عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 20-11-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
رائحة الورد

بقلم حمدى رزق

ليست مفاجأة للإخوان والتابعين أن بنات عائلة المرشد الإمام «حسن البنا» كن غير محجبات، وهذا ليس قولنا بل قول الأستاذ «جمال البنا» شقيق الإمام.


سألته في حوار «مسجل ومنشور»: هل بنات العائلة كن محجبات؟ فقال: هذه الظاهرة أصلاً لم تكن شائعة في الأربعينيات، والأستاذ البنا «رحمه الله» أمضي كل حياته في الفترة الليبرالية من حياة مصر، ولم يكن هذا الهوس موجوداً.


ويضيف شقيق الإمام: «الحجاب لم يفرضه الإسلام، الحجاب ظهر منذ ألفي عام تقريبا قبل الإسلام، إذن لا يعقل أن يكون الإسلام هو الذي فرض الحجاب، وكلمة «الحجاب» لم ترد في القرآن إلا في موضوع واحد يخص زوجات الرسول «صلي الله عليه وسلم» وعلي وجه التعيين، وليس بمعني زي، ولكن بمعني ستار، وكلام القرآن شيء وكلام المجتمع شيء».


مالي أري النائب «حمدي حسن» يزن بمكيالين، مكيال غض البصر عن أفكار وتصريحات إخوان وأقرباء وأتباع المرشد الإمام، وكرباج يجلد به وزراء حكومة الدكتور نظيف، يتسامح مع شقيق الإمام.. لكنه يمسك بخناق الوزير الفنان ويطالب بمحاكمته في قضية الورد - أقصد الحجاب.
الحجاب واحد في الحالتين، والإنكار والاستنكار للحجاب من البنا وحسني واحد، لكن استملاح إخواني هنا واستنكاف هناك، أعرف أن النائب حسن وإخوانه لا يبارون البنا علماً وفقهاً وحجية ولا يستطيعون المزايدة عليه إخوانيا «رفض الانضمام للجماعة علي أيام شقيقه» لكنهم «يتشطرون» علي وزير الثقافة وينعتونه بالإباحية والعري والشذوذ الفكري.


رفع المصاحف والتخويف والترهيب الذي يمارسه النائب حمدي حسن، لا يخيف خفيرا حتي يخشاه وزيرا، وثبات الوزير حسني مطلوب، وتراجعه علي نحو ما قاله للزميلة إيمان أنور في «أخبار اليوم» مرفوض، ومرفوض أيضا السكوت البرلماني علي التجاوزات في استخدام الأدوات البرلمانية وما تحويه طلبات الإحاطة والأسئلة والاستجوابات من كلمات التكفير والتخوين والغمز واللمز والخلط بين ما هو شخصي، وما هو عام «يقول النائب غامزا في قناة الشائعات التي تلاحق حسني: نهيب بالوزير أن يحتفظ دوما بملابسه...»


أغرب من موقف النائب حمدي، حالة الصمت الحكومي، وكأن فاروق حسني وزير لثقافة بوركينا فاسو، أو أن رئيس الوزراء لم تصله تهديدات الإخوان بالإعدام شنقا، أو أن المسؤولية الوزارية السياسية ليست جماعية. ألمح علي باب مكتب الدكتور نظيف شعار «اللي يشيل قربة تخر علي دماغه».


أغرب منها حالة الموالسة التي يلتحف بها الليبراليون داخل النظام وخارجه، فإذا كان رهان المتأخونين من الكتّاب والمفكرين الليبراليين علي الصمت حتي لا يخسروا مقاعدهم في قطار الإخوان إذا احتل الرصيف، فماذا ينتظر الليبراليون القاعدون علي الرصيف لإعلان كلمتهم؟! لا مبرر لهم إن هم سكتوا، الكيل بمكيالين مرة أخري، دفاع مجيد عن الليبرالية والحريات ضد عسف النظام، وصمت مريب علي التهديدات الإخوانية للأفكار الليبرالية، نكاية في الحكومة، أو تشفيا فيها.
هل الكيد للنظام يبرر الصمت علي تلك الممارسات التي لا يجيزها خصام سياسي أو حتي عداء؟

هل الثأرية من النظام تلقي بنا في أتون لا يرحم، نصيبنا منه فادح لو تعلمون، واليوم الدور علي الوزير، وغدا علي الجميع حتي الخفير؟ الصمت مذلة، والموالسة عار، وشعار «اللهم اضرب الظالمين بالظالمين» تظلمون به أنفسكم، تبلعون الآن ألسنتكم، وكانت تطول حنقا علي النظام، كلاهما يستأهل الحنق إذا مس الليبرالية والحريات، النظام والإخوان.


لن أدافع عن الوزير حسني، فليست تلك مهمتي، ولن تكون، ولكني أدافع عن حقه في أن يفكر ويعتقد ويرفض تغطية الورد.. المفكر الإسلامي الكبير جمال البنا يرفض تغطية الورد وطالما القضية هي الورد، فلماذا نجني الشوك؟!
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس