عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 20-11-2006
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
المفكر الإسلامي جمال البنا يؤكد أن: الإسلام ليس به حجاب أو نقاب
حوار: سامح سامي
شعر المرأة ليس عورة ولا يوجد أبداً في الكتاب والسنة ما يقول ذلك
أثار تصريح الفنان فاروق حسني لجريدة المصري اليوم حول الحجاب وأنه عودة للوراء جدلاً واسعاً في الشارع المصري، واستغل هذا التصريح جماعة الإخوان المسلمين وبعض رجال الأزهر الشريف لتأكيد فرض الحجاب على بنات مصر، لأن الحجاب له معنى سياسي أكثر منه ديني.. بسبب هذه التصريحات وهذا الجدل رأينا أن نجري حواراً مع المفكر الإسلامي جمال البنا الذي له آراء صدامية مع ما يقولوه شيوخ الأزهر ورجال الإخوان المسلمين.

* ما رأيك في ارتداء الحجاب، وتعليقك ما قاله وزير الثقافة؟
** إن الحجاب أمر شخصي يخضع لإرادة المرأة، لم يكن فريضة، أو يدخل في عقيدة وشريعة، دهشت لهذه الضجة التي ثارت حول ما قاله الوزير عن الحجاب لأنه لم يأت بشيء جديد، فخروج المرأة سافرة في مصر لم يكن أمراً طارئاً طوال تاريخها الحديث منذ رفاعة الطهطاوي الذي عبر عن إعجابه بالمرأة الفرنسية، حيث استحسن الدور الذي تقوم به المرأة الفرنسية التي يضفي وجودها على المجلس جمالاً وأنساً وبهجة، وأنها تحيي الضيف أصالة ونيابة عن زوجها.
كما أن الإسلام إيمان وعمل، وصدق وإخلاص، وكفاح وجهاد، للتغلب على تحديات الحياة، ولكن العيب في هؤلاء الذين يدافعون عن الحجاب بأنهم يريدون أن يسجنوا الإسلام في الحجاب ويختزلوا الدين في متر مربع، أنهم يظلمون الإسلام ويظلمون أنفسهم، فالإسلام أعظم من ذلك، وهو لم ينزل لنا وحدنا، ولكنه نزل لكل العالم.

إنه لا حاجة الآن للحجاب لأنه يعوق المرأة عن حياتها العملية، وأنه لا يوجد في الإسلام ما يؤكد فرضيته، كما أن الحجاب فرض على الإسلام ولم يفرض الإسلام الحجاب، فشعر المرأة ليس عورة، بل يمكنها أن تؤدي صلاتها بمفردها وهي كاشفة الشعر، والاختلاط ضرورة، حتى لو حدثت بعض الأخطاء، فالإنسان عندما تصدمه سيارة في الشارع، لا يكون ذلك مدعاة لإلغاء السير فيه.
وأنه لا يستسيغ عزل النساء عن الرجال، بينما التطورات الحالية تفرض لهن حقوق سياسية واجتماعية واقتصادية مساوية للرجال.
والحجاب لم يكن عقيدة أو شريعة بل مجرد عادات، إنه موجود من قبل الإسلام بألفي عام، نراه في كتاب حمورابي، وفي أثينا في عهد أفلاطون وأرسطو حيث كان ينظر إلى المرأة على أنها من الحريم، كذلك ركزت اليهودية على الحجاب بشكل مكثف.
وكان الحجاب موجوداً في العالم كله على أساس أنها مجتمعات ذكورية خصصت المرأة للبيت والرجل للعمل وكسب الرزق، ولم يكن ذلك مزعجاً للمرأة لأنها وجدت في الأمومة ما يعوضها، لكن مع تطور الحياة في العصر الحديث ونمو فكرة الإنسان وأن المرأة إنسان أيضا، تغيرت مشاعرها وبدأت تطالب بحقها كإنسان، واقتضى ذلك دخول المرأة مجال العمل ومشاركتها في العمل السياسي مثل الرجل تماماً، ومن ثم أصبح لا ضرورة للحجاب الذي يحمل معنيين، أن تحتجب في البيت، أو أن تغطي شعرها فقط أو شعرها ووجهها وهو ما يسمى في هذه الحالة بالنقاب.

بالإضافة إلى أن الحجاب يحول عملياً دون مشاركتها في الحياة العملية، فما دامت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد غيرت من وضع المرأة، مما يستدعي تغيير المفاهيم بشأنها وما يستتبعها من حجاب أو غير حجاب.

* وما تعليقك على ما يقولون أن شعر المرأة عورة؟
** شعر المرأة ليس عورة ولا يوجد أبداً في الكتاب والسنة ما يقول ذلك، وهناك حديث في صحيح البخاري بأن الرجال والنساء كانوا يتوضأن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من حوض واحد في وقت واحد، فكيف إذاً تتوضأ المرأة وهي مقنعة مرتدية ذلك اللباس الذي يجعلها شبحاً أسود؟ كيف تغسل وجهها وقدميها ويديها إلى المرفقين؟ وكيف تمسح على شعرها؟
لقد استمر هذا الوضع طيلة حياة الرسول، وفي جزء من خلاقة أبي بكر الصديق وجزء من خلافة عمر الذي فصل بين الرجال والنساء في الوضوء من مكان واحد.

