على هذا النحو ليس صواباً. و لكى يؤكد موسى صحة كلامه. طلب من مضيفه أن يقوده الى حيث وضع القصعة. ليتثبًت هل الله نفسه يأتى و يشرب اللبن الذى فيها. فذهب الاثنان الى المكان و اختبآ خلف صخرة. و بعد برهة, أقبل ذئب شرس و شرب ما فى القصعة و ولًى. فعاد الراعى حزيناً و موسى فرحاً لأنه قوًم إيمان هذا المسكين.
و فى أثناء الليل. كلم الله موسى قال:
- ماذا فعلت يا موسى! و من قال لك إنى غير راضياً عما يفعله هذا الراعى.
من كتاب "قال الراوى" للكاتب "سامى حلاق"
قصة: موسى و الراعى. ص:106
سامى حلاق: وٌلد فى مدينة حلب سنة 1960. مجاز بالهندسة الميكانيكيةو علوم الفلسفة و اللاهوت. و مجموعة القصص هذه هى حصيلة خبرات خياة عاشها بين الشرق العربى و الغرب الأوروبى. و عاشر فى أثنائها رجالاً و نساءً يبنتمون إلى أديان متعددة و ثقافات مختلفة.
|