وصية
تذكري ان الجرأة تنوّر جسدك، وتمنحه شوقا لا ينتهي.
فالجرأة مع العاشق فريضة، لما لها من سلطان ومواهب علي القلب والروح، ولا ينفع خجل في الحب. وقديما ماتت امرأة في قريتنا بذهاب عقلها، لانها سلمت ما تملك من كنوز ـ لم تدركها ـ الي سلطان الخجل. فاعصري له اعنابك خمرة، تتثبت مكانتك في الحب.
وصية
ابدعي له في كل ليلة حياة اخري لم يعشها معك. اخلقي له في كل ثانية اسما يشتق من اسميكما، واعلمي ان نفس العاشق تتفتح كلما ذكرت اسمه. فالاسم علامة الرسم. تأملي اسمك تجدي اللغة فيه مطابقة للفعل.
وصية
اذا قال لك عاشقك، لا مكان لي، لا ارض لي، فأين أروح، أنا غريب، دوختني البحار، وأبحث عن ساحل، فلتكن اجابتك: أنا دليلك، شاطئك الذي يعصمك من ضياع، ومصباحك المضيء ابدا.
وصية
ليكن توقك الي فعل الحب معه دائما لا موسميا، واذا اقتضت الضرورات، فاضربي وعنفي وكثفي واكشفي وارشفي، ومعجزة الحب انه ابن نفس مطلَقة، فالزمن في يدك، وبالامكان ان نختصر حياتنا في ثانية واحدة مع المحب.
وصية
اجمعي جزرك الصغيرة المتناثرة في بحر ذاتك، فأنت رئيسة قلبك، ادخلي الي عاشقك رافعة علم دولة عشقك، فالعشق لا يصح وبين جنبي المرأة سبع سموات، وسماء السموات والسماء العليا. فعليك ان توحدي السموات ـ جميعا ـ في سماء واحدة هي أنت، العاشق يحب ان تأتيه واحدة في تسع نساء.
وصية
حدثيه دوما بأنه اهل لحبك، ينكشف لك، وتري فيه ما حجب، وقديما قالت رابعة العدوية: احبك حبين: حب الهوي وحبا لأنك اهل لذاكا .
وصية
وأنت تدخلين متجردة الي حضرة عاشقك تمتمي بالحديث اللهم اني أسألك حبك، وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك احب اليّ من نفسي وأهلي ومن الماء البارد .
وصية
اجمعيه، ولا تشتتيه في بلادك، مكنيه منك بالكلية، فقديما قالت جدتك رابعة العدوية:
ليس لي عنك ما حييت براح
أنتَ مني ممكّن في الفؤاد .
وصية
اذكريه كلما نطقت، املئي روحك منه، لا تدعي مكانا شاغرا في قلبك الا وله فيه موقع الرياسة، يقل لكِ: أنا والله احبك، املّكك ما أملك، ثم انفق عليك روحي حتي تهلك ، عولي علي روحك المنيرة كمشكاة فيها مصباح.. فهي فاتحة المحبة، والطريق الأتم للوصول الي المحبوب.
وصية
ليتملكك العشق، حيث الطريق الي قلب المحبوب خلود، واذا اردت خلودا فاذهبي الي عاشقك، فعنده اصل الاشياء، وعندك الوردة التي هي كأس خمرتك.
وصية
كوني اسيرة عاشقك تتحرري، فما عجبت لشيء قدر علمي ان علي الارض بشرا خلت قلوبهم من العشق، فقديما قال الجامي: وما دوران الفلك الا من اجل العشق .
وصية
اعتبي كثيرا فالمحبة ـ كما قال ابن عطاء الله السكندري ـ: اقامة العتاب علي الدوام ، لكن حذار من الاشارة الي الفراق والهجران، ففيهما هلاك المحبوب، لأن الرسول يقول: يحشر المرء مع من احب .
وصية
كملت اعضاؤك، ووصلت الي الرتبة العليا، فليتصل جسدك بجسده، ففـــي اتحــادكما ذوب نوراني، وعـــــشق عرفاني. اتخذي المحبوب غايـة لك في الدنيا، يتم لك العشق، وُتهْدَ روحك.
وصية
اعلمي ان القرب جُواني، والمحبة تغتني في البعد، فلا نقض لميثاق، ولا غدر بعهد، فالوفاء وقود العشق، فكوني قريبة بعيدة بلا مسافة.
وصية
اعلمي ان قلب عاشقك لا يموت، قد يفني جسدهُ، لكن يظل قلبه موحدا باسمك، فلا تخرجي عن اسمه، لانك ـ كما قال النفري ـ: اذا خرجت عن الاسماء، خرجت عن المسميات واذا خرجت عن المسميات، خرجت عن كل ما بدا منه لك.
وصية
لا تجعلي بينك وبين المحبوب حجابا، فمقامك معروف عنده، وبيتك بيته، وقبرك قبره، ودنياه فارغة الا منك، وآخرته ليس فيها سواك.
وصية
كوني من الذين جعلهم الله من اهل الليل، فأنت ضالته في كل أين، وفي كل زمان، ولكن لليل حدوسا وقداسة، لا غائب بينكما، كلاكما حاضر.
وصية
لا تعاقبي قلبه، بل حاولي ألف مرة، فان القلب يلتئم اذا كان المحبوب مازال في عشقه إلهيا، واذا فارقت مكانه، فلا تفارقي اسمه ورسمه، فالقلوب تبصر ما لا تدركه العيون، واذا لم تريه في المكان، فالروح تشيله وتراه في كل حال.
وصية
اعرفي ان لا شيء يأكل المحبة غير الظن بأن العاشق قد تحولت روحه عن محراب محبوبه، فحكمي الباطن، فانه قاضي العشق العادل.
وصية
خلي حرفك يدخل في حرفه، تتحدا، وتكن لغتكما واحدة، لا تدعي للاختلاف محلا بينكما، فاسماكما مكتوبان في كل لغة، بحروف واحدة، صيرها العشق اسما كاملا للوجود.
وصية
لا تقيمي في النفي، فكل ما لدي المحبوب آت اليك، فالاقصاء ليس صفة فيك، وما خفي من سر محجوب عنك ستكشفه نفسك، فلم العجلة في مجاوزة المحبوب، واتهامه بما ليس فيه، اقيمي في قلبه، دعي قلبك يهجم علي قلبه، تتضح الغايات.
وصية
اقيمي في مقام عين محبوبك، تصليه في الدنيا والآخرة. لا تجاوريه في شيء، لأن في المجاورة مسافة، وفي المحبة لا يعرف الخيط من الابرة، من العاشق ومن المعشوق.
وصية
اعلمي انه لا يسعك في الدنيا والاخرة غير محبوبك.
فالمحب الحق يعشق بلا سبب او غاية، واذا عرف سبب العشق فسد وانقطع. فاستمسكي بمن رأيت انه مرآتك الأبدية.
لا تجعلي قلبَ محبوبك يطمئن ابدا، فاذا اطمأن القلب سكن، فعليك بالايقاد والاحراق، دونما مغالاة لا طاقة للعاشق بها.
احمد الشهاوي
آخر تعديل بواسطة AleXawy ، 12-10-2006 الساعة 04:38 PM
|