إقتباس:
فقال له البابا فى أصرار :- أنه أمر أم النور ...
فأجاب القديس سمعان فى خضوع وأتضاع :- مادامت أم النور هى التى حكمت علىّ بأن أوّدى هذا الواجب العظيم ، فأنى أضع نفسى فى خدمتك ياسيدى .
فسأله البابا عن أسمه ، وعن سبب وجوده فى السوق فى مثل هذه الساعة المبكرة ، بينما الناس نيام ...
فأجابه القديس سمعان :- أسمى سمعان الخراز . وأنا أشتغل بدباغة الجلود، ولكنى أقوم فى مثل هذه الساعة من كل صــباح لأملأ قربتى بالماء ، وأوزعه على الكهول والمرضى الذين أقعدتهم الشيخوخة أو المرض عن المقدرة على أحضار الماء لأنفسهم ..
وعندما أنتهى من خدمتى هذه ، أُعيد قربتى إلى البيت وأذهب إلى عملى عند صاحب مصنع الدباغة حيث أعمل حتى المساء ، وعند غروب الشمس ، أخرج مع بقية الأُجراء ، فأكل القليل لأسد به رمقى ، ثم أنصرف إلى الصلاة ..
ثم رجا القديس سمعان من البابا أن يكتم حقيقة أمره طالما هو حى على هذه الأرض .
3) التجهيزات للمعجزة :
بعد أن أنتهى القديس سمعان من حديثه السابق ، قال للآب البطريرك :- أصعد يا أبى المكرم إلى الجبل ، وخذ معك رجال الدين والشمامسة والأراخنة ، وأجعلهم يحملون عالياً الأناجيل والصلبان والشموع الطويلة موقدة والمجامر مملوءة بخورا ً .وأطلب إلى الملك وحاشيته أن يصعدوا معكم .. فتقفوا أنتم على ناحية من الجبل ، بينما يقفوا هم على الناحية المقابلة لكم ، وسأقف أنا وسط الشعب خلف غبطتكم بحيث لايعرفنى أحد .
ثم إنك بعد تقديم الأسرار المقدسة ، ترفع صوتك مع الجميع مرددين " كيرياليسون " أربعمائة مرة .
ثم أصمت بعد ذلك بعض اللحظات ، ثم أسجد أنت والكهنة أمام العلى ، وكرر هذا العمل ثلاث مرات ، وفى كل مرة تقف فيها بعد السجود ، أرسم الجبل بعلامة الصليب ، وسترى مجد الله ...
فرفع الآب البطريرك صـــلاة شـــكر لله الذى ســـمح بالتجـــربة ، وأعطـى معها أيضاً المنفذ . (1كو10 : 13) .
3) المعجــزة الخـــارقة
1) حشــــد رهــــيب :
أخبر الآب البطريرك الخليفة المعز لدين الله الفاطمى، أنه مستعد لتنفيذ مطلبه بنعمة الله ... فخرج الخليفة ممتطياً صهوة جواده ، ومعه حشد رهيب من رجال حاشيته وعظمائه وجنوده .. وتقابل مع الآب البطريرك وعدد كبير من الأساقفة والكهنة والشمامسة والأراخنة والشعب وبينهم القديس سمعان الخراز .. ووقف الفريقان كما قال القديس سمعان ، مقابل بعضهما فوق جبل المقطم .
|
ألصراحه لا أذكر رقم هذه الخطا لكثرتها على العموم تتبعوا معى تلك الجمله
إذن فالفريقان كلاهما كانا واقفين فوق الجب
المسلمين والمسيحين جمعيهم على جبل المقطم (((((((لاتعليق)))))))
إقتباس:
زلزلة عظيمة وأنتقال الجبل :
بعد تقديم الأسرار المقدسة التى رفعها البابا والأساقفة، ردد المصلون بروح منكسرة وقلوب منسحقة صلاة "كيرياليسون - يارب أرحم" أربعمائة مرة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ..
