عرض مشاركة مفردة
  #147  
قديم 21-11-2006
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
بقلم سليمان جودة

تأكيد الرئيس مبارك، في خطابه أمام مجلس الشعب، أنه سوف يبقي في السلطة، مدي الحياة، موضوع غير مفهوم، وتحيط به أكثر من علامة استفهام.. فهذه هي المرة الأولي، التي يتوقف فيها الرئيس، عند هذا المعني، بصورة مباشرة، في واحد من خطاباته، منذ أن جاء إلي الحكم..




وليس معروفاً، ما هو القصد علي وجه الدقة، من وراء إبراز هذه المسألة في الخطاب، لدرجة أن «الأهرام» رأت في بقاء الرئيس في الحكم، مادام حياً، أهم ما في الخطاب، فأخذت منه المانشيت بالبنط العريض.. والأهرام، مع ما نعرفه عن طبيعة علاقتها بالدولة، لا يمكن أن تفعل ذلك، اجتهاداً، ولا علي سبيل الصدفة.. قد يكون من الجائز، أن تجعل «المصري اليوم» من الأمر، مانشيتاً بالخط الكبير الذي يستوقف أي قارئ.. ولكن «المصري اليوم» ليست صحيفة الدولة، ولا هي ملتزمة بإظهار ما تريد الدولة أن تُظهره.. فما هي الحكاية بالضبط؟!.. وهل يريد الرئيس أن يقول، من خلال تأكيده هذا المعني، إنه لن يعدِّل المادة ٧٧، التي تجعل بقاء الرئيس.. أي رئيس.. في منصبه، بلا مدي زمني معلوم.. وإذا كان يريد أن يفعل هذا حقاً، فقد كان في إمكانه أن يفعله، دون أن يعترف صراحة، بأنه سوف يظل في موقعه، مادام القلب ينبض، علي حد تعبير «الأهرام».. أم أن الرئيس يريد أن يفعل شيئاً آخر، كعادته، ويغطي عليه بموضوع مناقض، يشغل الناس، ويلفتهم بالصورة عن الأصل؟!.. إننا نذكر جيداً، أن الرئيس مبارك، في فبراير ٢٠٠٤، وقبل تعديل المادة ٧٦، للمرة الأولي، صرح بأن الكلام عن أي تعديل للدستور، باطل!!.. وبعدها بأيام معدودة علي أصابع اليد الواحدة، كان هو نفسه، الذي فاجأ الناس بالإعلان عن تعديل المادة ٧٦، علي غير توقع من الجميع!!
ومن طبائع الرئيس، طوال عمله، أنه لا يحب أن يعرف الناس، ماذا سوف يفعل.. ويريد دائماً أن يبادئ ويفاجئ الجماهير، بما لا تتوقعه، علي الإطلاق.. وربما تكون هذه الصفة، جزءاً من طبيعته العسكرية، كقائد سابق في الميدان.. لكن الذي يهمنا هنا، هو مدي العلاقة، بين هذه الطبيعة، التي تغلب التطبع، في كل الأحوال، بما أعلنه من عزمه علي البقاء قائداً للبلاد، مادام حياً.


إن الرسول كان إذا أراد أن يفعل شيئاً، خصوصاً في جبهات القتال، أوحي بغيره، خداعاً للعدو، واستدراجاً للخصوم، وإغواء للذين يتربصون به.. وهي مبادئ أوصي بها الرسول ، ولكن في ميدان المعارك.. وليس في غيرها.. وما أخشاه، أن يكون الرئيس يقصد، بما أعلنه، شيئاً آخر، لا نراه! ولا يخطر لنا علي بال

آخر تعديل بواسطة honeyweill ، 21-11-2006 الساعة 03:24 PM