عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 25-11-2006
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
كيف سيكون مردود هذه اللقاءات وكيف تصل للعامة؟ وهل كان يجب أن تكون هناك أزمة بهذا الحجم حتى تكون هناك لقاءات من هذا النوع؟
الوزير: الأحداث دائما تعطى نتائج والصدف أحيانا تخدم، أما كيف سيصل للعامة فمن خلال تسجيله وطبعه فى كتب رخيصة للغاية، توزع فى مكتبات وزارة الثقافة، وتباع فى كل منافذ التوزيع التابعة للوزارة.
«روزاليوسف»: هناك سلاسل كثيرة تطبعها وزارة الثقافة ومتاحة بأسعار رخيصة ومتوافرة طوال السنوات الماضية، ومع ذلك فإن هذا الفكر الذى تعتبره بـ 3 مليم هو الذى يصل للناس وبصوت أعلى وهو الذى يثير الأزمات، بينما الثقافة التى تتبناها لا تصل إلى الناس ما هو تفسير ذلك؟
الوزير: السفينة التى تنقل هذا إلى المجتمع لا تعمل معنا، وأقصد بالسفينة الإعلام الذى لابد أن يعلن عن هذه الكتب ويسجل انتقاداته، كما على التليفزيون أن يناقش ذلك، لأن هذه أزمتنا كلنا، وتلك مهمة التعليم أيضا، فما يقرب من ألف كتاب فى الفكر الدينى وصحيح الدين، وكل ما هو مستنير نطبعه فعلا.
«روزاليوسف»: هذا يحدث فعلا ولكن على مدى 15 عاما هذا الخلل قائم.. وهذا التنسيق غير موجود. فما هو تفسيرك لهذا وكيف لشىء لم يتم حله طوال 16 عاما أن يتم حله اليوم.. ولو تجولت مرة فى أحد الموالد الشعبية ستجد أن المكتبات تبيع كتبا وشرائط تباع بشكل كبير، كلها حول «عذاب القبر» و«الثعبان الأقرع»، من الواضح أن التعليم والإعلام والثقافة مسئولة عن عدم مواجهة هذا.. وإذا صغنا هذا السؤال بطريقة ثقيلة: ألا تشعر بالفشل.. أنت كنموذج لوزير الثقافة صاحب الرسالة التنويرية الذى يملك رؤية وحسا فنيا ولديه مشروع وتاريخ وظل فى موقعه لفترة طويلة، إلا أنه رغم أن رسالتك تناقض التطرف على طول الخط نجد التطرف انتشر انتشارا حقيقيا فى وجودك؟
الوزير: هل تسميه فشلا؟ أنا لم أشعر بالمرة بالفشل، ولكننى أشعر دائما بالإحباط، لأنك عندما تحاسب وزارة الثقافة لابد أن تحاسب الثالوث: الثقافة والإعلام والتعليم، تحاسبنى عندما لا أستطيع أن أنتج الإنتاج المطلوب.
«روزاليوسف»: سؤال آخر ثقيل: طوال هذه السنوات ألم تجد صيغة فى التوافق فى إطار مجموعة هائلة ومتكررة من الحكومات مع مختلف وزراء التعليم والإعلام لكى تتوصلوا لوجهة نظر محددة فى كيفية وصول هذا المنتج الثقافى التنويرى إلى الناس بينما استطاع جهاز التطرف أن يصل بما لديه من إنتاج إلى الناس ببساطة؟
الوزير: كيف تسأل الوزير المنتج، ولا تسأل الوزير الذى يستغل الإنتاج، وعندما يكون لدىّ إنتاج وسوقه موجودة، لكنه لا يصل فذلك لأن وظيفتى ليست التسويق، رسالة الثقافة هى التشجيع على الإبداع وجمعه ووضعه فى دوره ومعاقله، وتتصل بكل ما له باع فى هذا كى يوصله بفكره وهذا يحدث! أما القنوات الأخرى التى توصل هذا إلى المنازل وإلى المدارس فهذه احتياجات لا أستطيع فرضها لأن البضاعة أمام الجميع فليختار لبرامجه. وأقول لك كيف يتم ذلك، المفروض أن يكون معدو برامج التليفزيون على دراية كبيرة بالثقافة، قل لى شيئا وحيدا طلب من وزارة الثقافة أن توفره لأية مؤسسة فى مصر ولم تلبِّه، إذن المسألة هى أننى أنتج شيئا معينا، وهناك من يعرض هذا الشىء، ولديه الموظفون اللازمون لذلك، فلا يمكن أن أعمل العمليتين معا.
«روزاليوسف»: أنت تتحدث عن تجربة خضتها فى التعامل والتنسيق ونحن نتحدث عن فترة 16 سنة.. أين الخلل وبوضوح؟!
الوزير: الخلل هو أنه كما أن هناك مجموعة اقتصادية لابد أن تكون هناك «مجموعة اجتماعية».
«روزاليوسف»: رئيس التحرير صاغ ذلك فى مقال سابق باسم «المجموعة الوزارية للتنوير»، ولكن الوزير يعطيها بعدا أفضل.. ما هى مهام هذه المجموعة؟
الوزير: هذه «المجموعة الاجتماعية» تضع خطة متكاملة، ويكون لها مقرر هو الذى له الكلمة الفيصل فى هذا. بحيث أن كل هذه المسائل توضع بوضوح أمام وزارات الأوقاف والتعليم والإعلام والثقافة.
