
16-12-2006
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
|
|
وأحب أقول لكم أن الأخ سمير فاضل (المستشار الإعلامي لماكس ) ليس الوحيد التابع لماكس بين الحضور فقد اقترب منى واحد بعد إلقاء كلمتي ودعاني للحضور للكلام في تاريخ الكنيسة بإحدى الكنائس فرحبت وعندما سألته أي كنيسة يريد؟؟ قال لي كنيسة الأسقف مكسميوس "ماكس ميشيل" ولديَّ اسمه لمن يريد وما خفي كان أعظم..!!
أما الأخوة المسلمين فقد التزموا الحياد وكانوا مندهشين لما يسمعونه.. فيبدو أننا نعيش في جزر منعزلة ولا نعرف بعض جيداً وفى المجمل كان أداءهم متحضراً.. وإن أحس البعض أنه استدرج لمناقشات لاهوتية بعيدة عما هو معلن من قبل.. وأريد أن ابعث تحية خاصة للأستاذ طلعت رضوان على مداخلته القيمة..
وعندما طالب أخ مسلم بحذف ما يتعلق بمصر وإسرائيل من العهد القديم.. انبرى الأستاذ كمال زاخر لا ليدافع ولكن ليقول إننا لا نبحث في تاريخية العهد القديم ولكننا نأخذ الأمور برمزية..!! وهو اثم لو تعلمون عظيم فيه إنكار لعصمة الكتاب المقدس واعتراف بمدارس النقد العالي التي تقر بها الكنيسة الكاثوليكية..
ولم نشعر بوجود الطوائف المسيحية الأخرى.. وقد تمت بعض المداخلات منهم وكانت في مجملها هجوم مستتر على تمسك الكنيسة القبطية بعقائدها وطقوسها وتساءل البعض منهم عن جدوى التمسك بتعاليم الآباء والتقليد والتسليم واللغة القبطية!!
أما ما تفوق فيه اللقاء فهو الحضور الإعلامي المكثف.. والذي شغل نحو نصف الحضور أو أكثر.. فكلما اقتربت من أحد يطلع صحفي وخاصة ممن اعتادوا الهجوم على الكنيسة وقياداتها مثل محمد الباز!! وغابت وجوه قبطية كثيرة كان معلن عن حضورها..
وفى اليوم الثاني حضر الأستاذ نبيل لوقا بباوي فكان حضوره مجالاً للهجوم عليه.. وكان الرجل مؤدباً مشيداً بديموقراطية المنصة ومع ذلك لم يرحمه أدبه هذا من دفقات الهجوم حتى رحل تاركاً أوراق المؤتمر خلفه..
الأوراق المقدمة:
كان الكثير منها أقرب للمنشورات وليس أوراقاً للمناقشة.. وكانت تناقش قضايا لاهوتية مكانها المعاهد اللاهوتية رغم أن هذه الأوراق وجهت لوماً للبابا لتطرقه لها في الصحف القبطية المتخصصة بل وكان هناك منشور هجومي اتهم البابا والأنبا بيشوي بالهرطقة ودافع فيه عن القمص متى المسكين وأطلق السهام في كل الاتجاهات ويبدو من لغته أنه قديم وكتب قبل نياحة الأب متى المسكين منذ شهور.. فبدا للكل أن هذا اللقاء كان للرد على مؤتمر الفيوم بصورة أو بأخرى مع فارق الحضور والتأثير.. (مؤتمر الفيوم يكسب بالطبع)
وهنالك أوراق تطرفت في العرض وكان أغربها على الإطلاق ورقة الدكتور جورج حبيب بباوي والتي كانت عرض لقضية حرمانه من الكنيسة منذ ما يزيد على العشرين عاماً.. واتهاماً مباشراً للبابا ببدعة سابليوس!!
وكانت هناك ورقة وزعت ولم تقرأ اتهمت الكنيسة بعدم شرح الإسلام لأولادها مما يجعل القبطي غريب في وطنه؟؟ وتوافق ذلك مع الأخ الباحث د. جرجس كامل الذي قال أن الكنيسة اسمها الأصلي جامع والقسيس إمام في رفض لصورة الكهنوت كما تعرفه الكنيسة القبطية!
وكان التساؤل الذي يطرح نفسه لماذا تقديم هذه الأوراق بهذه الكيفية.. وإن كان المنظمين أعلنوا أنهم لن يتطرقوا إلى اللاهوت والعقيدة فلماذا خانوا الحاضرين وقدموا أوراق (حوالي أربعة) اتهمت البابا بالهرطقة وخاضت في لاهوتيات (وأيضاً الأوراق موجودة).. ولماذا تم إلغاء أوراق أعلن عنها سلفاً وفى الصحف؟ ربما كفرقعة إعلامية!
