عرض مشاركة مفردة
  #41  
قديم 11-12-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road

ما يشترطه أبو إسلام على القمص زكريا هو بالضبط ما تضمنته عهدة الذل هذه!..

لكنْ، هناك في شرط صاحبنا "ابو إسلام" هذا، أمرٌ، اقرّ بأنني عاجزٌ عن فهمه!

إنه يشترط على القمص أن لا يؤذيه في دينه وفي أخلاقه، وهذا أمر أفهمه، إذ أن أية كلمة يقولها إنسان يعرّي فيها هذا الدين القذر والأخلاق القذرة التي يعلمها، سوف يرى فيها المسلمون إيذاء لهم، كأن يُقال ـ على سبيل المثال ـ للأعور أنه أعور. الأعور يعرف أنه أعور ولكن أنْ يشير أحدٌ ما إلى عَوَرِهِ ويسميه بالأعور فإنه لمن الطبيعي أن يشعر بالتأذي. ما عجزت عن فهمه هو ما يشترطه "أبو إسلام" على القمص بأن لا يؤذي المسلمين في أعراضهم، وأنا لعمري لا أدري ماذا يعني بذلك!

ليس هناك كالشعب العربي بين شعوب العالم من يتمتع بهذه القدرة الببغائية (وليس البلاغية) على ترديد العبارات الفارغة والتي إن أعملوا رؤوسهم فإنهم لن يجدوا هم أنفسهم معنىً لها. هذه الجعجعة لا يتميز بها إلا العرب. كيف لا، وكتبهم الدينية التي تسيطر على عقولهم وحياتهم ـ بدءاً بالقرآن ومرورا بالحديث والسيرة وانتهاء بآخر كتاب يصدر عن "مفكّر" مسلم ـ تزخر بما هب ودب من هذا الكلام الفارغ (يعني: العِلاك الصدِئ، وهو موضوع سنفرد له في المستقبل حديثاًً خاصاً)

إنَّ من يقرأ أو يسمع ما يقوله هذا الرجل لَيَعتقدُ أن القمص قد قال أو فعل شيئا مسيئاً لـ "أعراض" المسلمين.

أهي تعاليم القمص التي تقول له إنّ استباحة أعراض الناس أمرٌ حلال، أم انها تعاليم محمد التي تشجّع على غزو الناس وسرقة أموالهم وسبي نسائهم واغتصابهن؟!..


**********

يقول أبو إسلام، إنّ القمص "يستفز المسلمين مما أعطى حقا للمسلمين أمثالي أن يتعدوا كما تعدى لأننا مضطرون للرد، فهو عندما يطعن قرآني فلا بد من الدفاع عن النفس وهذا حق مكفول في كل قوانين العالم."

هنا أيضاً يتحاشى أبو إسلام تفصيل "استراتيجيته" في الرد على ما يسميه بـ "اعتداء" القمص.

تعالوا نفترض أن ما يدّعيه "ابو إسلام" ـ بأن القمّص يعتدي على المسلمين ـ هو كلامٌ سليم!.. ودعونا نتجاهل كل ما يزخر به القرآن وكتب أبو إسلام الأخرى من اعتداءات صارخة على البشر جميعاً. دعونا نتجاهل نعيق الأئمة في المساجد وهم يعظون المصلين ويدعونهم لقتال كل من لا يؤمن بسفّاحهم وإلههم الدموي. دعونا نتجاهل أوامر القرآن التي ينفذها المسلمون في مصر وباكستان والعراق وأميركا واسبانيا وبريطانيا وهولندا وإندونيسيا وماليزيا وغيرها، والتي تتبلور بحرق الكنائس وذبح المصلين وسرقة محلات الكفار وقطع رؤوس الصحفيين ورجال الأعمال والراهبات والطلبة الصغار. ندعونا نفترض ما افترضناه ونتجاهل ما تجاهلناه وننظر إلى ماهية "اعتداء" القمص على الإسلام والمسلمين:

القمص يعتدي بالكلام، فبأيّ أسلوب سيردّ أبو إسلام عليه أو يدافع عن نفسه به؟.. هل سيكون ردّه عملاً بما يقوله قرآنه: "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"(البقرة 194)؟؟.. إذا كان رد الاعتداء بمثله، فلعُمْري ولَعُمْر القمص زكريا أن هذا هو جل ما يتمناه العالم كله من المسلمين!.. كلامٌ بكلام، ورسمٌ كاريكاتوريّ برسمٍ كاريكاتوري، وبيتُ شعرٍ ببيتِ شعر..

أم تُرى هذه الآية قد نُسِختْ، ونَسَخت معها إنسانية المسلمين وبالتالي مسخت عقولهم وحولتها إلى غرائز لا تعرف الرد على الكلمة إلا بالركل والعض والقتل والتدمير والحرق والاغتصاب؟!..

يطعنُ قرآنكَ؟!.. ما عليك إلا أن تتطعنَ بإنجيله، لكن ما يخشاه هو أن تطعن ظهره أو صدره أو تقطع رأسه كما تعلمك كتبُك!

في الواقع، المسلمون لا ينتظرون سماع كلمة "مسيئة بحقهم" كي يقابلوها بالقتل والتدمير. إنهم يعتدون على المعابد وأتباع الديانات الآخرى دون اي سبب إلا لأن هؤلاء الأتباع يختلفون معهم بالرأي. المسلمون لا يجدون ولن يجدوا راحةً وعزاء إلا في رؤية غيرهم من الشعوب خاضعة ذليلة لهم!


********

كلام أبو إسلام هذا هو مجرد "علاك صدئ" لا يعكس إلا خبثَ وصدأ قرآنه وسيرةَ نبيه. وإضافة إلى ذلك، فإن كلامَه أيضاً يعبّر عن قلة ذوق وقلة أدب حيث يقول بأنه لا يظن أن للقمص "قيمة عندهم أو يشعرون به على الاطلاق!"..

ترى هل يعتقد عديم التربية هذا أن هناك في العالم أساساً من يقيم له هو نفسه أية قيمة؟!..
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما

آخر تعديل بواسطة makakola ، 11-12-2006 الساعة 08:55 AM
الرد مع إقتباس