روزاليوسف: هل سبق أن طرحت هذا؟
الوزير: طرحته أكثر من مرة على كذا وزارة..
روزاليوسف: ألم يكن يتم التعامل بجدية؟
الوزير: ما حصلش.. لأن دور الثقافة فى مصر غير مقدر.. بمعنى أن هذه الدولة هى دولة الثقافة وكيانها الأساسى كيان ثقافى.. وكتلة «مصر» الأساسية هى الثقافة.. فعندما نتحدث فيها يجب أن نتحدث عن اقتصادياتها وانتشارها وتأثيرها وميكانيكية التوصيل، كل هذا يحتاج عقولا تجلس لتتحاور حتى يعرف كل شخص مسئوليته.. نحن عملنا أشياء كثيرة جدا فى وزارة الثقافة ولكن تنقصنا أشياء كثيرة جدا.. ولدينا سلبيات لا نستطيع حلها.
روزاليوسف: ما هو الإيجابى وما هو السلبى؟
الوزير: الإيجابى يتمثل فى كل ما أتممناه من إنجازات بدءا من معدلات النشر وعدد الدور الثقافية والتطوير فى المعاقل الثقافية حتى الابتكار فى إبداع مواقع جديدة، وبالنسبة للآثار فما تم إنجازه فيها يعد غير مسبوق ولن يكون ملحقا لأننا أنهينا كل شىء.. فضلا عن هذه الآثار التى تستغل الآن كدور ثقافية وكذلك المتاحف التى أنشئت والترميمات التى تمت فى الآثار، وقد جعلنا كذلك من أكاديمية الفنون صرحا كالجامعة، وخلقنا مراكز للإبداع فى ربوع مصر، كما جرى إعادة دار الكتب المصرية لأعظم مما كانت بعد تحديثها وهى الآن قيد الافتتاح.. فضلا عن إنشاء المكتبات - ما يقرب من 90 مكتبة - فى كل القرى ونجوع مصر كذلك تحديث الرؤى الثقافية وإعداد الشباب للفترة القادمة.. مسارح وسينما وفن تشكيلى وأدب.. هل يوجد أديب من الأقاليم لم ينشر له أكثر من عشرة كتب؟.. اليوم التطوير المسرحى يمر بأزهى عصوره خاصة خلال الخمسة عشر عاما الماضية ولا أحد يلتفت لهذه الإنجازات بسبب التليفزيون والإنترنت والفضائيات.
روزاليوسف: وما هى السلبيات؟
الوزير: لا نستطيع تطوير الهيئة العامة لقصور الثقافة وبها 500 قصر، فبنينا مجموعة مثلا وطورنا أخرى لا تتعدى الـ 25، وكل ما أطلبه بتواضع 250 مليون جنيه خلال عامين أطور هذه المعاقل لأنها هى حائط الصد الحقيقى لكل ما هو رجعى وغير صحى فى المجتمع.
روزاليوسف: تحصلون على أموال للترميمات؟
الوزير: لا يمكن أن نصرف هذه الأموال على مجالات أخرى.. يأتينى عضو مجلس شعب يطلب منى أن أعين له شخصا معينا يحصل على 120 جنيها.. لا.. هات لى أرض وأبنى لك مكتبة بمليون جنيه.. هذا ممكن عندى بينما لا أستطيع أن أعين شخصا بهذا المبلغ.
روزاليوسف: هل تريد أن تقول أن جزءا من معركتك مع أعضاء مجلس الشعب هو أنك لا تلبى طلبات أقاربهم؟
الوزير: بالعكس، الغريب جدا أن علاقتى بأعضاء المجلس من أحسن العلاقات، ولعل هذه كانت الصدمة الكبيرة، فأنا بالنسبة لهم من أحب الناس، وعندما يأتون لمكتبى أقابلهم وأجلس معهم.
روزاليوسف: ما هو تفسيرك لهذه الصدمة؟
الوزير: لا أعرف
روزاليوسف: هل كسب التطرف هذه المعركة؟
الوزير: لا.. إن هذا مجرد ترمومتر فلا يمكن أن يكسب التطرف.. بل المجتمع متماسك، ولكننا نحتاج أن نبقى معا طوال الوقت.
روزاليوسف: ماذا تعنى؟
الوزير: المجتمع «المصرى» بالذات شعب فى منتهى الطيبة والحساسية لو اقتربت منه تماما وابتسمت لأنه شعب مبتسم ستأخذ منه أفضل النتائج ويقبل على العمل لأنه يريد العمل.. أزمتى فى وزارة الثقافة أن هذه النشاطات لا يحضرها أحد.
روزاليوسف: كيف ذلك؟
الوزير: النقاد والذين يكتبون لا يحضرون.
روزاليوسف: كل هذا الفريق الذى يعمل معك والمؤيد لسياساتك لا يكتب ولا يشجع؟
- الوزير: لا ما يكتب هو شىء قليل جدا من الزخم الثقافى الموجود فى الوطن.. الأسبوع الماضى كان يزورنى «جاك لانج» من أهم وزراء ثقافة «فرنسا» واستمر معى أيام وقال لى أريد أن أرى «القاهرة».. ونزل الشارع وعاد يقول لى «يا بختك» كيف تعيش وسط هذا الزخم.. أريد أن أقول أن هذا الرجل الذى دخل المعاقل الثقافية ولم يتصور ما يراه عن القاهرة التاريخية - عن النشاط - ليس فقط الترميم.. الأجانب يروننا
الرد مع إقتباس