(الخطأ الثانى وصف المعز الفاطمى أكثر من مرة بالسماحة وسعة الصدر واحترام البطرك وتوقيره، بالإضافة إلى أنه، عند الكلام عن مجالسه الدينية، قد ركز على اشتراطه عدم الغضب أثناء الجدال بين أصحاب الأديان المختلفة. لكنه ينسى هذا كله فجأة ليقدم للمعز نفسه صورة أخرى مخالفة، إذ انتهز ما قاله له ابن كلس عن آية استطاعة المؤمن ال****** نقل الجبل من مكانه إذا أراد، وعوّل على عقد اللقاء الثانى بين اليهودى والبطرك لاستغلاله من أجل القضاء على ال***** فى البلاد وقَطْع دابرهم. كيف يمكن أن يحدث ذلك فى غمضة عين للمعز المتسامح الواسع الصدر المحب للعلم والعلماء الموقر لبطرك الأقباط
صمت الخليفة المعز لدين الله الفاطمى مفكرا فى هذه الآية، ورأى أنه إذا كان كلام الإنجيل صحيحا فتكون فرصة ذهبية لإزاحة الجبل الجاثم شرق المدينة الجديدة (القاهرة) حتى يزيد عمرانها شرقا ويكون موقعها أروع، إذ كان الجبل قبل نقله على حدود بركة الفيل". ومعروف أن القاهرة قد بناها المعز فى منطقة الأزهر والحسين وما جاورها، فبركة الفيل إذن لا تقع شرقها بل إلى ناحية الجنوب منها. ثم إنه إذا أراد المعز توسيع القاهرة لقد كان عنده الشمال مفتوحا تماما، ويستطيع أن يمتد بعمرانه فيه كما يحلو له)
إقتباس:
أطرق القديس البطريرك مصلياً فى قلبه ، ليرشده الرب فى هذه المحنة ... ثم طلب من الخليفة أن يمهله ثلاثة أيام ، ثم يرد عليه جواباً .
3) المنادة بصوم واعتكاف :
رجع البابا إلى مقره حزيناً ، وأصدر منشوراً عاماً يأمر فيه جميع المسيحيين فى مصر بالصوم ثلاثة أيام إلى الغروب ، مع أقامة الصلوات الحارة من أجل سلامة الكنيسة ، وأنقاذها من هذه المحنة ... يالها بصيرة روحية وحكمة سماوية .. تلك التى تلجأ إلى الله فى الظروف والمحن .. فما اروع ماتصليه الكنيسة فى القداس الألهى قائلة : " لأننا لانعرف آخر سواك .. أسمك القدوس هو الذى نقوله فتحيا نفوسنا بروحك القدوس ... "
بعد ذلك ذهب البابا إلى كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمعلقة ، وطلب الأساقفة الذين كانوا موجودين بمصر القديـــمة ، والكهنة والأراخنة والرهبان ... وذكر لهم ماحدث بينه وبين الخليفة المعز ، وقال لهم :
- علينا بالصوم والصلاة هذه الأيام الثلاثة التى أستمهلته أياها ، ليترأف الله علينا بنعمته ، ويهئ لنا طريق النجاة .
أستجاب الجميع لنداء البابا ، وصام الشعب القبطى فى طول البلاد وعرضها ، وأقيمت القداسات ، ورُفِعَت الصلوات والطلبات من أجل هذه المحنة التى تجتازها الكنيسة ..
|
( الخطأ الثالث إن البطرك، حين رجع من عند المعز، أصدر منشورا لل***** جميعا فى عموم البلاد أن يصوموا تلك الأيام الثلاثة التى ضربها للخليفة ميعادا لتحقيق المعجزة، بما يعنى أنه لا بد من إعلام ال***** فى كل أرجاء مصر بما جاء فى المنشور فى نفس اليوم رغم سعة البلاد طولا وعرضا كما هو معروف. والسؤال هو: كيف استطاع البطرك فى ذلك الزمن الذى كانت المواصلات فيه بدائية وبطيئة أن يوصل منشوره إلى رعيته فى ذات اليوم بحيث استطاعوا أن يصوموا الأيام الثلاثة المطلوبة قبل أن تبدأ المواجهة بينه وبين المعز؟ وإلى القارئ ما قاله كاتب الحدوتة بنفسه فى هذه النقطة: "ذهب البابا إلى كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمعلقة، وطلب الأساقفة الذين كانوا موجودين بمصر القديـــمة والكهنة والأراخنة والرهبان، وذكر لهم ما حدث بينه وبين الخليفة المعز، وقال لهم: علينا بالصوم والصلاة هذه الأيام الثلاثة التى أستمهلته أياها، ليترأف الله علينا بنعمته ويهئ لنا طريق النجاة. أستجاب الجميع لنداء البابا، وصام الشعب القبطى فى طول البلاد وعرضها، وأقيمت القداسات، ورُفِعَت الصلوات والطلبات من أجل هذه المحنة التى تجتازها الكنيسة. وأعتكف البابا الأنبا ابرآم مع بعض الأساقفة والكهنة والرهبان والأراخنة بكنيسة السيدة العذراء بالمعلَّقة لمدة هذه الأيام الثلاث)
إقتباس:
وأعتكف البابا الأنبا ابرآم ، مع بعض الأساقفة والكهنة والرهبان والأراخنة بكنيسة السيدة العذراء بالمعلقة لمدة هذه الأيام الثلاثة ..
2) إنقشاع الغمـــــــــة
1) ظهور السيدة العذراء للبابا :
فى فجر اليوم الثالث ، غفا البابا غفوة قصيرة ، فرأى خلالها السيدة العذراء ، وسمعها تقول له :
- ماذا بكَ ؟
فأجابها البابا :- أنتِ تعلمين ياسيدة السمائيين والأرضيين .
فقالت له :- لاتخف أيها الراعى الأمين ... فإن دموعك التى سكبتها فى هذه الكنيسة ، مع الأصوام والصلوات التى قدمتها أنتَ وشعبك لن تُنسى ...
أخرج الآن من الباب الحديدى المؤدى إلى السوق، وعند خروجك منه ستجد أمامك رجلاً بعين واحدة ، حامل جرة ماء ... أمسك به ، لأنه الرجل الذى ستتم المعجزة على يديه ...
وما ان قالت السيدة العذراء ذلك حتى توارت عن عيني البابا الذى أستيقظ من نومه مندهشاً .
2) مبعوث السماء القديس سمعان :
عندما أستيقظ البابا من النوم وخرج فى الحال إلى الباب الحديدى المؤدى إلى السوق ، رأى خارجه الرجل الذى أشارت إليه السيدة العذراء ، فأمسك به ... وأدخله داخل الباب الحديدى ، ثم أغلق الباب ... ثم ذكر البابا له ما حدث بينه وبين الخليفة ، وما أمرته به السيدة العذراء ، بأنه هو الرجل الذى ستتم على يديه المعجزة ...
فقال له القديس سمعان :- أغفر لى يا أبتى ، فأنى رجل خاطئ
|
( عندما رجعت لتلك القصه فى كتاب موسوعه تاريخ الاقباط وجدت فى الهامش رقم 11 لتلك الحدوتة فى "موسوعة تاريخ أقباط مصر"، إذ كتب قائلا: "عندما كان سمعان يقوم بعمله كإسكافى أتت إليه امرأه لتصلح نعل رجلها (خذوا بالكم والنبى من "نعل رجلها" هذه، وكأن هناك نعلا لليد، وآخر للرأس، وثالثا للأنف، ورابعا للأذن
آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 06-12-2006 الساعة 08:57 PM
السبب: تصحيح الإقتباسات
|