(3)
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu...1.htm&DID=9022
تحقيقات
43794 السنة 131-العدد 2006 نوفمبر 1 9 من شوال 1427 هـ الأربعاء
حينما تختلط الحقائق بالشائعات:
التحرش الجنسي في وسط البلد!
تحقيق: ايمن السيسي
شائعات كثيرة ترددت خلال الأيام الأخيرة حول وقوع حوادث تحرش بالفتيات في منطقة وسط البلد والكثير من الروايات دارت حول تجمعات لشباب بالعشرات يحيطون بفتيات يتحسسون أجسادهن ويمزقون ثيابهن احيانا ويطاردونهن فتلجأ الفتيات إلي المحال التجارية والمنازل التي أغلقت ابوابها لحمايتهن.. وبعض الروايات تحدثت عن ارتباط مباشر بين افتتاح بعض أفلام العيد التي يوجد بها مشاهد مثيرة للشباب المتلهف للجنس فخرجوا لينفسوا عن انفسهم مع أول فتاة يرونها في الطريق حتي لو كانت بصحبة زوجها أو أخيها أو والدها, بل تناولت بعض الروايات فنانات شاركن في الأفلام وحضرن العرض الأول له ولولا حراسهن لوقعت جريمة تحرش.. هذه بعض الروايات.. أو الشائعات.. بالطبع هناك قدر من الحقيقة فيما قيل.. وهناك الكثير من المبالغة والشائعات لكننا أردنا أن نرصد ما حدث في شارعي طلعت حرب وعدلي وأن نستطلع رأي الفتيات سواء اللاتي شاهدن بعض الوقائع أو اللاتي تعرضن لهذا الهجوم الجنسي العلني.. كما استطلعنا آراء رجال الأمن..
وأيا كان الأمر فهذا ناقوس خطر شديد ندقه لضبط الشارع المصري وحماية بناتنا وزوجاتنا وشقيقاتنا وكل فتاة قدر لها أن تخرج إلي الشارع.. وحتي نصل بشبابنا إلي بر الأمان ونحميهم من أنفسهم ونعالج المشكلة من جذورها ونصل إلي عمق الحقيقة ولا نكتفي بالمعالجة السطحية.. وهذا ما سنحاول رصده من خلال جولتنا في وسط البلد لمعرفة الحقيقة بدون رتوش.
احد الباعة الجائلين في شارع طلعت حرب قال إن الشباب المتسكعين غالبا ما يقومون أو بعضهم بالمعاكسات أو التحرش الخفيف ولكنه يزداد كما يقول احدهم في الشوارع المزدحمة كالشواربي وميدان العتبة, ويضيف في هذا الازدحام تكون الفرص سانحة لفعل أي شيء. وأنا شخصيا أفعل ذلك كل يومين تقريبا3 مرات. وغالبا ما تضحك الفتاة أو تتجاهلني وتواصل سيرها وقد تنظر لي باحتقار وتمضي والجريئة منهن تسبني. وإذا فكرت أن ترفع يدها أباغتها بالسباب, وإذا تجمع الناس حولنا أهرب بسرعة كبيرة بعيدا وأذوب وسط الزحام.
شاب آخر يعترف بأنه يمارس التحرش ويقول أبدأ المعاكسة أنا وزملائي بترديد الأغنيات ذات الايحاءات الجنسية.( أديك تقول مخدتش.. ياناكر الجميل), و(أقوله جوه يقولي بره..!) و(حط النقط عالحروف!) فإذا ابتسمت( أهبش).
آخر يقول: أحيانا تسير البنات جماعات متجاورات يمنعن الطريق فأضربها لأمر من بينهن.
أحمد ابريانو يؤكد ان ذلك يحدث في كل عيد أو مناسبة تقريبا بنفس الصورة. عايزين( نفرفش ونهيس) ننزل نمشي في الشارع إذا أعجبتنا بنت أو أكثر نشكل حولها حلقة وبسرعة يتكاثر الشباب بدون دعوة أو معرفة وإذا ما صرخت أو تدخل أحد كبار السن نتفرق مسرعين.
يتساءل أحد الباعة بمحل للأحذية بشارع طلعت حرب: إن كان البعض يحلو له اختلاق المبررات لسلوكه هذا متعللا بسوء مظهر البنات وضيق ملابسهن لهذا السلوك الفردي الغريب علي اخلاقيات الشارع المصري الذي عرفناه وعشناه فمن يحمي الأنثي ـ أيا كان مظهرها ـ من المعاكسات والتعدي؟ وما هو المبرر الذي يدفع عشرين شابا للتحرش الوقح والفج بثلاث أو أربع فتيات في شارع طلعت حرب أثناء ذروة إزدحامه بمرتاديه مساء أول أيام العيد؟
شاهدة وضحية!
