
06-11-2006
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 1,647
|
|
الحكم على صدام شنقاً حتى الموت...
اليوم قالت المحكمة كلمتها الفاصلة، وقضت بالحكم على "صدام حسين المجيد التكريتي" شنقاً حتى الموت على خلفية قضية الدجيل والتي راح ضحيتها 148 مواطناً عراقياً، وأدت إلى ضياع ممتلكات من تجريف بساتين وهدم مساكن وترحيل جماعي لكثير من الأسر والعوائل إلى الصحراء حيث القيظ والعطش وسم العقارب القاتل... حكم عادل صدر في حق أشهر الطواغيت على مر العصور وأكبر السفاحين الذي أذاق شعبه الويلات تلو الويلات وأراه الذل والمهانة في واضحة النهار ولم يستثن أي طائفة من ظلمه وجوره بل كان عادلاً في توزيع ظلمه بين أبناء الشعب العراقي بمختلف مشاربهم ومنابتهم، وسبب للعراقيين ولجيرانهم كوارث ومآسي كانوا في غنى عنها... لو قدر للعراق أن مسكت زمامه قيادة عاقلة لتحول إلى جنة غناء تفيض خيراً لتعم جميع شعوب المنطقة، فهذا البلد ذو الثروات الهائلة والذي يمتلك ثاني أكبر احتياطي عالمي من البترول وأراض زراعية شاسعة ونهرين عظيمين وبعد تاريخي وحضاري يتميز بالغنى والتنوع يمكن توظيفه سياحياً، كان بمقدوره المساهمة في صنع الحياة ورسم الابتسامة على الشفاه لو لم يأخذ بزمام أموره مجموعة من الصعاليك المنعدمي الضمير وذوي السريرة الرديئة خريجي مدرسة الغدر والطعن بالخنجر من وراء الظهر...
وعلى ذكر الغدر، فقبيل غزو الكويت بأيام قليلة التقى "المهيب صدام حسين المجيد" بأمير الكويت الراحل "جابر الأحمد الصباح" بوجه باسم يعطي الأمان، وبشاربي رجل دخل الخمسين بكامل مشمشها وبوقفة خادعة تجسد النخوة والعزة العربية لحارس البوابة الشرقية من ملالي المجوس وشياطين كسرى، وقال للأمير جابر وبالحرف أتدري يا سمو الأمير أنني دائماً أنصح أبنائي وأقول لهم أنه إذا أصابني مكروه عليهم أن يذهبوا عند "بابا جابر" فخيمته عامرة وقلبه فياض وسيعاملهم كأبنائه تماماً، آنذاك صدق الأمير الراحل كلام الطاغية ورد الابتسامة بالابتسامة وبمجاملة رقيقة وبالدعوة لفارس العرب وبطل القادسية بالصحة وطول العمر وبزيارة رسمية للكويت ليحل أهلاً وينزل سهلاً بين ديرته وعشيرته، وما هي إلا أيام معدودات حتى كان النشامي الغياري على أبواب القصر الأميري على ظهور دباباتهم ملوحين ببنادقهم ومسدساتهم، وتم ضم الكويت بمرسوم جمهوري تحت اسم "كاظمة" المحافظة التاسعة عشرة للعراق... وقتها أطل فارس العرب عبر المرئي والمسموع والمقروء من إعلامنا ليقول لنا أن على العالم نسيان إمارة كان اسمها الكويت...
وقبل هذا صرح الهارب "عزة إبراهيم الدوري" أمام حشد من قيادة الجيش العراقي وبحضور مسؤولين كويتيين أن الجندي العراقي مدين لأمير الكويت في كل كسرة خبز يأكلها!!! وما هي إلا أيام معدودات حتى تحول المدح إلى قدح وتحول الشكر إلى جحود ونكران جميل...
من كان سيرد الحق المغتصب لأبنائه الشرعيين؟؟ حشاش اليمن؟؟ الذي وصف صدام بعد الغزو بالقائد العربي القومي الفذ؟؟ أم بهلول الخرطوم المعجب بعنتريات وحنقزيات صدام إلى درجة الهيام والذوبان فأطلق عليه لقب فارس العرب؟؟ أم أبو عمار الذي لم تسعه الدنيا فرحاً وهو يقبل صدام قبلات حارة تليق ببطل الأمة وقد سبق له أن أخبر صدام أنه رآه في منامه يمتطي صهوة حصان أبيض وهو يدخل مدينة القدس فاتحاً... وفرح كثير من رفاق أبو عمار كرد للجميل على السند والمدد والمؤازرة التي كان يتلقاها الفلسطينيون من دولة الكويت...
وقبلها خاض صدام حسين حرباً ضد إيران لمدة ثمانِ سنوات كانت نتيجتها مئات الآلاف من القتلى والمعطوبين من كلا الطرفين واقتصاد منهار، أنا لا أقول أن النظام الايراني مظلوم فقد كان هو الآخر ممن شجع على إشعال فتيل الكارثة بتصريحاته العدوانية ومواقفه الشاذة ولو لم يبدأ صدام بإشعالها لأشعلها الخميني...
**********
مصير صدام وجلاوزته القتلة درس بليغ وعبرة لمن لا يعتبر لكل طاغية مهووس بحب السلطة ونقلها لأبنائه بصفة غير مشروعة ولكل حاكم سفاح مدمن على سفك الدماء وتقطيع الأوصال... ودرس لكل المجتمعات المدنية لكي تكثف جهودها من أجل دمقرطة المؤسسات وإشراك المواطن في صنع القرار وبناء المجتمعات الحداثية الديمقراطية التي تقبل بالتنوع والرأي الآخر...
http://www.copts-united.com/wrr/go1....from=&ucat=97&
|