ليس في القرآن الكريم أو السنة الشريفة ما يأمر بالحجاب مطلقاً القرآن عندما قال "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" كان ذلك في إطار الحديث عن لباس اجتماعي سائد في ذلك الوقت، فالرجال يلبسون العمائم والنساء تختمر لتقي نفسها من التراب أو من الشمس، وبالتالي فالمسألة لا علاقة لها بالدين، ومن هنا أمر القرآن أن تسد المرأة فتحة الصدر بالخمار الذي كانت ترتديه كعادة اجتماعية، لكنه لم يأمرها بأن ترتدي الخمار ولم يقل إنه من الضروري أن يغطي الرأس.
القرآن ليس فيه آية واحدة تحث على الحجاب إلا بالنسبة لزوجات الرسول، وهو ليس زياً وإنما باب أو ستار.
* ولكن البعض يقولون إن الإسلام يطلب أن تلبس الحجاب أو النقاب...
** الإسلام لا يطلب من المرأة أن تغطي شعرها أو تنزع ذلك الغطاء، هذا ليس شأنه، وإنما يدخل في إطار حقوقها الشخصية، لا أجد حرجاً مطلقاً في أن تصلي المرأة بشعرها، ومع ذلك لا بد أن نفرق بين كونها في الشارع، فلا نرى ضرورة لأن تلبس غطاء على رأسها، وبين أن تكون في الصلاة فترتديه، وإن كنت لا أرى حرجاً في أن تصلي بدونه.
ليس في الإسلام مشكلة إذا قلنا إن الإسلام هو الله والرسول، هو القرآن والسُنة الثابتة، ولكن ما أكثر المشاكل التي يثيرها الفقهاء، وما أكثر البلاوي التي يهيلها الحكام على رؤوس المسلمين ليثقلوا بها ظهرهم فلا تعود فيهم قوة أو همة لمعارضة أو مطالبة وليجعلوهم ضياعاً كالأيتام في مأدبة اللئام.

* إذاً لماذا كل هذه الضجة حول الحجاب؟
** قد لا يعلم أبناء هذا الجيل المشغول بالأحداث والمهموم بأعباء المعيشة والمنقطعة صلاته أن الحجاب كان سبباً في قيام ثورة عاتية في الأفغان في العقد الثاني في القرن العشرين عصفت بأسرة مالكة، وجاءت بأخرى، فعندما جرؤ الملك أمان الله خان – خلال محاولته تحديث بلده القبلي الجبلي الوعر – على أن يظهر زوجته الملكة ثريا وقد تخلصت من النقاب وبدت مكشوفة الوجه، عارية الذراعين ثارت ثائرة الشعب فاقتلعت الملك أمان الله من عرشه وقضت على أولى محاولات تحديث الأفغان وأعادت المرأة الأفغانية مرة أخرى إلى خدرها ونقابها.

وعلى مدار ألف عام وقد خضعت المرأة المسلمة لرأى فقهي متزمت يقضي على المرأة بأن تضع نقاباً كثيفاً يغطى وجهها، ويحرمها من التعليم والعمل ويحول بينها وبين الاختلاط أو التعرف على المجتمع، ويجعل مهمتها الوحيدة إرضاء الزوج وإنجاب الأبناء وتربيتهم، ويقصر عالمها ما بين المطبخ وغرفة النوم.

ومنذ مائة عام ظهرت الدعوة لتحرير المرأة في بعض الدول الإسلامية، مثل مصر وتونس وخاضت معركة مريرة ما بين دعاة السفور ودعاة الحجاب، ونجحت الحركة في أن تستنقذ المرأة المصرية من عالم القرون الوسطي وتنقلها إلى عالم العصر الحديث، وأن لم تقض على دعاة النقاب، الذين رزقوا في بعض الأوقات عوامل شدت أزرهم وأعلت صوتهم.

ولكن الأمر الواقع فرض نفسه على هذا السجال ما بين دعاة السفور ودعاة الحجاب، فإن المرأة المسلمة – على الأقل في مصر – أخذت زمام المبادرة فظهرت إلى الميدان مكشوفة الوجه واليدين مستورة الشعر فيما أطلق عليه "الحجاب" تمييزاً له على النقاب الذي يغطى الوجه باستثناء فتحة صغيرة أمام إحدى العينين!.

وخلال الثلاثين عاماً الأخيرة أصبح المحجبات هن الأغلبية العظمى من النساء اللاتي يسرن في الشوارع أو يمارسن المهن والأعمال من طبيبات ومحاميات ومحاسبات ومعلمات إلخ... وتحتشد بهن دواوين الحكومة، بل نجدهن في الإعلام حيث يتعرضن لمضايقات شديدة يتحملنها دون أن يتخلين عن حجابهن، فلا معنى لتجاهلهن، والتنديد بهن، فقد أصبحن الأغلبية وبداءة الديمقراطية تقضي بأن تذعن الأقلية للأغلبية، وأن يسلم المراقبون والمتابعون لشؤون المجتمع بها بدلاً من أن يكابروا فيها.

وقضية الحجاب قضية متعددة الأبعاد فهي تشمل المرأة، والمجتمع، ولا نجاوز الصواب إذا قلنا إنها تشمل الرجال أيضاً.
الرد مع إقتباس