
07-11-2006
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: jordan
المشاركات: 1,799
|
|
أما الصحافة المصرية فأمرها عجب.. منتهى العجز والتواطؤ.. صغار المحررين يلحون على الفنانات المصريات «فقط» بهذا السؤال السمج: متى تعتزلين وترتدين الحجاب؟ وتضطر الفنانة الشابة إلى تأكيد رغبتها فى الحجاب وأنها تنتظر الهداية، وإذا ما قررت فنانة الاعتزال صفقوا لها وأمطروها بالتحقيقات الصحفية ووضعوا أخبار حجابها وتحركاتها وتصريحاتها وبياناتها بعد الحجاب فى الصفحات الأولى. لقد وصل الأمر إلى أن مجلة فنية يفترض فيها تشجيع الفن وتسويقه، تحولت إلى صحيفة داعية للحجاب، وكانت تضع صور المحجبات على الأغلفة وتحتفى أشد الاحتفاء بقرار اعتزالهن الفن!! بل وصل الأمر بتلك المجلة أن وضعت صورة داعية إسلامى شاب بنى شهرته على إقناع فتيات الطبقة الغنية والجامعة الأمريكية بأنهن عورة ولابد من الاختباء تحت الحجاب، وفى مرة أخرى وضعت تلك المجلة الفنية صورة ابن فنان شهير يسعى لأن يقتحم المجال الفنى، فماذا كانت مسوغات التحاقه بمهنة التمثيل؟ أنه شاب ورع من أتباع «داعية الحجاب» ويتبع تعليماته حرفيا، وأنه يتمنى أن تتحجب كل نساء الأرض. بعد شهور قليلة كانت فضيحة أخلاقية تطارد ذلك الفنان الشاب، واضطر أن يعلن أمام الملايين على شاشة التليفزيون المصرى أكثر من مرة أنه لم يكن فى نيته أبدا أن يتزوج من الفتاة بنت أستاذ الجامعة التى عشقته وصدقت أنه تزوجها على سنة الله ورسوله، وإنما يمارس الزنى!! ورغم هذا الإعلان الصريح الفاضح بارتكاب واحدة من الكبائر لم يتحرك أحد من «الدعاة الجدد» ويطالب بجلده وفقا لنص صريح فى القرآن الكريم، أو حتى استتابته وإرغامه على الاعتراف بأبوته لنتاج عملته، بالعكس كالوا الاتهامات لشريكته وحرضوه على عدم الاعتراف بابنته، لأنها بنت زنى! وأخيرا استيقظ ضمير قاض وأصدر حكما تاريخيا يعيد الأمور إلى نصابها.
معركة النقاب مسرحية سخيفة تليق بعصر انهيار الفن فى مصر، والمقصود منها المزيد من التراجع إلى الخلف، وإلهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية، بحيث يصبح همهم الأساسى ليس التطور ولا التنمية ولا الحرية ولا حقوقهم كبشر، وإنما البحث عن إجابة لذلك السؤال الملفق: هل ترتدى المرأة الحجاب أم النقاب..؟ وإحقاقا للحق لم تقف أى صحيفة مصرية بشجاعة وقوة لتهاجم تلك الموجة الهادرة وتفند حجج المدعين بالمقالات الرصينة وبالرجوع إلى الأصول الإسلامية الصحيحة وبالتحقيقات الصحفية الشجاعة.. إلا مجلة «روز اليوسف» الغراء.. ولسوف يذكر التاريخ أن الصحافة المصرية تقاعست وجبنت وكان موقفها سلبيا ووقفت تتفرج بشماتة على الكارثة التى حلت بالمرأة المصرية بعد نكسة يونيو 1967.
أكتب هذا المقال لأحيى مجلة «روزاليوسف» التى تربيت صحفيا على يديها وتشربت فيها الشجاعة والصراحة والرغبة فى مجابهة الباطل والانتصار للحق، وأعتذر لأنى لأول مرة فى حياتى سأخذل مجلتى الحبيبة، ولن أهاجم النقاب، بل سأدعو النساء إلى ارتدائه.. وربما ارتديته أنا أيضا حتى تصير نساء مصر سحابة سوداء أخرى، تحوم بين جنباتها، لعلها توقظ الضمائر النائمة.. وتفيق الوعى الذى غاب طويلا وتعيد الأمة إلى إنصاف بناتها. أما المهاجمون للنقاب فأقول لهم: عذرا.. لقد تأخرتم كثيرا.. وفات الأوان، ولن يجدى البكاء على لبن سكبتموه بأيديكم..!؟
http://arabic-media.com/newspapers/egypt/rosaonline.htm
|