إن الطريقة التي يتكلم بها المنظمون عن أوراق المؤتمر توحي بمثالية عالية وهى في الواقع ليس كذلك.. لقد حملت كثير من الأوراق هجوماً مباشراً وغير موضوعياً ليس فقط على شخوص له احترامهم في الكنيسة بل أيضاً على ثوابت عقيدية لا مجال للنقاش فيها.. بل وطلبت إحدى الأوراق بعمل محاكمة من الكنائس الشقيقة المتفقة معنا في الإيمان لفصل النزاع بين فكر البابا وفكر الأب متى المسكين!! فهل هي دعوة لمحاكمة البابا!! وهذا مذكور في "ورقة الراهب المقاري عن الأزمة التعليمية" وللعلم ليس هذا فكر الراهب المقاري فقط.. فقد عاد وكرر كمال زاخر نفس الكلام في ندوة بجريدة الموجز (الندوة مسجلة ومنشورة) وكذلك في جريدة روزاليوسف (30-11-2006)
كان الحضور يعانون من أزمة مصرية وهى حجر الفكر الراجع لأسباب عدة منها فقر الفكر فليس هناك قبولاً لوجهة النظر الأخرى (وكانت غير موجودة بالمؤتمر الأحادي الجانب) وأتضح ذلك في رفض بعض الأوراق وكذلك في المداخلات التي ترفض مثلاً رأياً للكنيسة.. رغم أن من حق أي أحد أن يعبر عن رأيه سواء أصاب أو أخطأ.. ومن حقك أن تقبل أو ترفض..
توصيات المؤتمر
وقد كان المؤتمر شيئاً إيجابياً ولكن غير فعال. فمع فقدان التواصل مع الشارع تكلم بلغة لا يفهمها الشارع ولا يحس بها فعلاً.. وأثار قضايا قديمة فعلاً قتلت بحثاً.. ومجادلات لاهوتية ليس هذا مكانها على الإطلاق..
أما توصيات المؤتمر فكانت هزيلة وجاءت لتنفي تهم (وكأن على رأس المؤتمر بطحة) وتربط في غرابة بين مؤتمر 1911 وبينها.. وفي هذا تزوير متعمد للتاريخ فلا مجال للمقارنة بين المؤتمرين..
ولم تعرض التوصيات مشروعاً إصلاحياً حقيقياً.. ولم يشترك الأعضاء في وضعها لأنها كانت معدة سلفاً ومطبوعة.. وهذا لا يحدث في أي مؤتمر.. قد تكون هناك مسودة ويتم مناقشتها.. لا مطبوعة ويتم قراءتها؟؟
دور الكنيسة:
كان عليها أن ترسل مندوباً عنها ليحضر ويسمع ويرى كمراقب دون أن يتدخل في الحوار بل ليسجل فقط خاصة في ظل وجود إعلامنا الموجه والذي صور المؤتمر وكأنه سفينة نوح.. كما أن الكثير من الحضور ليس له قضية عامة ورغبة في الإصلاح الكنسي.. بل هم شخصي أو جرح قديم.. فعلى الكنيسة أن تبحث عن هؤلاء وتضمد جراحهم.. فليس الكل بعد توهة سيعود من نفسه..عارفاً خطأه.. وكما يقوا المثل: "الكنيسة تعرف أهلها".. وأخيراً أرجو أن لا يُعْطَى للمؤتمر حجماً أكبر من حجمه فهو لا يتعدى أن يكون ندوة أو مكلمة.. ولا مانع من النظر في توصياته لمعرفة ماذا يريد أبناؤنا كما يقول الأنبا مرقس.. ولكن لا بد أن تتصدى الكنيسة وبحسم لما ورد في المؤتمر من أخطاء لاهوتية وعقائدية تمس مفهوم الكنيسة وبعض طقوسها مثل الكهنوت (هناك شبهة إنكار للكهنوت) والتناول والتأليه والكتاب المقدس والثالوث وكما تقول الدسقولية "امح الذنب بالتعليم"
كلمة أخيرة
أما المؤتمر فعليه أن يتخلص من خطايا البدايات وأن يخلص النية وأن يظهر ما يبطن ويتبرأ من قبلات يهوذا.. ويقول رأيه بصراحة دون التستر وراء منشورات مجهلة.. وأن يتخلى عن مقولة الأجداد "اللي في القلب في القلب يا كنيسة الرب".. وأن يتم اختيار المحاور بعناية وتركيز وهدف واضح وكذا المتكلمين.. وأن يفصل بشجاعة بين الشخصي وبين العام.. وأن يعرف أن الشو الاعلامى لا يصلح مطب في شارع وليس مؤسسة عريقة مثل الكنيسة القبطية!
ولكن هل تحتاج الكنيسة القبطية للإصلاح على طريقة كمال زاخر وهاني لبيب؟
Gobrial.yasser@gmail.com
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|