ثم صمتوا برهة بين يدى العلى .. وأبتدأوا فى السجود والقيام ثلاث مرات ، والآب البطريرك يرشم الجبل بالصليب ، وإذ بزلزلة عظيمة تجتاح الجبل ، وفى كل سجدة يندك الجبل ، ومع كل قيام يرتفع الجبل إلى أعلى وتظهرالشمس من تحته ، ثم يعود إلى مكانه فى كل مرة ... (27) .
(يشاهدون الشمس من تحت الجبل) يا عباسيه هل نقلوا الجبل الى خارج المجموعه الشمسيه
إنها قوة الإيمان الذى أعلنه معلمنا الرسول بولس إذ قال : " أستطيع كل شئ فى المسيح يسوع الذى يقوينى " ( فى 4 :13 )
3) أرتعاب الخليفة والجماهير :
عندما حدثت المعجزة ، فزع الخليفة المعز ، وأرتعب، وكل الجموع المحتشدة معه ، وهتف المعز بأعلى صوته
قائلاً :- عظيم هو الله ، تبارك أسمه ..وألتمس من البابا أن يكف عن عمله ، لئلا تنقلب المدينة .
(وهل بعد كل هذا لم تنقلب المدينه )
وعندما هدأت الأمور قال للبابا :- لقد أثبتم أن إيمانكم هو إيمان حقيقى ..
4) أختفاء القديس سمعان الخراز :
بعد أن هدأت نفوس الجموع المحتشدة ، بدأوا ينزلون من الجبل ليعودوا إلى بيوتهم .أما البابا البطريرك فقد تلفت حوله باحثاً عن القديس سمعان الخراز الذى كان يقف خلفه ، فلم يجده ، ولم يعثر أحد عليه بعد ذلك ... حتى أظهرته نعمة الله فيما بعد - كما سنرى .
) تسمية الجبل بالمقطم :
تحكى مخطوطة بدير الأنبا أنطونيوس أن الجبل المقطم سُمى كذلك أى المقطم أو المقطع ، أو المقطب ، لأن سطحه كان متساوياً أى متصلاً ، فصار ثلاث قطع ، واحدة خلف الأُخرى ، ويفصل بينهم مسافة (28)
(وتقول قواميس اللغة العربية أن كلمة (( مقطم )) معناها(( مقطع )) (29) .
|
. معنى السطور الثلاثة الأخيرة أن الجبل لم يكن اسمه سابقا: "المقطم" لأنه لم يكن قد انقطم قبل تلك الواقعة. لكنْ من الواضح أن كل ما حدث، حسبما تقول الخرافة المضحكة، هو أن الجبل قد ارتفع وهبط عدة مرات، والناس فوقه إلى آخر لحظة كما قلنا، ثم لا شىء آخر، إذ لا تذكر الحدوتة من قريب أو من بعيد أنه قد تقطع البتة أو انتقل من موضعه، وهو ما يعنى أن التفسير المقدم هنا لكلمة "المقطم"، وهو حصول المعجزة، ليس سوى كلام فارغ. ثم إذا عرفنا أن هذا الجبل كان معروفا عند العرب بهذا الاسم قبل ذلك بوقت طويل كان هذا دليلا آخر على كذب الحدوتة. وهذه بعض الشواهد على ذلك من شعر العرب ونثرهم قبل عصر الفاطميين: يقول أيمن بن خُرَيْم الأسدى (ت 80 هــ):
رَكِبْتُ مِنَ الْمُقَطَّمِ فِي جُمَادَى إِلَى بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ البَرِيدَا
يقصد أنه سافر من مصر حيث كان عبد العزيز بن مروان واليا، إلى العراق الذى كان يتولاه أخوه بشر. ويقول كُثَيِّر عزة (40- 105هــ):