د.ص ـ إحدي الفتيات اللاتي حضرت تلك الواقعة تقول شاهدت أكثر من عشرين شابا تدل أشكالهم وملابسهم وطريقة سيرهم والقائهم أعقاب السجائر المشتعلة باستهتار شديد أمام البنات, علي أنهم بلطجية.
وتضيف: كنت أسير مع ثلاثة من زميلاتي بعد خروجنا من السينما وأمامنا فتيات آخريات وفجأة إنقض هؤلاء الشباب علينا وتداخلوا بيننا يتحرشون بنا. وقد امتدت أياديهم الينا بصورة أكثر بشاعة مما يتصور أحد في الشارع المزدحم! ومن كانت منا تحاول دفع الأيدي عنها بيدها أو بالصراخ كانوا يحاولون جذبها من ملابسها, وتعالت صرخات الأمهات علي الأرصفة مما شجعنا علي الصراخ بهستيريا.
وتدخل بعض الرجال من أصحاب المحلات والعاملين بها والشباب المار ليفرقوا البلطجية ويبعدوهم عنا بعضهم نزع الأحزمة وراح يجري وراءهم وينهال عليهم بالضرب, والأغرب في الأمر أن هذا المشهد العبثي الماجن تم وضحكات هؤلاء المعتدين تتعالي ساخرة منا ومن المارين في الشارع, وقد أحكموا حلقة حولنا ومنعونا من إختراقها هربا. ما حدث لم يكن أول مرة للتحرش دون حياء كما تقول و.ع, فقد حاول أحد الشباب جذب جيبتها في شارع جامعة الدول العربية, وعندما وجد في عيون الناس استهجانا لفعله صرخ فيهم: ايه؟ حد عاوز حاجة!! وسار يلوح بيديه في الشارع ويغني, والناس طبعا خافت وأسرعت لاقرب تاكسي فخاف السائق وأسرع بالابتعاد بي. وهو يلعن شباب هذه الأيام وقلة تربية هذا الجيل
وتتهم ح.س ـ ربة منزل وأم ـ الشباب الذين يعملون لدي محلات بيع الملابس ويقفون أمامها يدعون الزبائن للدخول أو يوزعون كروت الدعاية, وتقول إن بعضهم سييء السلوك وبحجة توزيع الكروت تجده يمد يده للتحرش بإحدي الفتيات وهو ما حدث مع ابنتي التي أنقذها صراخها وتجمع المارة حولها.
وتحكي الطالبة م.س ـ ما تعرضت له في أثناء عودتها وزميلة لها في القطار فتقول: التصق بنا أحد الشباب فما كان منها إلا أن صفعته علي وجهه ولكنه بكل بجاحة حاول ايهام الركاب الذين كادوا يفتكون به أن زميلتي هي التي التصقت به لولا تدخل إحدي السيدات وقالت إنها رأته وحكت ما شاهدته.
ولم ينج من صفعاتهم إلا بعد أن خلصه البعض وذاب بعدها في عربة أخري.
وعن رجال الشرطة في القطار قالت: طوال سفري بالقطار يوميا خلال ثلاثة أعوام لم أصادف واحدا منهم سوي علي أرصفة المحطات, وللأسف البعض منهم يري مايحدث من احتكاكات وتحرشات ومعاكسات ويبتسم وكأنه معجب بما يحدث بل ويشجعه بتغاضيه عنه.
وتضيف إن مايحدث في عربات القطارات يحدث أيضا في عربات مترو الأنفاق وعلي أرصفته, هذا المكان الذي كان منذ سنوات مثالا للانضباط في الشارع المصري أصيب أيضا بمرض الانفلات الأخلاقي والتسيب رغم أنه مكان محكم لو أحسن اختيار الجنود الذين يقضون خدمتهم العسكرية به والأمناء والضباط الشباب به, وعن واقعة طلعت حرب يقول أحد الباعة الجائلين أن الشباب عملوا حلقة حول3 بنات محجبات ولكن ملابسهن ضيقة وبدأوا في مغازلتهم مغازلة فاضحة وبألفاظ جنسية صريحة وصلت إلي مد الأيادي ونزع الحجاب وتقطيع البلوزات, ولولا تدخل المارة في الشارع لما انفضت الحلقة بعدها جاء بعض العساكر والأمناء وحاولوا البحث عنهم ولكن الزحام كان قد ابتلعهم.
(يتبع)