عرض مشاركة مفردة
  #115  
قديم 05-12-2006
moslem
GUST
 
المشاركات: n/a
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك يا عزيزى سأطلع على هذا الكتاب لأتأكد من مصداقيه وجود هذه الحادثه وأشك فى هذا لأنى قد أطلعت على هذا الكتاب منذ عشر سنوات ولم أذكر أنى وجدت تلك الحادثه لكنى بمناسبه المؤرخين أريد أن احدثك قليلا
ما وسعنا الدائرة ورجعنا إلى كتب التاريخ وغيرها من الكتب هالنا الأمر واكتشفنا أن ملفق هذه الحدوتة هو رجل مخرف العقل لا فهم لديه ولا معرفة له بفن التأليف، وإلا لقد كان ينبغى أن يفكر قليلا قبل أن يكتب ما كتب، أو على الأقل كان عليه أن يراجعه قبل أن يذيعه فى الناس حتى لا تكون فضيحة بجلاجل! كيف ذلك؟ نبدأ بقوله عن ابن كلس إنه كان وزيرا للمعز. وذلك كذب بواح كما قلنا، إذ تخبرنا كتب التاريخ والتراجم أن الرجل لم يتول الوزارة إلا فى عهد العزير بالله ابن المعز لدين الله. فهذه واحدة، كما أنه لم يقع ترميم للكنائس على هذا النحو فى عهد المعز بأى شكل من الأشكال، وهذه هى الثانية.
ثم إننا نبحث فى كل الكتب عند المسلمين فلا نجد شيئا عن تلك التخريفة التى يسمونها: "معجزة" على الإطلاق! ترى هل يمكن أن يسكت كل المؤرخين والجغرافيين والأدباء والشعراء والفلاسفة والوعاظ وكتاب الدواوين عن الإشارة إلى حدث كهذا زلزل القاهرة وكاد أن يأتى عليها من القواعد، بل المفروض أنه قد أتى عليها فعلا من القواعد، فلا يفتحوا فمهم بكلمة توحد الله؟ وهل كلَّ يوم يرى الناس جبالا تطير وتهبط وتندك وقد تزاحمت الحشود عليها بالآلاف؟
أمن المعقول أن الذين أسعدهم (أو قل: أتعسهم وأرعبهم) الحظ بركوب ذلك البساط المدهش لم يفكر أحد منهم فى تسجيل تجربته وتصوير مشاعره فى تلك اللحظات الرهيبة؟ لا لا ليست هذه طبيعة الشخصية المصرية التى لا تترك شيئا جليلا أو تافها دون أن تجعله محورا لثرثرتها، إن لم يكن لهزلها وتنكيتها أو للطمها وصُوَاتها حسبما تقتضى الظروف!

مرة أخرى هل يعقل أن يخرس الكتّاب المصريون على بكرة أبيهم فلا يخطوا حرفا واحدا عن الزلزال على الأقل، ذلك الزلزال الذى لا بد أن يكون قد تجاوز مقدار ثمانى درجات بمقياس ريختر، لكن الله سلم، لأن الأنبا والإسكافى كانا رغم كل شىء رفيقين بالمسلمين فلم يشاءا أن يدمرا البلد على دماغ الذين جاؤوا بها واكتفوا بقرصة الأذن هذه؟ ودعنا من تثنى الجبل ورقصه على واحدة ونصف وقد ربط شالا على مؤخرته كما تفعل الراقصات، فهكذا تقتضى أصول الرقص الشرقى، وإلا فلا!

وحتى لو زَعَم سخيفٌ أن المسلمين لم يشاؤوا أن يتكلموا عن المعجزة، ولا أدرى لماذا، لقد كان بإمكانهم يا أخى أن يقلبوا الحقائق قلبًا فيدّعوا مثلا أن ال***** كانوا يريدون بالبلاد شرا وكان فى نيتهم التمرد على السلطات، إلا أنها قد ألزمتهم حدودهم. أما أن يسكت الشعب كله خاصته وعامته وحكومته دون أن ينبس ببنت شفة أو بابنها فهذا ما لا يدخل دماغ أى إنسان.

لقد شغلت الناس أيما شغل حكاية الأضواء التى تلعب بها بعض الكنائس فى عصرنا هذا وتطلقها فى الليل فوق أبراجها ثم يدعون أنها ظهورات لمريم عليها السلام، وأفاضت الصحف والكتب فى أمرها طوال سنوات ومازالت تتناولها حتى الآن، ولا ريب أن تلك الأضواء المصنوعة ليست شيئا بالمرة أمام الرقص المرعب الذى يجمد الدم فى العروق والذى رقصه الجبل (منه لله!) ولا رَقْص القرد ميمون، فما بال المصريين على بكرة أبيهم وأمهم معا قد انكتموا كتمة الفول المدمس فلم يفتح الله عليهم بكلمة واحدة فى هذه المناسبة المذهلة التى لو كانت وقعت لقامت فتنة لا يعلم مداها إلا الله، ولرأينا كذلك بعض ضعفاء الإيمان من المسلمين يتنصرون، وهو ما لم يحدث، وإلا لسجله المؤرخون على عادتهم فى تناول كل شىء دون تعمية أو تجاهل أو تزييف.


آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 06-12-2006 الساعة 09:10 PM السبب: تكبير الخط
الرد مع إقتباس