تُعَالِي وَقَد نُكّبنَ أَعلامَ عابِدٍ بِأَركانِها اليُسْرَى هِضابَ المُقطَّمِ
ويقول منصور بن إسماعيل الفقيه (ت 306هــ) فى الثناء على الشافعى وعلمه:
أَضحى بمصر دفينًا في مقطَّمِها نِعْمَ المُقَطَّم وَالمَدْفون في تُرْبِه
ويقول مُعَلّى الطائى (وهو من أهل القرنين الثانى والثالث الهجريين) فى رثاء جاريته وَصْف، وكان يحبها حبا شديدا فماتت ودفنت فى المقطم:
خَلَّيتِني فَرْدًا وبِـنْـتِ بـهـا
ما كنتُ قَبْلَكِ حافلا وكـفـا
فَتَرَكْتُها بالرَّغْم فـي جَـدَث
للرّيح يَنْسِف تُرْبَه نَـسْـفـا
دون المقطم لا ألـبـّسـهـا
من زينةٍ قُرْطًا ولا شَنْـفـا
أسْكَنْتها في قَعْر مُـظْـلِـمةِ
بيتًا يُصافِح تُرْبُه السـقْـفـا
بيتـًا إذا مـا زَاره أَحَـــدٌ
عَصَفَتْ به أيْدِي البِلَى عَصْفا
وجاء فى "فتوح الشام" للواقدى (130- 207 هـ): "كان عمرو (بن العاص)... يقول: لا والذي نجاني من القبط. قال: وعاد الرسول وأخبر الملك بما قاله عمرو، فعند ذلك قال: أريد أن أدبر حيلة أدهمهم بها، فقال الوزير: اعلم أيها الملك أن القوم متيقظون لأنفسهم لا يكاد أحد أن يصل إليهم بحيلة، ولكن بلغني أن القوم لهم يوم في الجمعة يعظمونه كتعظيمنا يوم الأحد، وهو عندهم يوم عظيم، وأرى لهم من الرأي أن تُكْمِن لهم كمينا مما يلي الجبل المقطم. فإذا دخلوا في صلاتهم يأتي إليهم الكمين ويضع فيهم السيف"، "ووجدنا معهما الخِلَع التي وجهها إليهم ابن المقوقس ففرقها خالد على المسلمين وفيها خِلْعَةٌ سنيّة، وكانت لمقدَّم القوم، فأعطاها رفاعة، وساروا حتى قربوا من الجبل المقطم فرأوا جيش القبط، فأرسل خالد رجلاً من قِبَله، وهو نصر بن ثابت، وقال له: امض إلى هذا الملك وقل له: إن العرب أصحاب مدين قد أتوا لنصرتك"، "فلما رفعت رأسي قال لي الوزير: يا أخا العرب، أَوَصَل أصحابك إلى نصرة الملك؟ فقلت: نعم، وهاهم في دير الجبل المقطم". وفى "المعارف" لابن قُتَيْبَة الدِّينَوَرِىّ (213- 286 هـ) عن عمرو بن العاص: "وقُبِض وهو ابن ثلاث وسبعين سنة فدفن يوم الفطر بحبل المقطم في ناحية الفخ". وبالمثل ورد هذا الاسم عند مؤرخنا الكندى (ت 350 هـ، أى قبل وقوع المعجزة المزعومة بسبعة عشر عاما) فى المحاورة التى أوردها بين عمرو بن العاص والمقوقس قائلا إن عمرو بن العاص، رضي الله عنه، سار في سفح المقطم ومعه المقوقس، فقال له عمرو: ما بال جبلكم هذا أقرع ليس عليه نبات كجبال الشام؟... إلى آخر الحوار. وبالمناسبة فهناك "مقطم" آخر فى فلسطين يقع قرب قرية بيت عنان وبيت لقيا، فهل كان هناك سمعانٌ إسكافىٌّ آخر وراء انشقاقه هو أيضا ثلاث قطع؟ عفوك اللهم!
|(
آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 06-12-2006 الساعة 09:05 PM
السبب: تصحيح الإقتباسات
|