صراع الي الدهر
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الذهبيالفم
من القضايا المُثارة في هذه الأيام هي قضية " قُبول الأخر " و الذي أثار هذه القضية هو ما يُعرف بِصراع الحضارات أو صِراع الثقافات ( 1 ) ، و هو نتيجة انتشار المعلوماتية الكبيرة عبر القنوات الفضائية ، و صفحات الإنترنت و التي تتكلم بكل حُرية ، و قُبول الآخر مقصود به ، قبُول ما هو مُخالف و مُغاير لفِكرك و حضارتك و ثقافتك ، قُبوله بمعني عَدم اتهامه بالكُفر و عدم مُحاربته بالسيف ، و عدم التشنيع عليه كعدو ؛ لابد من هَدمه و اغتصاب مُمتلكاته ، و ليس معني قبول الآخر هو الاقتناع بفكره كاملاً أو محاولة لتقليده و الأخذ عنه ، و لكن محاولة لفهمه و محاورته و عدم المساس به من الناحية التي تضر ، فليس من الإنسانية اتهام الآخرين بالكُفر ، و إحلال دمهم و إهداره لمُجرد اختلافه في الرأي معنا ، و لذا هذه القضية مَثار جَدل كبير بين الكُتَّاب الغربيين ، و يَعْتبرون و لهم كل الحق فيما يعتبرون ، أن الحضارة العربية المؤسسة علي الفِكر و الثقافة الإسلامية ، لا تقبل الأخر(2 )
|
(1) لقد ظهرت بعض الكتابات الغربية في السنوات الماضية القليلة ، بعد سقوط الشيوعية كفكر اقتصادي ، مفادها أن بسقوط الشيوعية كعدو مُعادي للدين ، يكون العدو الوحيد أمام الحضارة الأوروبية ، هو عدو وحيد ضد التقدم ، وضد الحضارة و ضد الإنسانية ، ألا و هو " الحضارة العربية الإسلامية " لأن الشيوعية فكرها اللاديني لا يعترف بوجود إله أو مُسيطر، و بالتالي كان لها فِكرها المُضاد ضد أعمال و خطة الله ، و لذا كان الغرب يعتبرها عدوه الأول ، و بعد سُقوطها من الناحية الاقتصادية و بالتي ضعفها و عدم قيامها ، صار الغرب يعتبر أن الفكر العربي النابع من الثقافة الإسلامية هو العدو الوحيد للغرب في الفترة القادمة ، و لذا ظهرت نظرية علي يد كاتب غربي اسمه صمويل هانتنجتون في كتابة " صِراع الحضارات و إعادة صياغة العالم من جديد " وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفرد بأمريكا . و مفهوم هذه النظرية أن الحضارات تتصارع مع بعضها و الثقافات تتصارع مع بعضها ، و لكن لابد في النهاية من أن تنتصر حضارة و ثقافة علي الأخرى ، و لذا يَحشد الغرب كل جهوده لكي لا تُهَدم حضارته وثقافته التي نشأت علي حرية الإنسان و الفكر المسيحي النابع من الإنجيل و قداسة القديسين .
( 2 ) وهذا قد سبب لهم خوفاً عظيماً علي حَضارتهم و ثقافتهم ، و قد تجلي هذا الخوف بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م ، و التي دعت الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش George W. Bush ، أن يقول بعد مرور شهر علي هذه الحادثة " أنا أعلم أننا على أتم الاستعداد للتحدي القادم أمامنا I know we are ready for the challenges ahead " و من هنا بدأت المسيرة لمحاربة الإرهاب .
آخر تعديل بواسطة الذهبيالفم ، 03-10-2006 الساعة 03:02 PM
|