ماذا تقصد بالحجاب المستورد؟
الوزير: هناك دول لها مذاهب معينة تريد فرضها، فالناس تذهب لهذه الدول وتعود لنا بهذه الأحجبة، فهذا الحجاب ليس فقط شكلا، ولكنه تأثير وفى النهاية مذهب جديد، وبالتالى سياسة، أنا أتذكر اليوم عندما كنا نرى أهالى مصر الذين كانت نساؤهم يرتدين الملاية والبرقع الذى يخفى جزءا من الوجه وأيضا «الملس» فى كل ربوع مصر، يتهموننى أننى أزدرى الحجاب! لا بالمرة، فأنا رجل ثقافة، وأعرف أن نساء صعيد مصر وقراه ودلتا مصر وقراها ونجوعها كلهن منذ الأزل يرتدين الحجاب، هل رأى أحدنا فلاحة بدون حجاب أو سيدة من الصعيد بدون ملس؟! لكنه رداء متوافق مع البيئة التى عشن فيها، كما أنه يأتى منها وهو رداء جميل أيضا، أنا لست ضد الحجاب، إنما ضد زى معين من الحجاب هو ما قصدته، ولكنهم لا يريدون له أن يصل ووضعوا عليه بابا حديديا لعدم الوصول.
«روزاليوسف»: لماذا رأيت أنها محسوبة وأنها لعبة شطرنجية؟
الوزير: أنا لا ولم أتحدث فى الدين، إنما تحدثت عن ذوق فى زى معين، وأنا أنادى بزى مصرى بدلا من أن يكون هناك زى مستورد، فتمت جرجرة الموضوع إلى صلب الدين، واتهمت بأنى كافر وأنى كذا وكذا.. هذا تدبير.
«روزاليوسف»: لماذا لم تسارع بالإيضاح من البداية؟
الوزير: أوضحت منذ أول يوم فى رسالتى لمجلس الشعب والتليفزيون، وقلت أننى أتحدث عن ذوق الحجاب، ولا أتحدث عن الدين ولم أقل أن الحجاب حلال أو حرام، بل بالعكس فأنا رسام، ويسعدنى أن أرسم الفلاحات والسيدات فى صعيد مصر وهن يرتدين الجلباب والزى الرائع جدا لأن هذا التراث نعتز به ونحبه ونرسمه. فعندما أجد سيدة مقتنعة بارتداء الحجاب فلابد أن أحترم ذلك، ولكن لنا رأيا فى العموم والكلية، فى شكل الحجاب وغيره، ووزارتى هى وزارة الخدمات وبالذات فى التراث والفكر والثقافة وأشياء أخرى والزى المصرى يدخل فى هذا بشكل ما، وبالتالى أنا أخدم هذا الشعب ولو أنا ضد الحجاب فهذا يعنى أننى ضد المساجد، وهذا غير معقول.. وهناك شىء مهم فى جميع الأديان، فعندما اهتدى الإنسان لله سبحانه وتعالى، بدأ يتواصل معه بأجمل الأشياء، أولا بدور العبادة بدءا من المعابد والكنائس والمساجد، وهى من أجمل العمارات وفيها تسابق فى الفن والرؤية، لأن هذا بيت الله، وبالتالى يجب أن يكون فى أجمل صورة، ثم بعد ذلك أتموا عمليات ترميم الكنائس،. ثم ترتيل القرآن، ثم الإبلاغ عن القرآن بالأذان.. وهنا قد أقول إن هناك صوتا سيئا وصوتا جميلا.. نحن نتحدث عن دين يحمل كل الجمال ويقال فيه إن الله جميل ويحب الجمال، هذا الكلام ليس من اختراعى، فهل عندما أعرب عن رأيى يعتبروننى تطاولت على المؤذنين! لا بالطبع، كل واحد يأخذ مكانه، فالمؤذن صاحب الصوت الجميل يعتلى المنبر والمئذنة لأن الدين يجب أن يكون على أفضل حال، وكذلك صاحب الفتوى السليمة يجب أن يكون فى المقدمة حتى لا تصبح الفتوى متاحة لأى شخص أو بالشعوذة.. وافتح أية قناة فضائية ألن تجد فيها شيخا يساوى الصفر وليس الـ 3 مليم! لقد طلبت من «د.جابر عصفور» أن نقيم حوارا مع أصحاب الفكر الدينى المستنير الذين يتم انتقاؤهم سواء عن طريق الأجهزة الرسمية أو من المجتمع، وسوف يكون لقاء بين المثقفين متفتحى الرؤى بالنسبة للعلم الدينى الصحيح، لكى تتقارب رؤى المثقفين مع مفكرى الدين وعلمائه، كما قررت أيضا أن تكون هناك لجنة فى «المجلس الأعلى للثقافة» تسمى «لجنة الثقافة الدينية» تضاف للجان الأخرى الـ 22 المتخصصة، يختار فيها من له باع كبير جدا فى الفقه الإسلامى وفى أفكار الدين العظيمة والانفتاح على ثقافات الدنيا من خلال إيمانهم وتعمقهم فى الدين الإسلامى.
|